بّسم الله الرّحمن الرّحيم موسوعة تفسير الأحلام تأويل الاشارات في علم العبارات تأويل رؤيا الحرير والقطن والكتان والصوف والوبر والشعر والريش وما يعمل منها
● [ اولآ تأويل رؤيا ] ● الحرير والقطن والكتان
فصل في رؤيا الحرير هو يؤول بالمال الحرام. وقال الكرماني من رأى أنه أصاب حريرا فإن كان أبيض فهو أجود من الملون والملون أجود من غيره، وقيل رؤيا الحرير خير وصلاح في الدارين وزينة خصوصا للنسوة. ومن رأى حريرا وكان من ذوي المناصب فإنه رفعة ويحصل له منفعة في الدنيا لكونه متمكنا منها، وأما إذا كان من أهل الصلاح فإنه يؤول بحسن الآخرة، وقيل رؤيا الحرير الأبيض منفعة وعطاء، وإن كان مصبوغا فهو أجود، وإن كان أخضر فهو جيد حسن، وإن كان أحمر فإنه غير محمود ولكنه للنساء محمود، وإن كان أسود فهو هم وغم، وإن كان أصفر فهو سقم. وقال أبو سعيد الواعظ الخز يدل على الحج واختلفوا في الأصفر منه فمنهم من كرهه ومنهم من قال أنه لا يكره ولا يحمد والأحمر منه يدل على التجرد في إمعان أمر. وأما ما يعمل منه من الثياب فقد تقدم في بابه أيضاً في ذكر الملبوس في الباب الثامن والأربعين. وأما ما يفتل وينسج منه فيأتي ذكره في الباب الخامس والسبعين. وأما رؤيا التطريز به فهو غير محمود، وربما يكون هما وغما للرجال والنساء. وأما الشرابة الحرير فإنها تؤول على خمسة أوجه عز وولد ومراد وسفر وللمرأة زوج وللرجل امرأة. ومن رأى شرابة معلقة سواء كانت عليه أو على شيء فهو خير على كل حال ليس فيه مضرة. وأما البند الحرير فإنه يؤول بالخير وللمنفعة، فمن رأى بندا مما هو منسوب إلى الملوك والأمراء فإن كان أهلا للولاية نالها، وإن لم يكن فإنها شهرة له. ومن رأى أنه يحمل بندا فإنه عز ورفعه وأحسن ما يرى في البنود السلطاني ولا تضر صفرته وكذلك الخليفي، وقيل رؤيا البند تؤول بالمرأة فيعتبر اللون في ذلك فإن كان أبيض أو أخضر فالمرأة صالحة، وإن كان أحمر أو أزرق فالمرأة سوء، وإن كان أسود فالمرأة مشئومة، وإن كان ملونا فالمرأة فاسقة. وأما ما يعمل من الحرير كالأعلام والشطف والصناجق وآلات الحرب فقد تقدم تعبيره في الباب الحادي والخمسين. وأما الأطلس والمسمط فقد تقدم تعبيره أيضاً في باب الثياب. فصل في رؤيا القطن هو يؤول على تسعة أوجه قيل ستر ومنفعة ومال وكسوة ووقار وهيبة ودين وخير وأمر محمود. وقال الكرماني من رأى أنه يجمع القطن فإنه يحصل مالا حلالا، وإن ادخره في متاع فإنه يدخر لعياله. ومن رأى أنه يحشو قطنا في وسادة أو ما اشبه ذلك فإنه ينكح امرأة. ومن رأى أنه يندف القطن فإنه يخاصم إنسانا ويتكلم بما لا يليق به، وإن رأته امرأة فإنه يدل على رجل ذي منفعة وكسب من فعل. وأما ما يعمل منه من الثياب فقد تقدم تعبيره مفصلا. وأما الأكفان فقد ذكرت أيضاً في ذكر الأموات، وأما الفتل والنسيج فيأتيان في محلهما. فصل في رؤيا الكتان هو يؤول بالمال الحلال بمقدار ما رآه وهو في علم التعبير أدنى من القطن والكتان الأبيض النقي البياض أحسن من الأصفر والطويل أحسن من القصير. وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه ملك كتانا فإن معيشته تحسن، وربما كان الكتان شغلا عاليا ومنفوضه أحسن من قشه. وأما ما يعمل منه من الثياب فقد تقدم تعبيره أيضاً في محله في باب الملبوس والثياب، وأما ما يستعمل منه من الأمتعة فقد تقدم تعبيره في محله. وأما الغزل والفتل والنسج فيأتي تعبيرها. وقال جعفر الصادق رؤيا الكتان تدل على وجهين مال حلال ومنفعة.
فصل في رؤيا الصوف هو يؤول بالمال الحلال الذي لا شبهة فيه لأنه من متاع الحياة الدنيا لقوله تعالى ( ومن أصوافها ) الآية والصوف المجزوز هو الأفضل. ومن رأى أنه يحرق صوفا فإنه يخزن ماله للفساد. ومن رأى صوفا معمولا شيئا من الأمتعة فإنه يؤول بالنسوة الصالحات. ومن رأى صوفا مبعثرا فضمه فإنه يؤول بوفور مال من قبل النسوة. ومن رأى أنه يحشو صوفا في متاعه فإنه ينكح امرأة. ومن رأى صوفا مبعثرا فضمه فإنه يؤول بالاجتهاد في جمع مال مفرق ميئوس منه. وأما ما يقام من الصوف برسم الملبوس فقد تقدم تعبيره في الباب الخامس والأربعين من ذكر الملبوس وكذلك ألوانه. وأما ما يستعمل كالحبال وما أشبه ذلك فيأتي تعبيرها في الباب الخامس والسبعين مع ذكر الفتل والحبل. وأما ما يعمل منه البسط وما أشبهها فقد تقدم تعبيره أيضاً في محله الباب الثامن والأربعين. فصل في رؤيا الوبر قال جابر المغربي الوبر يؤول بالمال من قبل السلطان، وربما كان ميراثا. وقال الكرماني الوبر من حيث الجملة مال حلال، وربما كان من قبل أعاجم. وأما ما يعمل منه فإن كان مما يلبس وهو من نوع الثياب وسوف يأتى تعبيره . وإذا كان مما يبسط وسوف يأتى تعبيره ، وإذا كان مما يفتل أو ما اشبه ذلك فحكمه كحكم الصوف وسوف يأتى تعبيره. وأما الأمتعة منه وحشوها فإنه كحكم الصوف لا فرق بينهما. ومن رأى وبرا كثيراً فإنه مال جزيل سواء ادخره أو رآه رؤية خاصة. فصل في رؤيا الشعر أما الشعر فقال دانيال شعر الدواب يؤول بيسير المال، فمن رأى أنه ملك شيئا منه فإنه يملك مالا يسيرا. وقال الكرماني شعر المعز هو أحسن الشعر، وقال شعر ما يؤكل لحمه مال حلال وطويله غزارة المال وقصيره قلته وشعر ما لا يؤكل لحمه مال حرام وطويله وقصيره كذلك. وأما ما يعمل من الشعر مما يناسب ما تقدم ذكره في الصوف فيطلب في الباب المذكور وكذلك ما يلبس منه فيطلب في الباب المتقدم كما قلناه في الصوف. وأما ما يفتل فيأتي تعبيره أيضاً في محله ونذكر بعض ما يعمل منه هنا لكونه منفرداً عن الأجناس. وأما البلاس فإنه يؤول على أوجه قال الكرماني البلاس يؤول بشخص مصلح مختار في جميع أحواله صاحب أمانة وصيانة، وقيل هو مال حلال خصوصا إن كان طويلا وكثرته أحسن وأزيد. وقال ابن سيرين من رأى بلاسا فإنه يدل على المرأة المصلحة الغنية وللمرأة الزوج المصلح الغني. ومن رأى أنه اشترى بلاسا فإنه يشتري جارية مصلحة نافعة ويحصل له منها خير ومنفعة. وأما المخلاة فإنها خير ومنفعة خصوصا إذا كانت جديدة، وأما تعبير شعر الإنسان وجملته فقد تقدم بمناسبته فصل في رؤيا الريش هو يؤول على أوجه خير ومنفعة. وقال الكرماني الريش رياسة على قدر غزارته. ومن رأى أنه يحشو ريشا في متاع فإنه ينكح امرأة فليعتبر ما حشاه ليؤول، وقيل رؤيا الريش جملة تؤول بالمال بحصول مشقة وتعب، وقيل ريش ما يؤكل لحمه مال حلال وما لا يؤكل مال حرام، وأما ما يقام منه فإنه يؤول كل نوع في محله وبابه كما ذكرناه في الصوف وغيره، فمن رأى شيئا من ذلك فليطلبه مما ذكرناه والله أعلم.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات تأليف خليل بن شاهين الظاهري منتدى قوت القلوب . البوابة