من طرف كراكيب الخميس 15 يونيو 2017 - 16:14
بّسم الله الرّحمن الرّحيم
العجائب فى الغذاء والدواء
فصل في النبات والفواكه وخواصها
الخوخ
الخوخ (1): هو أخو المشمش ومشاكل له في كل أموره إلا في البقاء، فإن المشمش أطول عمراً منه لأن الخوخ أكثر ما يحمل أربع سنين، والحر والبرد يهلكه. وهو نوعان: شعري وزهري. قال صاحب كتاب الفلاحة: إذا أخذ القضيب من شجر الخوخ ونقع في بول انسان سبعة أيام ثم تثقب شجرة الصفصاف ثقباً نافذاً متسعاً بحيث يدخل فيه قضيب القصب وتدخل القضيب في ذلك الثقب حتى يخرج من الجانب الآخر، ثم تطين الموضع المثقوب وتقطع ما فضل من القضيب من الجانبين، بعد ذلك بسبعة أيام، فإنه يثمر ثمراً بلا عجم.
وإذا أردت تلوين ثمرتها فشق النواة فإن أردت لونها أحمر فضع في النواة زنجفراً مسحوقاً ناعماً. وإن شئت أصفر فزعفراناً، وإن شئت أخضر فزنجاراً. وإن أردت أزرق فلازورداً ونيله، وإن شئت أبيض فاسفيداج، ثم ترد ثم تسقيها فإنها تحمل حملاً حلواً، وكذلك طعم نواه. وخاصية ورق الخوخ أنه يقطع رائحة النورة من الجسد إذا سحق ناعماً ووضع في الدلو مع ماء الليمون والشيرج. ويقتل الدود الذي في باطن الإنسان إذا طليت به السرة ويقتل دود الأذن إذا قطر فيه من عصارتها.
والخوخ بارد رطب وهو يزيد في الباه ويضر بالمبرودين ويشهي قشرة النواة على القلب رداً موافقاً وتغطيها وتزرعها فإن ثمرتها تجيء على اللون الذي وضعت فيه النواة بلا مغايرة. وإذا حفرت أصل الشجرة في أول كانون وثقبته وجعلت فيه قصبة من قصب السكر ثم تتركها خمسة أيام الطعام ولا يحمض في المعدة، بخلاف المشمش.
الهامش :
(1) الخوخ : عباره عن ثمره موسميه و يسمى أيضاً البرقوق في المغرب العربي أكبر حجما من المشمش قليلا ويطلق عليها اسم محلي بمنطقة عسير وخصوصا ببلاد الماوين ببلحمر حيث تشتهر تلك المنطقه بهذه الثمره بجودتها واسمها المحلي ( فركس ) ومنه نوعان النوع الاول يسمى (زغادي ) وهو لين نسبيا ويمتاز بكثرة العصاره داخله وهي تشبه في طعمها المنقا الهندي نسبيا واما النوع الثاني يطلق عليه اسم ( الفدري ) وهذا النوع يختلف في تكوينه الداخلي عن النوع الاول حيث يمتاز بتماسكه داخليا وكل ما زاد اللون الداخلي للاحمر كان افظل في نوعيته وايضا تكون البذره الداخليه له ذات رائحه عطره مستمره ، يحمي أيضا من أمراض القلب ويخفف كمية الكولستيرول يساعد على تنشيط المعدة و يساعد على الهضم ، يساعد على إزالة حصى المثانة والبول الدموي.
المشمش
المشمش (1): هو شجر يسرع إليه الفساد، عسر النشوء، إلا أنه إذا نبت طال مكثه، قال صاحب كتاب الفلاحة: من أراد أن تعظم هذه الشجرة عنده فلينزع أكثر ثمرتها عند أول نشئها وحملها، ولا يترك عليها من الحمل إلا شيئاً قليلاً في أغصان قوية منها. وهي تشبه الخوخ في جميع أحواله وإن فعلت بها جميع ما ذكرته في الخوخ من الألوان والأصباغ قبلت ذلك. وإن أردت المشمش بلا نوى فاقطع وسط ساق شجرتها حتى تبلغ قلبها ثم اضرب في ذلك الموضع وتداً من خشب بلوط، فإن تلك الشجرة تحمل مشمشاً بلا نوى، ومتى ركبت اللوز في المشمش اكتسبت من طعمه وحلاوته.
وأما خاصيته فعن أنس بن مالك (2) رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبياً من الأنبياء بعثه الله إلى قومه وكان لهم عيد يجتمعون فيه في كل سنة، فأتاهم النبي في ذلك اليوم ودعاهم إلى الله تعالى فقالوا: إن كنت صادقاً فادع لنا ربك يخرج لنا من هذا الخشب اليابس ثمرةً على لون ثيابنا، وكانت ألوانها مزعفرة، ونحن نؤمن لك. فدعا ذلك النبي ربه عز وجل، فاخضر الخشب وأورق وأثمر بالمشمش الأصفر، فمن أكل منه ناوياً للإيمان وجد نواه حلواً، ومن أكل على نية أن لا يؤمن وجد نواه مراً .
وورقها إذا مضغ أزال وجع الضرس. والمشمش بارد رطب ورطبه سريع العفونة يولد الحميات بسرعة ويبرد المعدة ويفسد الطعام الذي في المعدة، وقديده إذا نقع أزال الحميات، ونواه إذا نقع وأكل أحدث غشياً وكرباً وغثياناً. ودهن لب المر منه له منافع.
حكي أن طبيباً مر برجل يغرس شجر المشمش. فقال له ما تصنع ؟ قال: أعمل لي ولك. قال الطبيب: كيف ذلك ؟ قال أنتفع أنا بالثمرة وثمنها، وتنتفع أنت بمرض من يأكلها.
الهامش :
(1) المشمش : شجرة مثمرة ذات حجم متوسط يتراوح طولها بين 8 و12 مترا أوراقها ذات شكل قلبي مع أطراف مدببة. طول الأوراق يصل لـ8 سم وعرضها بين الـ3 و4 سم. تسقط أوراقها في الخريف وتزهر في الربيع وفي الصيف تنضج ثمار المشمش. أزهارها ذات لون أبيض مائل إلى الوردي. تبدو ثمارها شبيهة بثمار الخوخ والنكتارين حيث لون المشمش يكون أصفرا أو برتقاليا عليه مسحة حمراء. لثمرة المشمش نواة واحدة والموطن الأصلي للمشمش هو الصين وقال ابن سينا عنه " المشمش يسكن العطش، وإذا أكل يجب أن يؤخذ مع اليانسون والمصطكى، لأنه يولد الحميات بسرعة تعفنه ودهن نواه ينفع من البواسير، ونقيع المقدد من المشمش ينفع من الحميات الحارة ".
وأما ابن البيطار " هي ثمرة رطبة تجانس الخوخ إلا أنه أفضل من الخوخ، وهو يسهل الصفراء ويولد خلطا غليظا، يذهب بالبخر من حر المعدة ويبردها تبريدا شديدا، ويلطفها ويقمع الصفراء والدم وينبغي أن يتجنبه من يعتريه الرياح ومن يسرع اليه الجشاء الحامض. وأما اصحاب المعدة الحارة والعطش فينتفعون به ".
(2) أنس بن مالك بن النَّضر الخزرجي الأنصاري ( 10ق ه ـ 93 هـ ) صحابي جليل، ولد بالمدينة، وأسلم صغيراً وكناه الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - بأبي حمزة. خدم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بيته وهو ابن 10 سنين. دعا له - صلى الله عليه وسلم - « اللهم أكثر ماله وولده وبارك له ، وأدخله الجنة » فعاش طويلا، ورزق من البنين والحفدة الكثير. روى كثيرا من الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ الأعلام للزركلي ؛ والإصابة ؛ وطبقات ابن سعيد ؛ وتهذيب ابن عساكر 3/199 ؛ وصفة الصفوة 1/298 ].
التفاح
التفاح (1): هو أصناف، حلو وحامض وعفص ومز، ومنه ما لا طعم له. وهذه الأصناف في التفاح البستاني. وذكر أن بأرض اصطخر تفاحاً، نصف التفاحة حامض ونصفها حلو.
ومتى ركب التفاح في الرمان يحمر ويحلو، ومتى صب في أصله أو في أصل الدراقن بول الإنسان احمر ومتى غرس أصلها ورد أحمر يحمر.
ومتى صب في أصل الشجرة من التفاح بول أمره برئت من سائر أمراض الشجر ومتى غرس في أصلها العصفر أو حولها لم تدود ثمرتها. ومتى أردت أن تكتب على التفاح الأحمر بالأبيض فاكتب عليها وهي خضراء بالمداد. لا إله إلا الله، أو ما شئت، وتركته إلى أن يحمر ثم مسحت المداد فتخرج الكتابة وما تحتها أبيض ليس به حمرة. وكذلك إذا قطعت ورقة ورسمت فيها ما شئت من النقوش، وألصقتها على التفاح قبل احمراره تجد النقش بعد الاحمرار أبيض، وإذا قل ثمرها وانتثرت زهرتها أو ورقها فعلق عليها صحيفة من رصاص وأرخها حتى يبقى بينها وبين الأرض شبر، وإذا خرجت الثمرة وصلحت فارفع عنها الصحيفة.
خاصية هذه الشجرة: عصارة ورقها تسقى لمن سقي السم أو نهشته حية أو لدغته عقرب، مع حليب ماعز، فلا يؤثر فيه السم ولا النهشة ولا اللدغة. وشم زهر التفاح يقوي الدماغ، وأجوده الشامي ثم الأصفهاني. والتفاح الحامض بارد غليظ مضر بالمعدة ومنسي الإنسان. ليس فيه نفع ظاهر. والحلو منه معتدل الحرارة والبرودة. وشمه وأكله يقوي القلب ويقوي ضعف المعدة وهو نافع من السموم وقشره رديء الجوهر مضر بالمعدة ولا يؤكل بقشره وكثرة أكله بقشره تحدث وجعاً في العصب. وإذا أردت أن التفاح يبقى مدة طويلة فلفه في ورق الجوز واجعله تحت الأرض أو في الطين.
الهامش :
(1) التفاح Apple : هو أحد أنواع الفاكهة الشائعة، يعتقد أن الموطن الأصلي لشجرة التفاح هي أسيا الوسطى وبالتحديد كازخستان حيث لا زالت هناك بقايا من غابات التفاح على شكل أشجار تفاح برية في المناطق الجبلية. يساعد علي الهضم ويزيل النفايات من الكبد وهو مصدر غني فيتامين ج والألياف. وقشرته قليلة السعرات الحرارية وغنية بسكر فركتوز الذي يضبط سكر الدم ويمدنا بالطاقة. يعالج التفاح مشاكل الجلد والتهاب المفاصل وهو قابض في الإسهال وملين ومدر للبول. به سكريات وصوديوم. وينظم الجهاز الهضمي ويمنع الإمساك ويوقف والنقرس والروماتيزم ويمنع تكوين الحصوات المرارية وينظف الأسنان ويفيد في حموضة المعدة أثبت التفاح قدرته على تقليل مخاطر سرطان القولون والبروستات والرئة، كما يساعد في علاج أمراض القلب وتخفيض الكوليسترول وتخفيض الوزن، بالإضافة إلى قدرته على حماية المخ من مرض الشيخوخة(الزهايمر). كما أثبت خبراء التغذية أن تناول الصنفين الغذائين التفاح والسمك فقط يومياً كفيل بخسارة الوزن الزائد مع الإبقاء على الجسم صحياً طيلة شهر كامل.
عن كتاب عجائب النباتات والفواكه والحيوانات
تأليف سراج الدين ابن الوردي
منتدى دليل الثقافة الغذائية . البوابة