منتدى دنيا الكراكيب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الفصل التاسع والفصل العاشر ختام الكتاب

    avatar
    كراكيب
    Admin


    عدد المساهمات : 2419
    تاريخ التسجيل : 01/01/2014

    الفصل التاسع والفصل العاشر ختام الكتاب Empty الفصل التاسع والفصل العاشر ختام الكتاب

    مُساهمة من طرف كراكيب الخميس 11 فبراير 2021 - 6:53

    الفصل التاسع والفصل العاشر ختام الكتاب Fekyh_10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    مكتبة الفقه الإسلامي
    الإمام في بيان أدلة الأحكام
    لعز الدين بن عبد السلام
    الفصل التاسع والفصل العاشر ختام الكتاب 1410
    ● [ الفصل التاسع ] ●
    في ضروب من المجاز

    في ضروب من المجاز يعبر عن الأجسام والأعراض والنسب تارة بالحقيقة وتارة بالمجاز ويتجوز بلفظ الجسم عن جسم آخر كلفظ الإنسان والحيوان والأشجار فإنه يعبر كل واحد من هذه المسميات عن تمثالها من الأجسام بأهلها ويحتقرهم ويهينهم ويذلهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مآثر الجاهلية إنها موضوعة تحت قدميه استهانة بالمآثر المخالفة للشرع ويتجوز بلفظ النور في الجلال والجمال وفي البداية والتعريف وكذلك يعبر بلفظ العرض عن عرض آخر على ما سنصفه إن شاء الله تعالى فمن التعبير بألفاظ الأجسام عن المعاني اليد فيد القديم سبحانه وتعالى ويمينه عبارة عن قدرته وبطشه وقوته { بيده الملك } أي في قدرته { مما عملت أيدينا } أي مما أحدثته قدرتنا { لما خلقت بيدي } أي لما كونته بقدرتي { لأخذنا منه باليمين } أي بالقوة والبطش { كنتم تأتوننا عن اليمين } أي بسبب قوتكم وقدرتكم علينا وأما قوله في الصدقة إلا أخذها الرحمن بيمينه فعبارة عن حسن القبول لأن الأخذ باليمين مسبب عنه وكذلك قوله إن المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن عبر بذلك عن تكريمهم تقديرهم بمعنى أنه يعاملهم في الإكرام معاملة عظيم أجلس إنسانا على كرسي عن يمينه ويعبر بالعين عن إدراك المبصرات لأنها محل الإدراك كما يعبر باللسان عن الكلام وبالقلب عن العقل فقوله { فإنك بأعيننا } أي بمرأى منا وكذلك قوله { تجري بأعيننا } ومن التعبير باللفظ العرض عن عرض آخر التعبير بوضع القدم عن الاستهانة في قوله حتى يضع الجبار قدمه على النار أي يستهزىء وبالمجيء والإتيان عن التعريف بعد الجهالة والهداية بعد الضلالة تشبيها لما غاب عن البصيرة بما غاب عن البصر فإن البعد والعزوب سبب للغيبة عن الإدراك لمنعها منه والقرب والحضور سبب الإدراك والمشاهدة وكذلك الوقوف قد يعبر به عن التعريف في قولك وقفته على كذا إذ عرفته به لأن الواقف على الشيء مدرك لما وقف عليه ومنه قوله تعالى { ولو ترى إذ وقفوا على ربهم } أي عرفوه فعرفوه وكذلك يعبر بالمحبة والكراهة والسخط والرضى والقرب والبعد والإقبال والإعراض عن آثارها ولوازمها وكذلك التردد في مساءة المؤمن ذكر عبارة عن منزلته عند ربه فإن من عز عليك وكانت له مصلحة في طي مساءة فإنك تتردد في ذلك لمنزلته لديك بخلاف من هان عليك فإنه يسهل عليك مساءة ولا تبالي بما ناله قال الشاعر " وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير " { فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا } أي لا يعز عليه ولا يصعب قال امرؤ القيس " يعز عليها ريبتي ويسوءها ... بكاه فتثني الجيد أن يتضوعا " وقد تستعمل بعض أفعالنا المضافة إلى الله سبحانه المتعلقة به على نوع من هذا المجاز كقربنا إليه وبعدنا منه وإعراضنا عنه وإقبالنا إليه وذهابنا إليه كقوله { إني ذاهب إلى ربي } { إلا من أتى الله بقلب سليم } { فسحقا لأصحاب السعير } أي فبعدا لهم { فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم } فأعرض فأعرض الله عنه { ومن أعرض عن ذكري } وأمثلة هذا وشواهده لا تحصى كثرة وسأذكر شيئا من ضروب المجاز يستدل بما ذكرته على ما تركته فمن ذلك اليد وحقيقتها العضو اليد يعبر بها عن القهر والاستيلاء كقوله { قل لمن في أيديكم من الأسرى } أي في قهركم واستيلائكم ويعبر بها عن القدرة وقد ذكرناه ومن ذلك الأخذ ويعبر به عن القهر والهلاك كقوله { فأخذهم الله بذنوبهم } { فأخذهم أخذة رابية } { وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه } ويعبر عن الجد في التمسك بالعمل كقوله { خذوا ما آتيناكم بقوة } { خذ الكتاب بقوة } ويعبر به عن القبول كقوله { ويأخذ الصدقات } وقوله عليه السلام إلا أخذها الرحمن بيمينه ويعبر به عن الأسر كقوله { خذوه فغلوه } { وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد } ويعبر به عن الرضى كقوله { فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين } { آخذين ما آتاهم ربهم } ومن ذلك القبض ويعبر به عن تقتير الرزق { والله يقبض ويبسط } ويعبر به عن البخل { ويقبضون أيديهم } ومن ذلك البسط ويعبر به عن الإغناء { والله يقبض ويبسط } وعن كثرة البذل { ولا تبسطها كل البسط } { بل يداه مبسوطتان } ومن ذلك السعة ويعبر بها عن الغنى كقوله { والله واسع عليم } { لينفق ذو سعة من سعته } وعن كثرة التعلق كقوله { ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما } { وسع ربنا كل شيء علما } { إن ربك واسع المغفرة } ومن ذلك الضيق ويعبر به عن مشقة تحمل ما تكرهه النفوس من الفقر وسائر المكاره كقوله { يجعل صدره ضيقا حرجا } { ولا تك في ضيق مما يمكرون } { وضائق به صدرك } ومن ذلك وصف الزمان والمكان بوصف ما يقع فيهما { بلدا آمنا } { قرية كانت ظالمة } { من قريتك التي أخرجتك } { قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان } الآية { بلدة طيبة } { القرية التي كانت تعمل الخبائث } أمرت بقرية تأكل القرى { وهذا البلد الأمين } إني أخاف عليكم عذاب يوم { أليم } { عذاب يوم عظيم } { ويذرون وراءهم يوما ثقيلا } { وذلك يوم مشهود } { يأكلن ما قدمتم لهن } { يوم عصيب } { يوم عقيم } { أيام نحسات } { الشهر الحرام بالشهر الحرام } ومن ذلك الغل ويعبر به عن البخل كقوله { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } { وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم } ويعبر به عن التكاليف الشاقة { ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم } وعن موانع الانقياد وموانع الإيمان { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا } ومن ذلك التعبير عن الشيء بمحله أو بما قارب محله كقوله { فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها } عبر بالقلب عن العقل والأذن عن السمع { فإنك بأعيننا } { تجري بأعيننا } { ولتصنع على عيني } { إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب } { نزل به الروح الأمين على قلبك } { لما خلقت بيدي } { مما عملت أيدينا أنعاما } { والسماوات مطويات بيمينه } { لأخذنا منه باليمين } { ونأى بجانبه } أي بنفسه { فإذا نزل بساحتهم } أي ربهم وكذلك التعبير باللسان عن اللغة كقوله { بلسان قومه } { بلسان عربي مبين } { واختلاف ألسنتكم وألوانكم } وعن الثناء { واجعل لي لسان صدق في الآخرين } { وجعلنا لهم لسان صدق عليا } ومن ذلك التمسك ويعبر به عن ملازمة الفعل والاعتماد عليه كقوله { فاستمسك بالذي أوحي إليك } { والذين يمسكون بالكتاب } { فقد استمسك بالعروة الوثقى } ومن ذلك الاستقامة ويعبر بها عن تعاطي الأفعال الحسنة ومن ذلك الكفر والرين والغين والحجاب والغطاء والأكنة والغلف والأقفال والختم والطبع والغشاوة والغمرة ويعبر بذلك كله عن موانع المعرفة والإيمان وسواير البصيرة عن العرفان فالموانع هي الجهل والشك وفساد الاعتقاد لأن الشكوك والجهالة تحول بين البصيرة وبين إدراك المعقولات كما أن الأجسام الكثيفة حائلة بين البصر وبين إدراك المبصرات فصار المعنى الساتر للبصيرة كالجسم الساكر للبصر { إن الذين كفروا } { ألا إن ثمود كفروا ربهم } { بل ران على قلوبهم } إنه ليغان على قلبي { حجابا مستورا } { ومن بيننا وبينك حجاب } { فكشفنا عنك غطاءك } { وجعلنا على قلوبهم أكنة } { قلوبنا غلف } { أم على قلوب أقفالها } { ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة } { وطبع على قلوبهم } { وجعل على بصره غشاوة } { فأغشيناهم فهم لا يبصرون } { بل قلوبهم في غمرة من هذا } { وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة } عبر عن مانع فهم ما يسمعه أو يتعقله بالختم وعن مانع الاعتبار بما يشاهده بعينيه بالغشاوة ومن ذلك الصدق ويعبر به عن الحسن كقوله { قدم صدق } { مقعد صدق } { لسان صدق } ومن ذلك خفض الجناح ويعبر به عن التواضع ولين الجانب { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } ومن ذلك اللين ويعبر به عن حسن التأني وسرعة الانقياد { فبما رحمة من الله لنت لهم } المؤمنون هينون لينون ومن ذلك الانقلاب على الوجه وعلى العقب أصل انقلب على وجهه رجع على طريقه الذي جاء منه ويعبر به عن الرجوع إلى مثل ما كان عليه من الفعل والاعتقاد انقلب على وجهه رجع إلى دينه وأصل الانقلاب على العقب الرجوع إلى جهة العقب ويعبر به أيضا عما يعبر منه بالإنقلاب على الوجه { انقلبتم على أعقابكم } { يردوكم على أعقابكم } { ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا } العروة الوثقى و يتجوز بها عن الدين العاصم من العذاب الحبل يتجوز به عن العهد { واعتصموا بحبل الله جميعا } { إلا بحبل من الله وحبل من الناس } ** إني بحبلك واصل حبلي ** وبريش نبلك رائش نبلي البناء و يعبر به عن تأليف الأجسام وأحكام تأليفها وإتقانه { والسماء بنيناها بأيد } { والسماء وما بناها } { كيف بنيناها وزيناها } ويعبر به عن أحكام الأمر والمكر وإبرامه { فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم } عبر بذلك عن رجوع وبال مكرهم عليهم الشفا ويعبر به عن كفرهم الموجب لسقوطهم في النار { وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها } وكذلك قوله { على شفا جرف هار } عبر به عن نفاقهم الموجب لسقوطهم في النار وكذلك قوله { فانهار به في نار جهنم } الشراء والبيع ويعبر بالشراء عن التكليف بشرط الثواب وعن البيع بالتزام التكليف { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } أي بذل أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة { فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به } { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله } { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله } بين اليدين ويعبر به عن التقدم والسبق { فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } { مصدقا لما بين يديه من الكتاب } { بين يدي عذاب شديد } { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } { اتقوا ما بين أيديكم } النبذ والترك وراء الظهر ويعبر بهما عن الاستهانة والإعراض { فنبذوه وراء ظهورهم } { ويذرون وراءهم يوما ثقيلا } { واتخذتموه وراءكم ظهريا } { نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم } ويعبر بالثقل عن المشقة كقوله { إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا } ويعبر به عن الشرف في قوله صلى الله عليه وسلم تركت فيكم الثقلين ومنه الثقلان الجن والإنس لشرفهما بالعقل فتح الباب ويعبر به عن النقل من الشدة إلى الرخاء ومن النعمة إلى البلاء { فتحنا عليهم أبواب كل شيء } أي من النعم { حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد } ويعبر بالفتح أيضا عن المعرفة بعد الجهالة في قوله { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } على قول بعضهم وعن الحكم لأنه يفتح ما انغلق عن الخصمين { قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم } { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } وعن إفادة الرزق { لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } التعبير ببعض الشيء عن جملته يعبر عن الصلاة بالقرآن في قوله { وقرآن الفجر } وبالقيام في قوله { لا تقم فيه أبدا } من قام رمضان إيمانا واحتسابا وبالتسبيح في قوله { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها } وبالذكر في قوله { واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا } وبالسجود في قوله { ومن الليل فاسجد له } وقوله { فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم } وقوله { يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون } وبالركوع في قوله { واركعوا مع الراكعين } ويعبر باليد عن الجملة في قوله { ذلك بما قدمت يداك } { فبما كسبت أيديكم } { مما ملكت أيمانكم } ويعبر بالعضد عن الجملة { سنشد عضدك بأخيك } وقد يعبر بالعضد عن الناصر { وما كنت متخذ المضلين عضدا } الأخذ بالناصية ويعبر به عن القهر والاستيلاء كقوله { ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها } ومن ذلك وصف الشيء بصفة بعضه قد يوصف الشيء بصفة بعضه كقوله تعالى { بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم } فإن جميع آياته لا تشتمل على البشارة ولا على النذارة 3 ومن ذلك وصف الشيء بما كان عليه وبما يؤول إليه { وآتوا اليتامى أموالهم } { إنك ميت وإنهم ميتون } { أعصر خمرا } ومن ذلك النسب المجازية { إنهن أضللن كثيرا من الناس } { فأخرجهما مما كانا فيه } { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق } { أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم } { ولما سكت عن موسى الغضب } العلو والفوقية والدرجة والرفعة يعبر بها عن المجد والشرف { وهو العلي العظيم } ويعبر بالعلو عن الغلبة { وأنتم الأعلون } { والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة } { نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم } { رفيع الدرجات } { ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات } { وهو القاهر فوق عباده } الإنسلاخ ويعبر به عن ترك العمل بعد التثبث به { فانسلخ منها } الكذب ويعبر به عن بطلان الدلالة وإبهامها { وجاؤوا على قميصه بدم كذب } العلم ويعبر به عن الظن { فإن علمتموهن مؤمنات } ويعبر بالظن عن العلم { قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله } وكذلك الريب والقلق ومنه { ريب المنون } قال أمن المنون وريبها تتوجع ويعبر به عن الشك لأن القلق يلزمه وكذلك الطيب اللذيذ والخبيث المستكره ويعبر بالطيب عن الحلال وعن ما حسن من الأقوال والأعمال وبالخبيث عن الحرام وعما قبح من الفعل والمقال { كلمة طيبة } { ومثل كلمة خبيثة } وقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها منتنة طبت وطاب ممشاك { الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين } { كانت تعمل الخبائث } الأرجاس والأنجاس أعيان مستقذرة ويعبر بهما عن الأوصاف المستقبحة { ليذهب عنكم الرجس } { إنما المشركون نجس } وقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها منتنة الطهارة إزالة الأنجاس ويعبر بها عن إزالة الأوصاف المستقبحة شرعا { أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم } { ذلكم أزكى لكم وأطهر } { ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } { ويطهركم تطهيرا } { يتلو صحفا مطهرة } معناه من الباطل والكذب والزور الكتابة ويعبر بها عن الإثبات وعن دوام الحفظ { كتب في قلوبهم الإيمان } { سنكتب ما قالوا } { سنكتب ما يقول } النور والضياء ويعبر بهما عن الإبانة والمعرفة { وضياء وذكرا للمتقين } { قد جاءكم من الله نور } ويعبر أيضا بالسراج عن المعرف المظهر { وسراجا منيرا } الموت والظلمة ويعبر بهما عن الجهل { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات } { صم وبكم في الظلمات } ويعبر بالظلمات عن الشدة { قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر } مجيء ما لا يصح مجيئه بنفسه يعبر بالمجيء والإتيان والقدوم والحضور عن آثارها من حصول المعرفة { وجاء ربك والملك صفا صفا } { يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه } وقد يعبر بذلك عن مجيء بحله { جاءتكم موعظة من ربكم } { جاءتهم البينات } وكذلك يعبر بالصعود والنزول عن صعود المحل ونزوله { وأنزلنا إليك الذكر } { وأنزلنا إليكم نورا مبينا } { ونزلناه تنزيلا } { لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة } { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } الغمرة و يعبر بها عن الجهل وعن الشدة { بل قلوبهم في غمرة من هذا } { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت } أي في شدائده الغامرة العبرة فعلة من العبور وهو الانتقال من حيز إلى حيز ويعبر بها عن حسن الإنتقال من الاغتزاز إلى الاتعاظ وعن الدلالة الناقلة من الجهل إلى العرفان { إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار } { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } السكر ويعبر به عن شدة الخوف { وترى الناس سكارى وما هم بسكارى } العنت وإرهاق الصعود ويعبر بهما عن المشقة الشديدة لأن أصل العنت انكسار العظم بعد انجباره والصعود العقبة الشاقة { ذلك لمن خشي العنت منكم } { ولو شاء الله لأعنتكم } { سأرهقه صعودا } الشرعة والطريق والسبيل والصراط والشاكلة والمنهاج بمعنى واحد وهي الطرق ويعبر بها عن كل عمل أدى إلى خير أو شر { لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } { ويصدون عن سبيل الله } { اهدنا الصراط المستقيم } { قل كل يعمل على شاكلته } أي على طريقته { ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون } { ولتستبين سبيل المجرمين } { واتبع سبيل من أناب إلي } { صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض } { لنهدينهم سبلنا } التعبير بالشيء عن ضده تهكما { إنك لأنت الحليم الرشيد } { ذق إنك أنت العزيز الكريم } { يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون } { إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون } { قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله } التحميل والتحمل ويعبر بالتحميل عن التكليف وبالتحمل عن القبول والالتزام { مثل الذين حملوا التوراة } أي حملوا أحكام التوراة { ثم لم يحملوها } أي لم يلتزموها { فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم } المرض والشفاء ويعبر بالمرض عن سوء الاعتقاد وبالشفاء عن الاهتداء { في قلوبهم مرض } { قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور } الابتلاء والاختبار ويعبر به عن آثاره من العلم والمعرفة { يوم تبلى السرائر } { تبلو كل نفس ما أسلفت } أي تعلم كقوله { علمت نفس ما أحضرت } { ونبلو أخباركم } أي نعلمها ويعبر بالابتلاء والفتنة عن كل فعل تصور بصورتهما من المعاملة بالنعم والنقم { وبلوناهم بالحسنات والسيئات } { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة } { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } { وإن كنا لمبتلين } { وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا } وقوله { وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم } يحتمل الأمرين وكل بلاء حسن أبلانا العثور ويعبر به عن الظن والعرفان { فإن عثر على أنهما استحقا إثما } ويعبر بالربط والختم عن الصبر { وربطنا على قلوبهم } { لولا أن ربطنا على قلبها } { فإن يشأ الله يختم على قلبك } أي يصبرك ويعبر بالشهوة والهوى عن المهوى والمشتهى { زين للناس حب الشهوات } { من اتخذ إلهه هواه } { ونهى النفس عن الهوى } أي عن المهوى فإن الميل الطبيعي لا يمكن الإنتهاء عنه بل ينهى عن اتباعه وقد صرح بذلك في قوله { ولا تتبع الهوى } الذوق إدراك المطعوم ويعبر به عن وجدان الآلام { فذوقوا العذاب } { فذوقوا ما كنتم تكنزون } أي جزاءه { فأذاقهم الله الخزي } { فأذاقها الله لباس الجوع والخوف } ويعبر بالكبير والعظيم والغليظ عن شدة العذاب { عذاب يوم كبير } { عذاب عظيم } { عذاب غليظ } ويعبر بالعريض عن الكثير { فذو دعاء عريض } ويعبر بالإرادة عن الأمر للزومها له غالبا { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون } أي لأمرهم بعبادتي على قول بعضهم { والله يريد الآخرة } أي يريد سعي الأخرة بمعنى فأمرهم بسعي الآخرة فحذف السعي وعبر بالإرادة عن الأمر وقد يعبر بالإرادة عن المقاربة { فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض } أي قارب الانقضاض ويعبر بالدخول والخروج عن تبدل الأوصاف والتنقل عنها إلى غيرها { يخرجهم من الظلمات إلى النور } { يخرجونهم من النور إلى الظلمات } { يدخلون في دين الله أفواجا } ويعبر بالسماء عن المطر { يرسل السماء عليكم مدرارا } وبالحنف عن الانتقال من الجهل إلى المعرفة { حنيفا مسلما } أي عارفا بالله مائلا إليه بعد الجهل به ويعبر بعض اليد وتقليب الكف عن الندم { فأصبح يقلب كفيه } { ويوم يعض الظالم على يديه } ويعبر بالمجالسة والمصاحبة عن آثارهما من الإحسان والرفق أنا جليس من ذكرني اللهم أصحبنا في سفرنا اللهم أنت الصاحب في السفر ربنا صاحبنا في سفرنا فأفضل علينا ويعبر بالسقوط عن ملابسة ما لا ينبغي { ألا في الفتنة سقطوا } ويتجوز ب على عن الوجوب لأن الواجب كشيء اعتلى فتقول على دين وصلاة وزكاة وصوم وحج وعمرة وشهادة وتستعمل من وعن في التعليل تجوزا لأن ابتداء صدور المعلول من علته وعن علته { مما خطيئاتهم أغرقوا } { وما تتلو منه من قرآن } أي لأجله { وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك } { وما ينطق عن الهوى } { يؤفك عنه من أفك } { رضي الله عنهم } متضمن معنى عفا وتجاوز فذلك عدى ب عن التي للمجاوزة ولما كان متعلق الأوصاف المتعلقة بمثابة المكان والمحل لتعلق المتعلق استعملت في ذلك أداة الظرفية وهي في ومن ذلك قوله تعالى { وجاهدوا في الله حق جهاده } أي في طاعة الله جعلت الطاعة كالمحل للجهاد وكذلك قولك رغبت في زيد ورغبت في العلم كأنك جعلته محلا لرغبتك دون ما عداه وكذلك المودة في قوله { إلا المودة في القربى } جعل القربى محلا للمودة بمعنى أنها متعلق المودة ولذلك صح أن تستعمل في السببية في قوله { لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم } للتعلق الذي بين السبب والمسبب وكذلك قوله { وهو الله في السماوات وفي الأرض } لما تعلقت قدرته وإرادته وعلمه وسمعه وبصره بهما وصارتا محلا لذلك التعلق صح التعبير ب في لما ذكرناه والباء تستعمل في الإلصاق المعنوي والحقيقي فالمعنوي كالتعلق الذي بين السبب والمسبب فإن المسبب ملصق بسببه من جهة المعنى وكذلك قولك استعنت بالله لتعلق الإستعانة به وابتدأت بذكر الله وأنواع المجاز كثيرة في الحروف والظروف والاسماء والأفعال والتعبير عن الماضي بالمستقبل وعكسه وعن الخبر بالأمر وعكسه والنظر في كل نوع من هذه الأنواع على حياله وبيان العلاقة التي بين محل التجوز ومحل الحقيقة على التفضيل مما يطول ذكره
    ● [ الفصل العاشر ] ●
    في كيفية استخراج الأحكام من أدلتها

    قد تقدم أن كل فعل مدح أو مدح فاعله لأجله أو وعد عليه بخبر عاجل أو آجل فهو مأمور به لكنه مردد بين الندب والإيجاب وكل فعل ذم أو ذم فاعله لأجله أو وعد عليه بشر عاجل أو آجل فهو محرم وكل فعل ذم تركه أو ذم تاركه لأجل تركه أو وعد على تركه بشر عاجل أو آجل فهو واجب وقد يقع في الأدلة ما يدل على التكليف إجمالا كالتبشير والإنذار إذا لم يعلقا بفعل معين كقوله { إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا } وكقوله في القرآن { بشيرا ونذيرا } وكقوله { إن عذاب ربك لواقع } فالبشارة تدل على الأمر من غير تعيين مأمور به والنذارة تدل على النهي من غير تعيين منهي عنه ومن الأدلة ما يدل على الأمر بنوع من الفعل أو النهي عن نوع من الفعل ومنها ما تنتظم المأمورات بأسرها والمنهيات بأسرها ومنها ما يدل على الجميع وهذه الدلالات تارة تكون بالصيغة وتارة تكون باللزوم كما تقدم فمن ذلك قوله تعالى { أوفوا بالعقود } عام لجميع التكاليف المؤكدة على قول ولجميع عقود المعاملات على القول ومنه قوله { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } عام للتعاون على كل بر وتقوى وعام للنهي عن التعاون على كل إثم وعدوان ومنه قوله { أحلت لكم بهيمة الأنعام } عام لجميع النعم وقوله { قل أحل لكم الطيبات } عام في جميع المستلذات إلا ما استثنى ولا يجوز حمل الطيبات هنا على الحلال إذ لا جواب فيه فإنه لا يصح أن يقال يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الحلال وقوله { بلغ ما أنزل إليك } عام في كل جملة وقوله { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم } عام في اتباع جميع المنزل الممكن اتباعه وقوله { وذروا ظاهر الإثم وباطنه } عام في جميع الإثم بترك كل واجب وارتكاب كل منهي محرم منه ومنه { قل إنما حرم ربي الفواحش } الآية وقوله { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } الآية فهذه أمثلة ما يعم بجهة صيغته وأما ما يعم بدلالة اللزوم كقوله تعالى { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } أي بر جزاءه وذلك عام في جميع الخيور والشرور وقوله { فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون } عام في كل عمل تعلق به التكليف وقوله { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت } { يوم تجد كل نفس ما عملت } الآية { ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر } { فينبئكم بما كنتم تعملون } { ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها } { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه } الآية { وكل شيء أحصيناه في إمام مبين } { وكل شيء فعلوه في الزبر } { وكل شيء أحصيناه كتابا } { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة } الآية { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } { ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه } { والله بصير بما تعملون } { فإن الله كان بعباده بصيرا } { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون } وأمثلة ذلك كثيرة وأما كيفية انتزاع الأحكام من أدلتها فمثل قوله تعالى { قد أفلح المؤمنون } إلى قوله { أولئك هم الوارثون } فإنه يدل على أحد عشر حكما منها إباحتان إحداهما للزوجات والثانية لملك الأيمان ومنها تحريم ما وراء الزوجات والمملوكات ومنها ثماني مأمورات الإيمان والخشوع وترك اللغو وفعل الزكاة وحفظ الفروج ورعاية العهود والأمانات والمحافظة على الصلوات فهذه كلها مأمورات فإن الله جل جلاله افتتحها بالمدح بالفلاح وختمها بالوعد بالفردوس ثم استثنى الزوجات والمملوكات من المدح بحفظ الفروج عنهن فخرجن من المدح بالتحفظ عن وطئهن فلما خرجن من حيز المدح جاز أن يكون وطئهن مباحا وأن لا يكون فأخرجه من حيز النهي إلى حيز الإباحة بقوله { فإنهم غير ملومين } ثم بين أن ما عداهن محرم بقوله { فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } وقد تدل اللفظة الواحدة على حكمين أحدهما مستفاد من الدلالة الصيغة والآخر مستفاد من دلالة اللزوم كقوله تعالى { وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات } يدل على أمر الرسول بالتبشير وعلى أمر المخاطبين بالإيمان والعمل الصالح لتعلق البشارة بهما وقوله { وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم } يدل على أمر الرسول بإبلاغهم هذا القول وعلى تحريم العمل على مكانتهم فإن قوله { اعملوا } أمر تهديد ووعيد وكذلك قوله { قل أطيعوا الله } أمر للرسول باقتضاء الطاعة بهذه الصيغة وأمر لهم بإيقاع الطاعة وقد تسمى مأمورات كثيرة باسم واحد كالصلوات والكفارات والديات فتكون أركانها وشرائطها وسننها كل واحد منها مأمور به فتشتمل كفارة الظهار على أعداد منها العتق ومنها صوم شهرين كاملين أو ناقصين أو أحدهما كامل والآخر ناقص وبتقدير كمالهما يتضمنان شيئين عبادة هي صومهما وتسعة وخمسين تتابعا بين صومهما وإطعام ستين مدا واقتضاء ذلك مائة وثمانين مأمورا وتشتمل كفارة اليمين على أربعة وعشرين مأمورا العتق وكسوة عشرة مساكين أو إطعامهم أو صوم ثلاثة أيام وتشتمل كفارة التمتع على أحد عشر مأمورا الهدي وصوم عشرة أيام وتشتمل كفارة الحلق على عشر مأمورات الهدي وصيام ثلاثة أيام وإطعام ستة مساكين وأقصى ما تشتمل عليه آية كفارة القتل مائتان وخمسة وخمسون مأمورا في قتل المؤمن العتق والدية فذلك مائة مأمور ومأمور لأن الدية مائة بعير وقد تنقص المرأة عن ذلك نصفه ومنها في قتل المؤمن بين الكفار عتق رقبة وأقصى ما في قتل المعاهد عتق رقبة وثلاثة وثلاثون بعيرا وثلث بعير إن كان يهوديا أو نصرانيا وقد تنقص عن ذلك إذا كان مجوسيا وأقصى صومها ستون يوما ومتابعتها تسعة وخمسون متابعة كما ذكرته في الظهار ويشتمل قوله { واذكروا الله في أيام معدودات } على خمسة وأربعين مأمورا لأن الأصح أنه يكبر خلف خمس عشرة صلاة ثلاثا ثلاثا وذلك خمس وأربعون تكبيرة ويشتمل قوله تعالى { كتب عليكم الصيام } على ثلاثين مأمورا وإنما ذكرت هذه الأمثلة للتدريب في استخراج الأحكام من أدلتها وسواء كانت مجملة أو مبينة سواء كانت مفردة أو مكررة ومعظم أي القرآن لا يخلو عن أحكام مشتملة على آداب حسنة وأخلاق جميلة جعلها الله نصائح لخلقه مقربات إليه مزلفات لديه رحمة لعباده فطوبى لمن تأدب بآداب القرآن وتخلق بأخلاقه الجامعة لخير الدنيا والآخرة وقد كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن أي آداب القرآن وقال تعالى { وإنك لعلى خلق عظيم } وأول ما أنزل الله إليه الأمر بقراءة القرآن ومذمة الغنى والطغيان والتخويف بالرجوع إلى الله تعالى بقوله { إن إلى ربك الرجعى } ثم ختم كتابه بنصح جامع فقال تعالى { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } أي اتقوا عذاب يوم ترجعون فيه إلى جزاء الله وإنما يتقى عذاب ذلك اليوم بفعل كل واجب وترك كل محرم { ثم توفى كل نفس ما كسبت } أي جزاء ما كسبت وهذا عام في اكتساب الخير والشر { وهم لا يظلمون } أي لا ينقص من حسنات محسنهم ولا يزاد على سيئات مسيئهم أمر بالتقوى ثم رغب ورهب بالرجوع إليه توفيه أجور الخير والشر { كتاب أنزلناه إليك مبارك } أي كثير خيره { ليدبروا آياته } أي ليتفهموا آياته { وليتذكر أولوا الألباب } أي ليتعظ العقلاء بها إذا تدبروها فسبحان الله ما أقبح بالعبد أن يرسل إليه مولاه برسالة فيها تعريفه أسباب سخطه وأسباب مرضاته ثم لا يقف عليها ولا يلتفت إليها وقد قال بعض الأكابر إذا سمعت الله يقول { يا أيها الذين آمنوا } فأصغ إليها فإما خير يسوقه إليك أو شر يصرفه عنك { فأعرض عن من تولى عن ذكرنا } { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى } اللهم وفقنا لفهم كتابك والعمل بما فيه والتخلق بأخلاقه والوقوف على أسراره ومعانيه فإنه لا ينفع شيء إلا بقدرتك ولا يتم أمر إلا بإرادتك فأذقنا برد عفوك وحلاوة مغفرتك اللهم سلوة بك عن كل شيء وإيثارا لك على كل شيء صلى الله عليه وسلم الله سبحانه الله سبحانه رضي الله عنهن رضي الله عنهم اللهم تمسكا بكتابك وتخلقا بآدابك ووقوفا ببابك وعكوفا على جنابك اللهم إقبالا عليك وإصغاء إليك وأخذا عنك وقبولا منك وغنيمة من كل بر وسلامة من كل وزر يا أرحم الراحمين تم الكتاب والحمد الله رب العالمين
    ● [ تم كتاب الإمام في بيان أدلة الأحكام ] ●

    الفصل التاسع والفصل العاشر ختام الكتاب Fasel10

    كتاب: الإمام في بيان أدلة الأحكام
    المؤلف : الإمام عز الدين بن عبد العزيز بن عبد السلام السلمي
    منتدى منتديات الرسالة الخاتمة - البوابة
    الفصل التاسع والفصل العاشر ختام الكتاب E110


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر 2024 - 11:26