رؤيا الوضوء من رأى أنه توضأ بماء وأتم وضوءه فإن كان مهموما فرج الله عنه همه وإن كان مديونا قضى الله دينه وإن كان مريضا شفاه الله تعالى وإن كان مذنبا يتوب الله عليه ويغفر ذنوبه وإن كان خائفا أمنه الله تعالى وهو خير على كل حال. ومن رأى أنه يتم وضوءه أو تعذر عليه ذلك فإنه لا يتم له أمر هو طالبه ويرجى له النجاح من فضل الوضوء. ومن رأى أنه توضأ بما لا يجوز الوضوء به بمنزلة من لا يتم وضوءه وقيل من توضأ بلبن أو عسل فهو حسن في الدين. ومن رأى أنه توضأ بماء حار فلا خير فيه. ومن رأى انه توضأ بماء كدر وما أشبه ذلك فإنه هم وغم ولكن يرجى له الفرج. ومن رأى أنه يطلب الوضوء ولا يجد الماء فإن الأمر الذي يطلبه يعسر عليه ولكن يرجى له من فضل الله تيسيره. ومن رأى أنه يتوضأ وهو جنب فإنه يدخل في أمر يعسر عليه ولا يتيسر. رؤيا الغسل من رأى أنه اغتسل في بحر أو نهر فإنه يدل على الديانة والخضوع لله تعالى، وقيل من رأى أنه اغتسل بماء صاف طاهر فحكمه حكم الوضوء وزيادة على ذلك تسهيل أمور الآخرة، وإن كان الماء غير صاف ولا طاهر فتعبيره ضد ذلك ولكن لا يرجى له الخير. ومن رأى أنه اغتسل من الجنابة بما يجوز الغسل به فإنه تتيسر له الأمور ويخرج من الهم والغم وإن تعذر عليه ذلك فتعبيره ضده. ومن رأى أنه جنب ولم يجد ما يغتسل به فإنه يعسر عليه أمور الدنيا والآخرة. ومن رأى أنه اغتسل غسل الجمعة والعيدين فإنه زيادة درجات في الآخرة مع ما تقدم من تفسير ذلك. ومن رأى أنه اغتسل ولبس ثيابه فإنه ينقطع عنه الهم ويسلم من كل بلاء وسقم وإن كانت الثياب جدداً كان أبلغ لأن أيوب اغتسل ولبس ثيابا جددا فخرج مما كان فيه من البلاء. ومن رأى أنه غسل أحداً فإنه يزكيه وإن رأى أن أحداً غسله فهو تزكية أيضا. ومن رأى أنه غسل ما لا يجوز تغسيله فإنه يتعلق بأمر يعتقد أنه فيه مستقيم والأمر بخلافه. ومن رأى أنه غسل يديه ووجهه فلا بأس به. والغسل يدل على النظافة في الدين والورع وقيل زيادة أبهة وشهرة حسنة. ومن رأى أنه اغتسل بحنوط أو بعضه فإن كان له محب تزداد محبته وإن كان المحب متنفرا فإنه يزداد نفورا واستعمال الصابون زيادة في النظافة. رؤيا التيمم من رأى أنه تيمم في مكان لا يوجد فيه الماء وأتم ذلك فتعبيره كتعبير تمام الوضوء وكذلك ان تعذر. ومن رأى أنه تيمم والماء موجود يدل على أنه منحرف عن الشريعة فليتب إلى الله تعالى وليرجع. والتيمم حصول المراد وهو شفاء ورزق وحج وفرج وعتق. رؤيا الصلاة من رأى أنه يصلي جهة المشرق فإن كان الرائي مشهوراً بالخير يحج وإن كان بخلاف ذلك يكون ميله إلى أهل الذمة، وقيل من رأى أنه يصلي شرقا أو غربا فقد ينحرف عن الاسلام بعمل منه يخالف الشريعة. ومن رأى أنه يصلي نحو الشمال مستدبر القبلة فقد نبذ الاسلام وراء ظهره لقوله تعالى "فنبذوه وراء ظهورهم" وربما التمس من امرأة دبرها أو اشتغل عنها بغيرها، وقال بعضهم ربما يرزق توبة هذا إذا كان الرائي من أهل الدين والصلاح. ومن رأى أهل المسجد يصلون إلى غير القبلة يعزل رئيس ذلك المكان. ومن رأى عالماً يصلي إلى غير القبلة أو عمل بخلاف السنة فقد خالف الشريعة واتبع الهوى. ومن رأى أن صلاته فاتت عن وقتها ولا يجد موضعاً أو مكاناً يصلي فيه أنه يدل على أمر عسير وقيل يتعذر عليه طلب شيء في أمر دنياه وآخرته. ومن رأى أنه يؤم قوماً في الصلاة فإنه يلي ولاية يعدل فيها وإن لم يكن أهلا لذلك يستقيم أمره ويصلح حاله. ومن رأى أنه يؤم قوما مجهولين في مكان مجهول ولا يدري ما يقرأ فهو على شرف الموت فليتق ربه. ومن رأى أنه يصلي نحو القبلة مستقيماً فإنه يتبع الشريعة والسنة. ومن رأى أنه يؤم قوما فإنه علو قدر ونفاذ أمر. ومن رأى أنه يصلي في السوق فلا خير فيه، وقيل من رأى أنه يؤم قوما بمكان يقتضي ذلك فإن كبير ذلك المكان ينظر إليه بالخير ويحصل له تقدم على غيره ويكون مسموع القول. ومن رأى أنه يصلي الظهر فإنه صفاء وقت وحصول مراد وزيادة خيرات، وقيل من رأى أنه يصلي الظهر فإنه يظفر بحاجته ويستظهر على جميع ما يطلبه، وإن كانت هي صلاة الجمعة فإنه يتم له جميع ما يريد ويبلغ ما يؤمله ويحصل له فضل الله تعالى في الدنيا والآخرة لقوله تعالى (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله). ومن رأى أنه يصلي صلاة العصر فإنه حصول مراد ولكن بعد مشقة. ومن رأى أنه يصلي المغرب فإن الأمر الذي يطلبه من خير أو شر يتم عاجلا وقيل انه يؤدي صداق زوجته. ومن رأى أنه يصلي العشاء الأخيرة فإنه يعامل أقرباءه ويحصل له سرور وقيل يحصل له مكر وبكاء لقوله تعالى (وجاءوا أباهم عشاء يبكون). ومن رأى أنه يصلي الصبح فإنه حصول مال وكسب حلال، وقيل أنه وعد قريب يأتيه خير أو شر على حسب ما هو متوقع ذلك لقوله تعالى "إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب" وشرط فيما قلنا أنه يؤدي كل صلاة في وقتها كاملة فإن حصل فيها نقص أو زيادة فهو محال ومخالف لما ذكر. ومن رأى أنه يصلي صلاة فائتة من هذه الصلوات فإنه يدل على قضاء دينه، وقيل من رأى أنه صلى صلاة ونقص منها شيئا فإنه يسافر وإن كانت امرأة فانها تحيض، وقيل من رأى أنه لم يتم صلاته لم تتم حاجته. ومن رأى أنه يصلي بغير وضوء فإنه يمرض. ومن رأى أنه يصلي في مكان لا تجوز فيه الصلاة فإنه فساد في دينه، وقيل من رأى أن الصلاة فاتته مع الإمام فهو نظير ذلك، وإن أدرك آخر الصلاة ثم أتمها منفرداً لا بأس بذلك. ومن رأى أنه يصلي في الصحراء فهو على وجهين إما سفر أو حج. ومن رأى أنه يسجد لله تعالى فإنه شكر لله وطول حياة له. ومن رأى أنه جلس في التحيات فإنه زيادة خير. ومن رأى أنه سلم عن شماله فلا خير فيه. ومن رأى أنه يصلي قاعدا أو راقدا فإنه يدل على عجزه عن أمور وربما دل على توعك البدن أو على كبر السن. ومن رأى أنه يسأل الله تعالى في صلاته فإنه يرزق ولداً لقوله تعالى (إذ نادى ربه نداء خفيا). ومن رأى أنه يصلي نافلة يعمل عملا صالحاً يتقرب به إلى الله تعالى وإن كانت النافلة نافلة الليل تدل على أنه يرزق بشيء محمود لقوله تعالى (ومن الليل فتهجدبه نافلة لك) الآية، وربما ألف بين قلوب تشتت أهواؤهم وقيل زوال هم وغم. ومن رأى أنه يصلي الليل كله فهو حصول خير في الدنيا والآخرة بأوفر نصيب من الله تعالى. ومن رأى أنه يصلي فوق الكعبة فهو ارتكاب ما يخالف الشريعة. ومن رأى أنه صلى بأحد المساجد الثلاث فإنه تضعيف الأجور له ودليل على قبول أعماله، وإن أرى أنه يصلي بجامع أو مدرسة أو ما يناسب ذلك فهو زيادة في الخيرات، وقيل الصلاة في الأماكن المعتبرة أمن وصلاح ورحمة وقيل رؤيا صلاة الجمعة تدل على السفر والرزق الحلال. ومن رأى أنه يصلي بكنيسة أو ما يناسب ذلك على القانون الشرعي فإن كلمته تعلو على أحد من أهل الذمة ويقهره. والصلاة على ثلاثة أوجه فريضة وسنة وتطوع فأما الفريضة فتدل على الحج والتجنب عن الفواحش والمنكر لقوله تعالى (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) وأما السنة فتدل على النظافة والصبر على ما يكرهه والشهرة الحسنة والشفقة على ما خلق الله تعالى، وأما التطوع فيدل على التوسع على عياله والقيام بمهمات الاصدقاء والجار واظهار المروءة مع كل أحد. ومن رأى أنه يصلي على دابة فهو حصول هم. ومن رأى أنه أطال قيام صلاته ولم يركع فإن كان ذا مال فهو مانع الزكاة فليتق الله والا فهو قائم في أمر ليس له نتيجة ويرجى له الصلاح. ومن رأى أنه ركع وأطال فيه ولم يسجد فإنه بعيد التوبة وربما كان قصير العمر فليبادر إلى التوبة. ومن رأى أنه قصر صلاته فإنه سفر لقوله تعالى (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة). ومن رأى أنه يضحك في الصلاة فإنه كثير اللهو فليتب إلى الله. ومن رأى أنه يصلي وهو سكران فإنه يشهد شهادة زور لقوله تعالى (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون). ومن رأى أنه يصلي وهو جنب فإنه فساد في دينه ونقصان في أموره وتعسرها عليه. والصلاة على سبعة أوجه أمن وسرور وعز ومرتبة وفرج بعد شدة وحصول مراد وقضاء حاجة. ورؤيا السجود على خمسة أوجه حصول مقصود دولة ونصر وظفر والامتثال لأمر الله لقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم" الآية وقيل ان الصلاة على الميت دعاء مستجاب وقيل شفاعة تقبل. والصلاة من حيث الجملة محمودة على كل حال في الدين والدنيا وتدل على ادراك رياسة وبلوغ الأمل ونيل الولاية وقضاء دين أو أداء أمانة أو اقامة فرائض الله تعالى. ومن رأى أنه يصلي الظهر فإنه يكون في أموره وسطا ويحصل له عز بحسب صفاء ذلك اليوم. ومن رأى أنه يصلي العصر فإنه يدل على أنه قد مضى في الأمر الذي هو فيه أو طالبه أكثره ولم يبق منه إلا القليل. ومن رأى أنه يصلي المغرب فإنه يقوم باصلاح ما يلزم من أمر عياله. ومن رأى أنه يصلي العشاء فإنه يعامل عياله بما يفرح به قلوبهم. ومن رأى أنه يصلي الصبح فإنه يبتدئ أمرا يحصل منه صلاح بسبب معاشه. ومن رأى أنه يصلي قاعدا من غير عذر فإن عمله ناقص. ومن رأى أنه يصلي راكبا فإنه يصيبه خوف شديد وتعب. ومن رأى ملكا يصلي بقومه ورعيته وهو راكب وهم كذلك فإن كانوا في حرب يؤول بالظفر والتوبة وطول الحياة وحصول النجاة وتحصيل المال. ومن رأى أنه يصلي على جدار ونحو ذلك فإنه يخضع لبعض الرؤساء. ومن رأى أنه يصلي قائما والناس يصلون خلفه قاعدين فإنه يلي أمرا لا ينقاد إليه من ينسب لذلك الامر. ومن رأى أنه يصلي قاعدا والناس يصلون خلفه قياما فتعبيره ضد ما تقدم. ومن رأى أنه يؤم رجالا ونساء فإنه يكون واسطة خير في الاصلاح بين الناس وإن كان أهلا للقضاء فإنه يتولاه. ومن رأى أنه يصلي بالناس نافلة دخل في ضمان لا يضره، وقيل من رأى أنه صار إماما فإنه يرث ميراثا لقوله تعالى (ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).
رؤيا الأذان قال ابن سيرين من رأى أنه يؤذن في مكان معروف، إن كان مؤمنا من أهل الصلاح ومتقياً يرزقه الله تعالى زيارة الكعبة لقوله تعالى (وأذن في الناس بالحج) الآية. ومن رأى أنه يؤذن في مكان مجهول فإنه مكروه غير محمود وإن كان الرائي فاسقاً فإنه يسرق. ومن رأى انه يؤذن على منارة مسجد فإنه يدعو الخلق إلى طاعة الله تعالى. ومن رأى أنه يؤذن على فراشه وهو نائم فهو استخفاف بزوجته وعياله، ومن رأى أنه يؤذن في باب داره فإنه يدل على قرب أجله. ومن رأى أنه يؤذن في وسط داره فإنه يموت ولده أو أخته. ومن رأى أنه يؤذن في صفة فإنه يموت والده أو عمه. ومن رأى أنه يؤذن على سطح جيرانه فإنه يظن ظن السوء من أهل جيرانه. ومن رأى أنه يؤذن بباب السلطان فإنه ينكشف بفضيحة، وقيل يتكلم بالحق في جانب السلطان. ومن رأى أنه يؤذن في السوق فإنه يدل على الفقر والإفلاس وقيل يهلك أحد من أهله. ومن رأى أنه يؤذن في مكان غويص فإنه يكون زنديقاً منافقاً. ومن رأى أنه يؤذن في حارة ليست بمكان الأذان فإنه يدل على التجسس. ومن رأى أنه يؤذن مع أهل بيته فإنه يدل على حدوث مصيبة وكذلك المرأة إذا رأت أنها تؤذن. ومن رأى أنه يزيد أو ينقص في الأذان فهو سلوك أمر غير الحق. ومن رأى أن طفلاً صغيراً يؤذن فإنه كلام زور في حق والديه. ومن رأى أنه يؤذن في الحمام فإنه نقص في دينه ودنياه. ومن رأى أنه يؤذن في قافلة أو رفقة يسيرون فإنه يتهم قوماً بسرقة وهم منها بريئون لقوله تعالى (ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون). ومن رأى أنه يؤذن ويقيم الصلاة وكان محبوساً فإنه يطلق من سجنه. ومن رأى أنه يؤذن بلعق ولهو فإنه يدل على قرب أجله. ومن رأى أنه يؤذن في الصحراء بمفرده فإنه يدل على قرب أجله. ومن رأى أنه يؤذن على رأس جبل فإنه يدل على الكلام الصدق في حق جليل القدر، وقيل من رأى أنه يؤذن على المئذنة فإنه علو قدر. ومن رأى أنه يؤذن في محراب فإنه يدل على السفر والرجوع بالسلامة وحصول المراد. ومن رأى أنه يسمع الأذان فإنه يكون كسلاناً في الصلاة. ومن رأى أنه يسمع صوت الإقامة فإنه يدل على التوفيق لفعل الخير. وقيل من رأى أنه يؤذن ويقيم الصلاة وقوم مجتمعون لا يأتون الصلاة فإنه يدعو قوماً للحق فيأبون ويكونون ظالمين لقوله تعالى (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين). وقيل من رأى أنه يكبر في الصلاة فإن أحسن التكبير اتبع طريق السنة، وإن لحن تؤول على ثلاثة أوجه شماتة بعدوه أو حصول فرح أو حزن. ومن رأى أنه يؤذن على سطح فإنه شهرة بسبب امرأة وعاقبته في ذلك إلى خير. وقيل من رأى أنه يؤذن بمكان لا ينبغي الأذان فيه فإنه لا خير فيه وربما يحصل له جنون وما أشبه ذلك. وقيل من رأى أنه يؤذن أو رأى أحد يؤذن على ظهر بهيمة فهو سفر. ومن رأى أنه يؤذن في مركب فإنه يدل على تسهيل الأمور، وكذلك إذا رأى أنه يؤذن على رأس بيت. ومن رأى أنه يكبر في الأعياد فإنه يعظم شعائر الله ولا بأس بهذه الرؤيا. ورؤيا الأذان تؤول على اثني عشر وجهاً حج وقول حق وأمر وقدر ورياسة وسفر وموت ودفع إفلاس وخيانة وتجسس وقلة دين ونفاق. رؤيا الدعاء من رأى أنه يدعو لنفسه ويطلب من الله عز وجل الرحمة والتضرع تكون خاتمته إلى خير وتقضي حوائجه. ومن رأى أنه يدعو لرجل صالح يصل إليه خير الدنيا والآخرة والدين. ومن رأى أنه يدعو لرجل مفسد أو ظالم فإنه يكون معيناً له في ظلمه وفساده. ومن رأى أنه يدعو لجميع الخلق، ومن رأى أنه يدعو لنفسه خاصة فإن الله تعالى يرزقه ولداً لقوله تعالى (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين). وقيل من رأى أنه يدعو ويدعي له فهو خير وبركة. ومن رأى أنه يدعو عقيب الصلاة فإنه نهاية أمر. ومن رأى أنه يدعو على إنسان فإنه يقهره بالكلام وإن دعا على نفسه فإنه لا يشكر نعمة الله. ومن رأى أنه يريد الدعاء ولا يستطيع فلا خير فيه. ومن رأى أنه يدعو في منامه فإنه يدل على إهمال أمر. ومن رأى أنه يدعو دعاء معروفاً فإنه يصلي صلاة مفروضة. ومن رأى كأنه يدعو دعاء ليس فيه اسم الله تعالى فإنه يصلي صلاة رياء. ومن رأى كأنه يدعو ربه في ظلمة فإنه ينجو من غم لقوله تعالى (فنادي في الظلمات) الآية وحسن الدعاء دليل على النصر لقوله تعالى (وذكروا الله كثيراً وانتصروا) الآية. رؤيا العبادة من رأى أنه يعبد الله تعالى بنوع من أنواع العبادات وهو في ذلك سالك طريق الرشاد فهو حصول خير الدنيا والآخرة. ومن رأى أنه يعبد ما لا يجوز في الشرع فتعبيره ضد ذلك. ومن رأى في عبادته نقصاناً فهو مقصر في مصالح نفسه. ومن رأى أنه يتعبد في مكان لا يجوز فيه العبادة فإنه يدل على النفاق. ومن رأى أنه معتكف فإنه يكون متجنباً أمور الدنيا. ومن رأى أنه يسبح الله تعالى فإنه يفرج همه ويكشف غمه والسوء عنه لقوله تعالى (فلولا أنه كان من المسبحين) الآية، وقيل العبادة تؤول على خمسة أوجه تقرب إلى الله وسلوك طرق حميدة ومناصحة الملوك وبشارة ونجاة وظفر بالأعداء. ومن رأى أنه يستغفر الله يرزقه مالاً وولداً لقوله تعالى (فقلت استغفروا ربكم) الآية. ومن رأى أنه فرغ من صلاته ثم استغفر الله تعالى ووجهه نحو القبلة فإنه يستجاب دعاؤه، وإن كان وجهه إلى غير القبلة فإنه يذنب ذنباً ثم يتوب منه. ومن رأى أنه سكت عن الاستغفار دل على نفاقه لقوله تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم). وإن رأت امرأة يقال لها استغفري لذنبك فإنها تتهم بفاحشة. ومن رأى أنه يقول سبحان الله فإنه تفرح همومه من حيث لا يحتسب. ومن رأى كأنه نسي التسبيح أصابه غم وحبس طويل لما تقدم من قصة يوسف عليه السلام، وربما دل ذلك على إهمال الطاعات لقوله تعالى (نسوا الله فنسيهم). ومن رأى أنه يحمد الله تعالى فإنه ينال نوراً وهدى في دينه. ومن رأى أنه يشكر الله تعالى فإنه ينال قوة وزيادة نعمة وإن كان أهلاً للولاية نال بلدة طيبة عامرة لقوله تعالى (واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور) وقيل رؤيا الحمد والشكر زيادة نعمة ورفعة، وربما رزق ولداً لقوله تعالى (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل). رؤيا الذكر من رأى أنه مواظب على الذكر فإنه يأمن من شر الأعداء، ويفتح في وجهه أبواب الخيرات، ويفوز من البلاء وتسهل له أموره العسيرة. ومن رأى أنه يذكر الله كثيراً فإنه يدل على الفلاح لقوله تعالى (واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون). ومن رأى أنه يذكر الله تعالى فإنه كبر مقام لقوله تعالى (ولذكر الله أكبر). ومن رأى أنه قال لا إله إلا الله أتاه الفرج قريباً، ويخلص من الغم ويختم له بالشهادة. ومن رأى أنه يتكلم بكلام فيه تعظيم الله أو ذكره فإنه يؤتي مناه ويظفر بمن عاداه. ومن رأى أنه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنه يؤول بحصول المال والنعمة ويكون في حفظ الله وأمانه، وقال بعض المعبرين ربما يجد ذخيرة أو كنزاً لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة ". رؤيا الخطبة من رأى أنه يخطب على المنبر وهو أهل لذلك يحصل له علو وقدر وعز وجاه، وإن لم يكن أهلا لذلك فإن كان في السفر يتعذر رجوعه بالسلامة، وإن كان غنيا يفتقر وإن كان فقيراً مرض وأصابه بلاء وشدة، وإن كان جاهلاً فحقارة في أعين الناس، وإن كان من أهل الذمة يدل على إسلامه أو قرب أجله، وإن كان سلطاناً مصلحاً يدل على عدل وإنصافه، وإن كان مفسدا يتوب الله عليه، وإن كان امرأة فيفتضح زوجها، وقيل يشتهر على رؤوس الأشهاد بكلام لا خير فيه، وقيل انها تتزوج وربما تطلق أو تأتي بولد من الزنا وعلى كل حال لا خير فيه. ومن رأى أنه يخطب وكان أميراً أو عالماً أو صاحب وظيفة وأتم خطبته فإنه ثبوت في رياسته ومنصبه واتمام لقضاء حوائجه وإن لم يتم خطبته فالأمر الذي يطلبه يتعذر عليه وربما يعزل عن وظيفته ومنصبه. ومن رأى أن يتكلم بكلام يخالف الشريعة فإنه يشتهر بالفضائح فيستغفر الله من ذلك. ومن رأى أن الخطيب عزل عن خطابته أو بدل بغيره أو حدث له حادث، فتعبير ذلك في ملك ذلك المكان. رؤيا مجلس الفقه والوعظ ومن رأى أنه يعظ الناس وكان أهلا للولاية فإنه يتولى أمرا يحكم فيه، وإن كان ذا أمر فإنه ينفذ. ومن رأى أنه يعظ الناس ويأمرهم وينهاهم فإنه يدعو أقواماً إلى الحق وسبيل الرشاد. ومن رأى أنه لم يتم وعظه فإن حاجته تتعذر عليه ولا يتم له أمر هو طالبه، وقيل إن الوعظ إعراض عن قوم يعظهم. ومن رأى مجلساً يحتوي على جماعة من العلماء وهو جالس بصدر المكان وليس هو أهلاً لذلك فإنه يبتلي ببلية يذكرها الناس ويقبل قولهم فيه ويصدقون عليه، وإن كان أهلاً فهو زيادة علم ورفعة، وإن كان المجلس انعقد بسبب محاكمة أو زواج فهو دليل على الدخول في أمر مهمول عاقبته إلى خير، وإن كان بسبب تدريس أو حديث أو فقه أو ما أشبه ذلك فهو حصول خير وبركة، وقيل رحمة من الله تعالى، وربما دل على شبه ذلك نحو أمانة وإن رأى أنه أحدث في مثل ذلك المجلس ما ينكر في اليقظة فإنه لا خير فيه. ومن رأى أنه يقول وعظاً أو يسمعه فإنه يؤول بحصول منفعة لقوله تعالى (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). ومن رأى أنه يذكر الناس وليس من أهله فإنه هم وغم وهو يدعو الله تعالى بالفرج وهو أعلم بالصواب.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات تأليف خليل بن شاهين الظاهري منتدى قوت القلوب . البوابة