بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم حكايات توتة الملتوتة حدوتة مملكة البحر ● [ النجاة من موت محقق ] ●
بعد حمد الله . والصلاة والسلام على رسول الله . نكمل حدوتة مملكة البحر، فنقول: إنه بعد إصلاح السفينة غادر الصيادون الجزيرة . وبينما هم فى عرض البحر ، هبت ريح عاصف ، فإرتفعت الأمواج ، وضربت السفينة فجعلتها رأسآ على عقب ، ثم عادت فضربتها مرة أخرى ، فأعادتها الى حالتها ألأولى ، ولكن بعد ان قزفت بالبحارة جميعآ الى المياه ، حيث اسماك القرش المفترسة . وحاول الصيادون الصعود الى ظهر السفينة ولكن دون جدوى ، فسطح السفينة مرتفع والوصول اليه مستحيل عليهم بدون وسيلة ترفعهم ، فإكتفوا بالسباحة الى جوارها لعل الله سبحانه وتعالى يجعل لهم مخرجآ مما حل بهم. شعر الصيادون بأن جلودهم يزداد سمكها وقد إلتسقت قدما كل منهم وتحولت الى زعنفة ذيلية ، ووجدوا أنفسهم يسبحون فى البحر بمهارة الأسماك ، وقد أدهشهم قدوم اسماك القرش ودورانها حولهم بدون أن تقترب منهم ، وكأنها تتعرف عليهم ، ثم تركتهم وإنصرفت ، مما جعلهم يتعجبون من أمرها ، ويحمدون الله أن خلصهم من فكها. لم يكن وجودهم فى الماء يمثل لهم أى مشكلة ، فهم يسبحون بمهارة الأسماك ، ولكن مشكلتهم الحقيقية هى الحاجة الى الطعام الموجود فى السفينة من ثمار الشجرة وأقراص العسل ، فقد تمكن منهم الجوع وكاد الليل أن يقبل عليهم ، وبينما هم على هذا الحال أقبل إليهم بريق الأمل بظهور الحوت الأزرق يشق الأمواج مقبلا عليهم ، ناظرا اليهم بعيناه الدقيقتين ، مقتربآ من السفينة فى سكينة وهدوء ، فتعلق البحارة بفمه فرفعهم الى سطح السفينة على دفعتين ، وهم يكبرون ويهللون فرحا وشكرآ لله الذى نجاهم ، ثم إنصرف الحوت إلى حال سبيله. تجمع الصيادون فى وسط السفينة لتناول الطعام وقد عادوا الى حالتهم الأولى وقد رق جلدهم وعادت أقدامهم ، فأسرعوا بإحضار طعامهم قبل ان يخيم الظلام عليهم فقد إنقطع التيار الكهربى وتوقفت الماكينات عن الحركة ، بعد ان تسرب وقود السفينة الى البحر من أثر ما حل بها. وما أن أنتهوا من طعامهم حتى خيم عليهم ظلام دامس ، وقد عجز اى منهم ان يرى صاحبه ، فلا وسيلة بينهم ألا الكلام، وبينما هم على هذا الحال ، خرج ضوء ساطع كالبرق من مياه المحيط ، فإنتشر الضوء فى كل مكان ، تجمع على أثره الصيادون حول أنفسهم لإستطلاع الأمر وإستعدادآ للدفاع عن أنفسهم ، خاصة وان الضوء مقبل عليهم. ولم تمر إلا دقائق حتى إتضح الأمر بوصول كوكبة من الأسماك المضيئة ، تتبعها مجموعة من الإختابوط. خيمت الدهشة على الصيادين ، وتملكهم الفزع وسيطر عليهم الخوف مما ترى أعينهم ، فقد عاشوا عمرهم فى البحر لم يشاهدوا فيه ولو مرة واحدة إختابوط له رأس إنسان كهذا الإختابوط المقبل عليهم.
● [ وإلى لقاء إن شاء الله لنستكمل الحدوتة ] ●
حدوتة مملكة البحر تأليف: فتحى السيد عبد الحميد الوكيل ( ابو إسلام ) منتدى توتة وحدوتة - البوابة