بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سلاح المؤمن
في الدعاء والذكر
● [ الباب العشرون ] ●
في الأدعية المقرنة بالأسباب والحوادث
ما جاء في الاستخارة
812 عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك لا قدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني ) قال ويسمي حاجته
رواه الجماعة إلا مسلما وفي رواية للبخاري أيضا ثم رضني به وفي إحدى روايات النسائي وأستهديك بقدرتك وفي أخرى واقدر لي الخير حيث كنت ثم أرضني بقضائك ورواه ابن حبان في صحيحه من غير شك وقال فيه خيرا لي في ديني ومعادي ومعاشي وعاقبة أمري فقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه وإن كان شرا لي في ديني ومعادي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ورضني به )
ورواه من حديث أبي هريرة كذلك ولفظه خيرا لي في ديني وجزاء لي في معيشتي وخيرا لي في عاقبة أمري فاقدره لي وبارك لي فيه وإن كان غير ذلك خيرا لي فاقدر لي الخير حيث ما كان ورضني بقدرك
ورواه أيضا من حديث أبي سعيد الخدري وفيه خيرا لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وأعني عليه وإن كان كذا وكذا للأمر الذي يريد شرا لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري فاصرفه عني ثم اقدر الخير إينما كان لا حول ولا قوة إلا بالله
813 وعن أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري عن أبيه عن جده رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اكتم الخطبة ثم توضأ فأحسن وضوءك ثم صل ما كتب الله لك ثم احمد ربك ومجده ثم قل اللهم إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب فإن رأيت أن في فلانة تسميها باسمها خيرا لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي وإن كان غيرها خيرا في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي )
رواه الحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم واللفظ له صحيح الإسناد
814 وعن سعد وهو ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سعادة ابن آدم استخارته الله ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
● [ ما يقول عند الكرب والأمور المهمة ] ●815 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب ( لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم )
رواه الجماعة إلا أبا داود وفي رواية للبخاري أيضا لا إله إلا هو العليم الحليم لا إله إلا هو رب العرش العظيم لا إله إلا هو رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم ورواه أبو عوانة في مسنده الصحيح وزاد في آخره ثم يدعو
816 وعنه قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا { إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } آل عمران 173
رواه البخاري والنسائي وفي رواية للبخاري أيضا كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار حسبي الله ونعم الوكيل
817 وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب الله الله ربي لا أشرك به شيئا )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه وأخرجه الطبراني في كتاب الدعاء ولفظه فليقل الله ربي لا أشرك به شيئا ثلاث مرات وزاد وكان ذلك آخر كلام عمر بن عبد العزيز رحمه الله عند الموت ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أهل بيته فقال ( إذا أصاب أحدكم غم أو كرب فليقل الله الله ربي لا أشرك به شيئا الله الله ربي لا أشرك به شيئا )
818 وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } الأنبياء 87 فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له )
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد وزاد فيه من طريق آخر فقال رجل يا رسول الله هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا تسمع إلى قول الله عز وجل { ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } الأنبياء 88
819 وعن علي رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر ما صنع فجئت فإذا هو ساجد يقول ( يا حي يا قيوم ) يا حي يا قيوم ثم رجعت إلى القتال ثم جئت فإذا هو ساجد لا يزيد على ذلك ثم ذهبت إلى القتال ثم جئت فإذا هو ساجد يقول ذلك ففتح الله عليه
رواه النسائي واللفظ له والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ليس في إسناده مذكور بجرح
820 وعنه رضي الله عنه قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل بي كرب أن أقول ( لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين )
رواه النسائي والحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم واللفظ له صحيح على شرط مسلم ورواه الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في كتاب الدعاء له ولفظه لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين ويقول عندهن اللهم إني أعوذ بك من شر عباده
821 وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء فمن نزل به كرب أو شدة فليتحين المنادي فإذا كبر كبر وإذا تشهد تشهد وإذا قال حي على الصلاة قال حي على الصلاة وإذا قال حي على الفلاح قال حي على الفلاح ثم يقول اللهم رب هذه الدعوة الصادقة المستجاب لها دعوة الحق وكلمة التقوى أحينا عليها وأمتنا عليها وابعثنا عليها واجعلنا من خيار أهلها أحياء وأمواتا ثم يسأل الله حاجته )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
822 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل عليه السلام فقال يا محمد قل توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا )
رواه الحاكم في المستدك وقال صحيح الإسناد
823 وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( دعوات المكروب اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت )
رواه ابن حبان في صحيحه
● [ ما يقول إذا أصابه هم أو حزن ] ●824 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه ولفظ النسائي من أكثر من الاستغفار
825 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن اللهم إني عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدل مكان حزنه فرحا ) قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال ( أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن )
رواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ له
826 وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل به هم أو غم قال ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ورواه الترمذي من حديث أنس والنسائي من حديث ربيعة بن عائر
827 وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
● [ ما يقول إذا أصابته مصيبة ] ●828 عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أصابت أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني منها خيرا ) فلما احتضر أبو سلمة قال اللهم اخلف في أهلي خيرا مني فلما قبض قالت أم سلمة إنا لله وإنا إليه راجعون عند الله أحتسب مصيبتي فأجرني فيها )
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب من هذا الوجه
أبو سلمة اسمه عبد الله بن عبد الأسد
وقد تقدم في هذا الباب قبل هذا حديث أم سلمة ( ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي اخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها )
● [ ما يقول إذا توقع بلاء أو أمرا مهولا ] ●829 عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وكيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ ) فكأن ذلك ثقل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم ( قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا )
رواه الترمذي وقال حديث حسن
830 وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه لما أخبر عثمان رضي الله عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ) حمد الله ثم قال الله المستعان
رواه البخاري ومسلم والنسائي ولفظ مسلم اللهم صبرا والله المستعان
● [ ما يقول إذا خاف قوما ] ●831 عن البراء بن عازب رضي الله عنهما في حديث هجرة النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على سراقة بن مالك بن جعشم حين اتبعه وأبا بكر رضي الله عنه فقال ( اللهم اكفناه بما شئت ) فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها
رواه أبو نعيم في المستخرج على مسلم وقد أسلم سراقة بعد ذلك رضي الله عنه
وقد تقدم في ترجمة ما يقول عند القتال من الباب الخامس عشر حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم )
● [ ما يقول إذا خاف سلطانا أو نحوه ] ●832 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف أن يسطو عليك فقل الله أكبر الله أعز من خلقه جميعا الله أعز مما أخاف وأحذر أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك السماوات السبع أن تقع على الأرض بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس اللهم كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك ) ثلاث مرات
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بهذا السياق ورواه ابن مردويه في كتاب الأدعية له وزاد بعد قوله والإنس اللهم إنا نعوذ بك أن يفرط علينا أحد منهم أو أن يطغى
833 وعن علقمة بن مرثد قال كان الرجل إذا كان من خاصة الشعبي أخبره بهذا الدعاء اللهم إله جبريل وميكائيل وإسرافيل وإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق عافني ولا تسلطن أحدا من خلقك علي بشيء لا طاقة لي به
وذكر أن رجلا أتى أميرا فقالها فأرسله
الشعبي اسمه عامر بن شراحيل
834 وعن أبي مجلز واسمه لاحق بن حميد قال من خاف من أمير ظلما فقال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن حكما وإماما نجاه الله منه
رواهما ابن أبي شيبة في مصنفه
● [ ما يقول إذا خاف شيطانا أو غيره ] ●835 عن سهيل رضي الله عنه قال أرسلني أبي إلى بني حارثة قال ومعي غلام لنا أو صاحب لنا فناداه مناد من حائط باسمه قال وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا فذكرت ذلك لأبي فقال لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة فإني سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص )
انفرد به مسلم
الحصاص بضم الحاء وتكرير الصاد مهملتين وهو الضراط وقد جاء مصرحا به في الصحيح وقال ابن سيده في المحكم الحص والحصاص شدة العدو في سرعة والحصاص أيضا الضراط
836 وعن يحيى بن سعيد أنه قال لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عفريتا من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت النبي صلى الله عليه وسلم رآه فقال له جبريل ألا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى فقال جبريل قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأرض وشر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن
رواه مالك في الموطأ هكذا معضلا وهو عند النسائي موصول من حديث يحيى ابن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عياش السلمي عن عبد الله بن مسعود مرفوعا بمثل معناه وأخرجه الطبراني في كتاب الدعاء من حديث يحيى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن مسعود بنحوه
837 وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات ( أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ) وكان عبد الله بن عمرو يلقنهن من عقل من بنيه ومن لم يعقل كتبه فأعلقه عليه
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي حسن غريب
● [ ما يقول إذا غلبه أمر ] ●838 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان )
رواه مسلم والنسائي وابن ماجه وفي رواية للنسائي ولا تضجر فإن غلبك أمر فقل قدر الله وما شاء صنع وإياك واللو فإن اللو تفتح عمل الشيطان
839 وعن عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المقضي عليه حسبي الله ونعم الوكيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ردوا علي الرجل ) فقال ( ما قلت ) قال قلت حسبي الله ونعم الوكيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس وإذا غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل )
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له
العجز ترك ما يجب فعله بالتسويف والكيس هنا يجري مجرى الرفق
840 وعن عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك أنها قالت والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } يوسف 18
رواه الجماعة إلا الترمذي
● [ ما يقول إذا استصعب عليه أمر ] ●841 عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت )
رواه ابن حبان في صحيحه
● [ ما يقول إذا عرضت له حاجة ] ●842 عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن أعمى أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع الله أن يعافيني قال ( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك ) قال فادعه قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء ( اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في )
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وزاد فيه فدعا بهذا الدعاء فقام وقد أبصر وقال الترمذي حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي زاد النسائي في بعض طرقه فتوضأ ثم صل ركعتين
843 وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقعد فقال ( من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن وضوءه ثم ليصل ركعتين ثم يثني على الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك عزائم مغفرتك والعصمة من كل ذنب والسلامة من كل إثم )
رواه الحاكم في المستدرك
● [ ما يدعو به لحفظ القرآن ] ●844 عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمت في صدرك ) قال أجل يا رسول الله فعلمني قال ( إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيه مستجاب وقد قال أخي يعقوب لبنيه { سوف أستغفر لكم ربي } يوسف 98 يقول حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات تقرأ في الركة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم والدخان وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله وصل علي وأحسن وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ثم قل في آخر ذلك اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري وأن تطلق به لساني وأن تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تغسل به بدني فإنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
يا أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط )
قال ابن عباس فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوهن فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ( مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن )
رواه الترمذي وهذا لفظه وقال حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم وفي بعض النسخ وأن تستعمل به بدني بدل تغسل ورواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
ما يقول إذا دخل بيته وإذا خرج منه وإذا أغلق بابه ونحو ذلك
845 عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا استجنح أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا )
رواه الجماعة
جنح الليل بكسر الجيم على المشهور وقيل بفتحها وجنح بفتح النون قيل حين تغيب الشمس
846 وعنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان أدركتم المبيت والعشاء )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
847 وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال ( بسم الله توكلت على الله اللهم إنا نعوذ بك أن نزل أو نزل أو نضل أو نضل أو نظلم أو نظلم أو نجهل أو يجهل علينا )
رواه الأربعة والحاكم في المستدرك وهذا لفظ الترمذي وقال حسن صحيح وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولفظ أبي داود ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال ( اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي )
848 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال يقال حينئذ هديت وكفيت ووقيت فيتنحى له الشيطان فيقول شيطان آخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي )
رواه أبو داود واللفظ له والترمذي النسائي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة بمعناه
849 وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا ولج الرجل بيته فليقل اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله توكلنا ثم ليسلم على أهله )
رواه أبو داود
850 وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك )
رواه الترمذي وقال حسن غريب
851 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته يقول ( بسم الله لا حول ولا قوة إلا بالله التكلان على الله )
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم
وعن مالك رحمه الله أنه بلغه أنه كان يستحب إذا دخل البيت غير المسكون أن يقول الذي يدخله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
أخرجه في الموطأ
852 وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه كان إذا دخل بيتا قال بسم الله ولا قوة إلا بالله والسلام على نبي الله اللهم افتح لي أبواب رحمتك وأدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم احفظني من فوقي أن أختطف ومن تحت رجلي أن يخسف بي وعن يميني وعن شمالي من الشيطان الرجيم
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
● [ ما يقول إذا سمع صياح الديكة ] ●
ونهيق الحمير ونباح الكلاب853 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا سمعتم صياح الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنها ترى ما لا ترون وأقلوا الخروج إذا جدت فإن الله يبث في ليله من خلقه من شاء )
رواه أبو داود والنسائي والحاكم في المستدرك واللفظ له وقال صحيح على شرط مسلم
● [ ما يقول عند الكسوف ] ●854 عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا )
مختصر رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
855 وعن أبي موسى رضي الله عنه قال خسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا يخشى أن تكون الساعة فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته قط يفعله وقال ( هذه الآيات التي يرسل الله عز وجل لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله بها عباده فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره )
متفق عليه
856 وعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال كنت أرتمي بأسهم لي بالمدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كسفت الشمس فنبذتها وقلت والله لأنظرن إلى ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس قال فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه فجعل يسبح ويحمد ويهلل ويكبر ويدعو حتى حسر عنها قال فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
● [ ما يدعو به في الاستسقاء ] ●857 عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال ( اللهم اسقنا اللهم اسقنا ) قال أنس ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا ولا بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس ستا ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال ( اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر ) قال فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس قال شريك فسألت أنسا أهو الرجل الأول قال لا أدري
متفق عليه ولفظ مسلم اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا
( سلع ) بفتح السين وسكون اللام وبالعين المهملة جبيل بسوق المدينة و ( الآكام ) قال ابن سيده الأكمة التل من القف من حجارة واحدة وقيل هو دون الجبال وقيل هو الموضع الذي هو أشد ارتفاعا مما حوله وهو غليظ لا يبلغ أن يكون حجرا والجمع أكم وأكم وأكم وأكام وآكام وأكم كأفلس الأخيرة عن ابن جني واستأكم الموضع صار أكما قال والأجمة يعني بفتح الجيم الشجر الكثير الملتف والجمع أجم وأجم وآجام وأجام انتهى و ( الظراب ) هي الجبال الصغار واحدها ظرب بكسر الراء
858 وعن عائشة رضي الله عنها قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى وواعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ثم قال ( إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما انزلت لنا قوة وبلاغا إلى خير ) ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك حتى بدت نواجذه فقال ( أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله )
رواه أبو داود واللفظ له وقال هذا حديث غريب إسناده جيد ورواه الحاكم وابن حبان في صحيحيهما وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
859 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواك فقال ( اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل ) قال فأطبقت عليهم السماء
رواه أبو داود
وقوله بواك هو بالباء الموحدة المفتوحة جمع باكية كذا هو في غير ما نسخة من السنن وذكر الخطابي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يواكي بضم الياء باثنتين من تحتها وقال معناه التحامل على يديه إذا رفعهما ومدهما في الدعاء ومن هذا التوكؤ على العصا وهو التحامل عليها
( المريء ) بفتح الميم وبالمد والهمز هو المحمود العاقبة الذي لا وباء فيه و ( المريع ) بفتح الميم وكسر الراء من المراعة وهي الخصب وروي بضم الميم وبالباء الموحدة من قولهم ارتبع البعير وتربع إذا أكل الربيع وروي أيضا بضم الميم وبالمثناة فوق من قولهم رتعت الماشية ترتع رتوعا إذا أكلت ما شاءت وأرتع الغيث أنبت ما ترتع فيه الماشية
860 وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استسقى قال ( اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت )
رواه أبو داود
861 وعن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استسقى قال ( اللهم أنزل على أرضنا زينتها وسكنها )
862 وعن عامر بن خارجة بن سعد عن جده سعد رضي الله عنه أن قوما شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحط المطر قال فقال ( اجثوا على الركب ثم قولوا يا رب يا رب ) قال ففعلوا فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم
863 وعن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه عن جده رضي الله عنهما قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نستسقي فصلى بنا ركعتين ثم قلب رداءه ورفع يديه فقال ( اللهم ضاحت جبالنا واغبرت أرضنا وهامت دوابنا معطي الخيرات من أماكنها ومنزل الرحمة من معادنها ومجري البركات على أهلها بالغيث المغيث أنت المستغفر الغفار فنستغفرك للحامات من ذنوبنا ونتوب إليك من عوام خطايانا اللهم فأرسل السماء علينا مدرارا وأهل بالغيث وألف من تحت عرشك حيث ينفعنا ويعود علينا غيثا عاما طبقا غبقا مجللا غدقا خصبا راتعا ممرع النبات )
روى الثلاثة أبو عوانة في مسنده الصحيح
ضاحت جبالنا هي فاعل من ضحى المكان وضحي لغتان إذا برز للشمس يضحى المعنى أن السنة أحرقت النبات فبرزت الأرض للشمس وهامت دوابنا أي عطشت والهيمان العطشان والهائم أيضا الذاهب على وجهه
والحامات المهمات يقال أحمت الحاجة إذا أهمت ولزمت وحمة كل شيء معظمه والطبق الذي يطبق وجه الأرض والمجلل بكسر اللام الذي يجلل الأرض بالماء أو النبات والغدق الغزير وقيل الكثير القطر والخصب بكسر الخاء ضد الجدب
864 وعن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا صلى الله عليه وسلم فاسقنا قال فيسقون
انفرد به البخاري
● [ ما يقول إذا هاجت الريح ] ●865 عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به )
مختصر رواه مسلم والترمذي والنسائي وأخرجه الطبراني رحمه الله تعالى في كتاب الدعاء من حديث ابن عباس وزاد في آخره اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا
عصفت الريح وأعصفت إذا اشتد هبوبها
866 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن حبان في صحيحيهما
867 وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح مظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بأعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس ويقول ( يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما ) قال وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة
رواه أبو داود
868 وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به )
رواه الترمذي والنسائي واللفظ للترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح
869 وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال كان إذا اشتد الريح يقول ( اللهم لقحا لا عقيما )
رواه ابن حبان في صحيحه
لقحا بفتح اللام مع فتح القاف وسكونها وهي الحاملة للسحاب والعقيم بعكسها
● [ ما يقول إذا سمع الرعد ] ●870 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعد والصواعق قال ( اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك )
رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك ولفظهم واحد
871 وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته
رواه مالك في الموطأ
● [ ما يقول إذا رأى سحابا مقبلا ] ●872 عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى سحابا مقبلا من أفق الآفاق ترك ما هو فيه وإن كان في صلاة حتى تستقبله فيقول ( اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به ) فإن أفطر قال ( اللهم سيبا نافعا ) وإن كشفه الله ولم يمطر حمد الله على ذلك
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه واللفظ للنسائي
( السيب ) بفتح السين المهملة وسكون الياء المثناة وهو العطاء
● [ ما يقول إذا رأى المطر ] ●873 عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال ( اللهم صيبا نافعا )
انفرد به البخاري
( صيبا ) هو بتشديد المثناة قال ابن سيده في المحكم صاب المطر صوبا وانصاب كلاهما انصب ومطر صوب وصيب وصوب وقوله تعالى { أو كصيب من السماء } البقرة 19 الصيب هنا المطر
● [ ما يقول إذا كثر المطر وخيف منه الضرر ] ●قد تقدم قريبا في الاستسقاء في حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال له الرجل يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها رفع يديه ثم قال ( اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والآجام والظراب والأدوية ومنابت الشجر )
ونهيق الحمير ونباح الكلاب