بّسم الله الرّحمن الرّحيم مكتبة الثقافة الأدبية أخبار الحمقى والمغفلين
● [ الباب التاسع عشر ] ● في ذكر من قال شعرا من المغفلين
عن المبرد قال قال الجاحظ أنشدني بعض الحمقى ان داء الحب سقم ليس يهنيه القرار ونجا من كان لا يعشق من تلك المخازي فقلت إن القافيه الاولى راء والثانية زاى فقال لا تنقط شيئا فقلت أن الاولى مرفوعة والثانية مكسورة فقال أنا أقول تنقط وهو يشكل وحكى بعضهم قال اجتمعنا ثلاثة نفر من الشعراء في قرية تسمى طيهاثا فشربنا يومنا ثم قلنا ليقل كل واحد بيت شعر في وصف يومنا فقلت نلنا لذيذ العيش في طيهاثا فقال الثاني لما احتثثنا القدح احتثاثا فارتج على الثالث فقال امرأته طالق ثلاثا ثم قعد يبكي على امرأته ونحن نضحك عليه. وعن أبي الحسن على بن منصور الحلبي قال كنت احضر مجلس سيف الدولة فحضرته وقد انصرف من غزو عدو له ظفر به فدخل الشعراء ليهنئوه فدخل رجل وأنشده وكانوا كفأر وسو سوا خلف حائط وكنت كسور عليهم تسلقا فأمر سيف الدولة باخراجه فقام على الباب يبكي فأخبر سيف الدولة ببكائه فأمر برده فقال مالك تبكي فقال قصدت مولانا بكل ما أقدر عليه فلما خاب أملي وقابلني بالهوان ذلت نفسي فبكيت فقال له سيف الدولة ويلك من يكون له مثل هذا النثر يكون له ذلك النظم فكم أملت قال خمس مائة درهم فأمر له بألف درهم عن الصولي قال كان لمحمد بن الحسن ابن فقال له إني قد قلت شعرا قال انشديه قال فان أجدت تهب لي جارية أو غلاما قال أجمعهما لك فانشده ان الديار طيفا هيجن حزنا قد عفا أبكينني لشقاوتي وجعلن رأسي كالقفا فقال يا بني والله ما تستاهل جارية ولا غلاما ولكن أمك مني طالق ثلاثا إذا ولدت مثلك. قال أبو سجادة الفقيه في شعر له ومنا الوزير ومنا الامير ومنا المشير ومنا أنا وقد وقع شيء يشبه التغفيل من فطناء الشعراء قال فان البحتري دخل على بعض من يمدحه فأنشده لك الويل من ليل تطاول آخره فقال الممدوح لك الويل والحرب ومدح رجل معن بن زائدة فقال أتيتك إذ لم يبق غيرك جابر ولا واهب يعطي اللها والرغائبا فقال معن ليس هذا مدحا وهلا قلت كما قال أخو بني تيم لمالك بن مسمع ( قلدته عرى الامور نزار ... قبل ان تملك السراة النحورا ).
أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي منتدى بنات بنوتات ـ البوابة