قصيدة لاديب العراقي معروف افندي الرصافي في الانتصار لمذهب المؤلف وشيخه عليهما رحمة الرحمة والرضوان
بدت كالشمس يحضنها الغروب ... فتاة راع نضرتها الشحوب
منزهة عن الفحشاء خود ... من الخفرات انسة عروب
نور تستجد بها المعالي ... وتبلى دون عفتها العيوب
صفا ماء الشباب بوجنتيها ... فحامت حول رونقه القلوب
ولكن الشوائب ادركته ... فعاد وصفوه كدر مشوب
ذوي منها الجمال الغض وجدا ... وكاد يجف ناعمه الرطيب
اصابت من شيبتها الليالي ... ولم يدرك ذؤابتها المشيب
وقد خلب العقول لها جبين ... تلوح على اسرته النكوب
الا ان الجمال اذا علاه ... نقاب الحزن منظره عجيب
حليلة طيب الاعراق زالت ... به عنها وعنه بها الكروب
رعى ورعت فلم تر قط منه ... ولم ير قط منها ما يريب
توثق حبل ودهما حضورا ... ولم ينكث توثقه المغيب
فغاضب زوجها الخلطاء يوما ... بامر للخلاف به نشوب
فاقسم بالطلاق لهم يمينا ... وتلك النية خطا وحوب
وطلقها على جهل ثلاثا ... كذلك يجهل الرجل الغضوب
وافتى بالطلاق طلاق بت ... ذوو فتيا تعصبهم عصيب
فبانت عنه لم تات الدنايا ... ولم يعلق بها الذام المعيب
فظلت وهي باكية تنادي ... بصوت منه ترتجف القلوب
لماذا يا نجيب صرمت حبلي ... وهل اذنبت عندك يا نجيب
ومالك قد جفوت جفاء قال ... وصرت اذا دعوتك لا تجيب
ابن ذنبي الي فدتك نفسي ... فاني عنه بعدئذ اتوب
اما عاهدتني بالله ان لا ... يفرق بيننا الا شعوب
لئن فارقتني وصددت عني ... فقلبي لا يفارقه الوجيب
وما ادماه ترتع حول روض ... ويرتع خلفها رشا ربيب
فما لفتت اليه الجيد حتى ... تخطفه بازمتيه ذيب
فراحت من تحرقها عليه ... بداء مالها فيه طبيب
تشم الارض تطلب منه ريحا ... وتنجب والبغام هو النحيب
وتمزع في الفلاة لغير وجه ... واونة لمصرعه تؤوب
باجزع من فؤادي يوم قالوا ... برغم منك فارقك الحبيب
فاطرق راسه خجلا واغضى ... وقال ودمع عينيه سكوب
نجيبة اقصري عني فاني ... كفاني من لظي الندم اللهيب
وما والله هجرك باختياري ... ولكن هكذا جرت الخطوب
فليس يزول حبك من فؤادي ... وليس العيش دونك لي يطيب
ولا اسلو هواك وكيف اسلو ... هوى كالروح في له دبيب
سلي عني الكواكب و هي تسري ... بجنح الليل تطلع او تغيب
فكم غالبتها بهواك سهدا ... ونجم القطب مطلع رقيب
خذي من نور رنتجن شعاعا ... به للعين تنكشف الغيوب
والقيه بصدري وانظريني ... ترى قلبي عليك به ندوب
وما المكبول القى في خضم ... به الامواج تصعد او تصوب
فراح يغطه التيار غطا ... الى ان تم فيه له الرسوب
باهلك يا ابنة الامجاد مني ... اذا انا لم يعد بك لي نصيب
الا قل في الطلاق لموقعيه ... بما في الشرع ليس له وجوب
غلوتم في ديانتكم غلوا ... يضيق ببعضه الشرع الرحيب
اراد الله تيسيرا وانتم ... من التعسير عندكم ضروب
وقد حلت بامتكم كروب ... لكم فيهن لا لهم الذنوب
وهي حبل الزواج ورق حتى ... يكاد اذا نفخت له يذوب
كخيط من لعاب الشمس ادلت ... به في الجو هاجرة حلوب
يمزقه من الافواه نفث ... ويقطعه من النسم الهبوب
فدى ابن القيم الفقهاء كم قد ... دعاهم للصواب فلم يجيبوا
ففي اعلامه للناس رشد ... ومزدجر لمن هو مستريب
نحا فيما اتاه طريق علم ... نحاها شيخه الحبر الاديب
وبين حكم دين الله لكن ... من الغالين لم تعه القلوب
لعل الله يحدث بعد امرا ... لنا فيخيب منهم من يخيب● [ بحمد الله تعالى تم الكتاب ] ●
وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
منزهة عن الفحشاء خود ... من الخفرات انسة عروب
نور تستجد بها المعالي ... وتبلى دون عفتها العيوب
صفا ماء الشباب بوجنتيها ... فحامت حول رونقه القلوب
ولكن الشوائب ادركته ... فعاد وصفوه كدر مشوب
ذوي منها الجمال الغض وجدا ... وكاد يجف ناعمه الرطيب
اصابت من شيبتها الليالي ... ولم يدرك ذؤابتها المشيب
وقد خلب العقول لها جبين ... تلوح على اسرته النكوب
الا ان الجمال اذا علاه ... نقاب الحزن منظره عجيب
حليلة طيب الاعراق زالت ... به عنها وعنه بها الكروب
رعى ورعت فلم تر قط منه ... ولم ير قط منها ما يريب
توثق حبل ودهما حضورا ... ولم ينكث توثقه المغيب
فغاضب زوجها الخلطاء يوما ... بامر للخلاف به نشوب
فاقسم بالطلاق لهم يمينا ... وتلك النية خطا وحوب
وطلقها على جهل ثلاثا ... كذلك يجهل الرجل الغضوب
وافتى بالطلاق طلاق بت ... ذوو فتيا تعصبهم عصيب
فبانت عنه لم تات الدنايا ... ولم يعلق بها الذام المعيب
فظلت وهي باكية تنادي ... بصوت منه ترتجف القلوب
لماذا يا نجيب صرمت حبلي ... وهل اذنبت عندك يا نجيب
ومالك قد جفوت جفاء قال ... وصرت اذا دعوتك لا تجيب
ابن ذنبي الي فدتك نفسي ... فاني عنه بعدئذ اتوب
اما عاهدتني بالله ان لا ... يفرق بيننا الا شعوب
لئن فارقتني وصددت عني ... فقلبي لا يفارقه الوجيب
وما ادماه ترتع حول روض ... ويرتع خلفها رشا ربيب
فما لفتت اليه الجيد حتى ... تخطفه بازمتيه ذيب
فراحت من تحرقها عليه ... بداء مالها فيه طبيب
تشم الارض تطلب منه ريحا ... وتنجب والبغام هو النحيب
وتمزع في الفلاة لغير وجه ... واونة لمصرعه تؤوب
باجزع من فؤادي يوم قالوا ... برغم منك فارقك الحبيب
فاطرق راسه خجلا واغضى ... وقال ودمع عينيه سكوب
نجيبة اقصري عني فاني ... كفاني من لظي الندم اللهيب
وما والله هجرك باختياري ... ولكن هكذا جرت الخطوب
فليس يزول حبك من فؤادي ... وليس العيش دونك لي يطيب
ولا اسلو هواك وكيف اسلو ... هوى كالروح في له دبيب
سلي عني الكواكب و هي تسري ... بجنح الليل تطلع او تغيب
فكم غالبتها بهواك سهدا ... ونجم القطب مطلع رقيب
خذي من نور رنتجن شعاعا ... به للعين تنكشف الغيوب
والقيه بصدري وانظريني ... ترى قلبي عليك به ندوب
وما المكبول القى في خضم ... به الامواج تصعد او تصوب
فراح يغطه التيار غطا ... الى ان تم فيه له الرسوب
باهلك يا ابنة الامجاد مني ... اذا انا لم يعد بك لي نصيب
الا قل في الطلاق لموقعيه ... بما في الشرع ليس له وجوب
غلوتم في ديانتكم غلوا ... يضيق ببعضه الشرع الرحيب
اراد الله تيسيرا وانتم ... من التعسير عندكم ضروب
وقد حلت بامتكم كروب ... لكم فيهن لا لهم الذنوب
وهي حبل الزواج ورق حتى ... يكاد اذا نفخت له يذوب
كخيط من لعاب الشمس ادلت ... به في الجو هاجرة حلوب
يمزقه من الافواه نفث ... ويقطعه من النسم الهبوب
فدى ابن القيم الفقهاء كم قد ... دعاهم للصواب فلم يجيبوا
ففي اعلامه للناس رشد ... ومزدجر لمن هو مستريب
نحا فيما اتاه طريق علم ... نحاها شيخه الحبر الاديب
وبين حكم دين الله لكن ... من الغالين لم تعه القلوب
لعل الله يحدث بعد امرا ... لنا فيخيب منهم من يخيب
وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم