بّسم الله الرّحمن الرّحيم
موسوعة تفسير الأحلام
تأويل الاشارات في علم العبارات
تأويل رؤيا التجرد وكشف العورة
والملبوسات والسرادقات والستور
فصل في رؤيا التجرد وكشف العورة
فمن رأى أنه عريان وهو يستحي من الناس ويطلب منهم ما يتغطى به فإنه يفتضح منهم وينشر سره، وإن لم يستح منهم ولم يطلب منهم ما يتغطى به فإنه يرزق الحج.
ومن رأى أنه عريان وعورته مستورة وهو في نفسه غير مفسد فإنه يؤول بالعفو والمغفرة والظفر، وإن لم يكن أهلا لذلك فغير محمود.
وقال جابر المغربي العرى محنة وافتضاح خصوصا إذا كانت جميع عورته مكشوفة وللنساء أبلغ من ذلك، ولكن إذا عرف الرائي بالصلاح فلا يخاف عليه بسبب ذلك، وربما يكون مغفرة له، وقيل رؤيا العرى في المحفل افتضاح.
وقيل من رأى أنه نزع ثيابه فعرى بدنه فإنه يظهر له عدو مكايد غير مجاهر بالعداوة بل يظهر المودة لقوله تعالى ( يا بني آدم لا يفتننكم ) الآية.
وقال الكرماني من رأى أنه عريان فقد تجرد لأمر قد أمعن فيه فإن كان ذلك الأمر يدل على الدين فإنه يبلغ في الخير والعبادة مبلغا حسنا، وإن كان ذلك الأمر يدل على دنيا وطلب المعصية فإنه يبلغ من ذلك بقدر همته له وعقباه مذمة.
ومن رأى أنه عريان في سوق أو وسط ملأ من الناس ورأى عورته بارزة ظاهرة بعينه والناس ينظرون إليه وهو يستحي من الناس فإنه يظهر فيه عيب كان يستره عنهم ولا يريد كشفه، وربما دل على انتهاك ستره، وإن رأى أنه تجرد في مسجد فإنه يتجرد من ذنوبه، وربما دل التجرد في المسجد على إظهار ما عنده من دين كالأذان والصلاة والقراءة والامامة وما يشبه ذلك.
ومن رأى أنه عريان وله بعض ما يستره بين الناس فإنه يؤول برجل كان غنيا وقد ذهب ماله وبقي ما يستره فليحافظ عليه ويسلك طريق التقوى.
ومن رأى أن عريان وليس عليه شيء ولا أحد ينظر عورته وهو لا يظن بنفسه في كشف العورة فإنه ان كان مريضا شفي، وإن كان مهموما ذهب همه، وإن كان مديونا قضي دينه، وإن كان غنيا ذهب ماله أو بيعت داره أو يفارق زوجته، وربما دل على التوبة، وربما يتعرى من الدنيا ويتغطى بالآخرة، وربما يصاب في ماله ويقال عنه ما يكره وتجرد الرجل الصالح خير ومنفعة وخروج هم وللعاصي هم وغم وهتك ستره وافتضاحه.
ومن رأى أنه يجري وهو عريان فإنه يتهم بتهمة يكون فيها بريئا لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى ) الآية.
ومن رأى أنه عريان وكان ملكا أو صاحب وظيفة فإنه يعزل عن ذلك خصوصا إذا سلبت منه غضبا، وإن رأى ما يسره مع ذلك العرى فإنه أخف من العزل، وربما كان نقصا في أبهته.
وإذا رأت المرأة أنها عريانة فإنه لا خير فيه لها، وإن كان لها زوج فإنه يطلقها.
وإن رأت ذلك في السوق أو وسط ملأ من الناس ورأت مع ذلك كشف الرأس فإنه يؤول لها بمصيبة عظيمة إما في زوجها أو من يعز عليها أو في نفسها وتشتهر في مالها ويذهب الحياء عنها ولا خير في رؤية ذلك للنسوة جملة كافة سواء كانت صبية أو عجوزا.
فصل في رؤيا أصناف الفراء
أما السمور فإنه مال ورزق من جهة الأكابر لأنه من ملبوسهم، وأما هو في الحيوان فيأتي في فصله، وأما الوشق فإنه مال من جهة رجل ظالم غاشم، وربما كان يكره لبياضه وضخامته.
وأما العرص أو المصيص فإنه يؤول بمنفعة من جهة إمرأة غنية ويكون فيه نتيجة.
وأما الكباشية فهو نظيره الا أنه من إمرأة غير غنية، وربما كان من جهة حل.
وأما فرو الثعلب فإنه يؤول بتزويج إمرأة فاسقة خداعة إذا لبسه، وإذا لم يلبسه فهو مال من قبل إمرأة تنسب لذلك.
وأما فرو الفنك فإنه حصول مال من جهة امرأة محتشمة، وإن كان عزبا ورأى أنه لبس ذلك فإنه يتزوج بمثلها.
وأما فرو الحوصل فإنه يؤول بحصول مال من جهة أقوام أصيلين، وربما كانوا نسوة ولا بأس برؤيا ذلك في الصيف والشتاء لكونه يحصل من حواصل الطيور المائية، ولا خير في رؤيا فرو القطاط ونحوها من الحيوان خارجا عما ذكرناه.
ومن رأى أن فروته احترقت أو تمزقت فإنه يؤول بهم وغم ونقصان مال.
وقال أبو سعيد الواعظ الفرو ظهور قوة وفرو السباع والسمور والثعالب ليس بمحمود لكونها منسوبة إلى الظلمة، وربما دلت على السؤدد وعلى كل حال هي مال سواء حمدت أو لم تحمد ولبس الفرو مقلوبا اظهار مال مشهور.
وقيل من رأى أنه يلبس الفرو مطلقا في أيام الشتاء فإنه يؤول بالخير والمنفعة وفي أيام الصيف نظيره ولكن غم وتعب.
ومن رأى أنه نزع فروة في أيام الشتاء فلا خير فيه، ونزعها في أيام الصيف عند غالبهم ليس فيه مضرة للرائي.
فصل في رؤيا ما يلبس في الأرجل من أنواع متفرقة.
أما الخف فقال دانيال رؤيا الخف في أيام الشتاء خير وبركة وفي الصيف غم وحزن وللمعبرين في تأويل الخف خلاف.
وقال ابن سيرين من رأى أن في رجليه خفا وهو لابس سلاحا فإن عدوه يتنكر منه، وإن لم يكن معه سلاح فإنه يصيبه غم وحزن خصوصا ان كان الخف ضيقا، وإن كان الخف من أدم فإنه يخطب امرأة ويحصل لها منه بقدر ما يراه من حسن ذلك الخف.
ومن رأى أنه يلبس خفا مقلوبا فإنه يدل على زوال الهم والحزن.
وقال الكرماني من رأى أنه يلبس خفا وكان ممن يلبس ذلك في اليقظة فإنه هم وخوف يصيبه أو كيد أو سجن أو موت لعامين، وقيل ذلك لمن ليس له عادة بلبسه، وأما المعتاد لذلك فإنه نجاة من خوف له وأمن لقوله تعالى ( وآمنهم من خوف ) فاستدلوا بذلك من الفظ لا من سبب نزول الآية، وربما كان وقاية من المكاره، وربما كان سفرا في البحر.
ومن رأى أن عليه خفين متخرقين قد ظهرت منهما رجلاه فإنه يصيب فرجا ومالا وغبطة.
ومن رأى أن أحد خفيه انتزع أو تخرق أو غلب عليه فإنه يذهب نصف ماله، وإن ذهبت خفاه معا ذهب ماله كله.
وقيل من رأى أنه يلبس خفين فإنه يتزوج امرأتين.
ومن رأى أنه ابتاع خفافا كثيرة من جلد الغم أو وهبت له او حازها على أي وجه كان فإنه يدل على حصول مال ونعمة بمقدار ذلك، ولبس الخف الساذج إذا كان جديدا حسنا فإنه يؤول بتزويج بكر.
ومن رأى أن خفيه تمزقا حتى لم يبق مما يلبسه تحت قدمه شيء فإنه يدل على موت زوجته، وقال آخرون لا يضر ذلك لما يحصل للأرجل من الفرج.
ومن رأى أنه قلع خفه على العادة فإنه يؤول بالسرور وحصول المراد، وإن كان في سجن فإنه يخرج منه وخرق الخف موت امرأة، وقيل ذهاب الأخفاف إذا لم توجد فإنها تؤول بالخلاص من الهم والضيق.
ومن رأى أنه يدخل قالبا في خف فإنه ينكح امرأة.
وقال جابر المغربي من رأى أن أخفافه وقعت في بئر أو نحوه فإنه يطلق امرأته، وإن باع خفه لغريب أجنبي فإنه يدل على موته زوجته، وإن سرق خف زوجها فإنه يدل على وقوعه في البلاء.
ومن رأى أن السباع والذئاب وثبت على خفه ومزقته فإنه يدل على أن الشبان يقصدون امرأته.
وقال جعفر الصادق رؤيا الخف إذ كان لينا والرجل تكون فيه مستريحة تؤول على سبعة أوجه امرأة وجارية وخادم وقوة وعيش وظفر ومنفعة.
وقال أبو سعيد الواعظ أما لبس الخفين فهو سفر في متجر، وضيقهما يدل على ضيق ودين، وإحكامهما وضيقهما يدل على بعد الفرج، فأما ما دل على الهم فما كان أحكم فهو أبعد عن الفرج ولكن يرتجى قربه لأن الأمر إذا ضاق كان عقباه الفرج، والجديد من الأخفاف وقاية في المال، وإذا كان لبس الخف كمال الملبوس لذوي المناصب فإنه تمام في الجاه وسعة في العيش.
ومن رأى أن تحت قدميه تخرق من خفه فإنه يدل على التزويج بثيب.
ومن رأى أنه لبس خفا منعلا فإنه يصيبه هم من قبل امرأته، وربما كان خصومة بينهما.
ومن رأى أن في أسفل خفيه رقعة فإنه يتزوج امرأة ومعها ابنة.
ومن رأى أنه يلبس خفا أحمر فإن كان نوى السفر فيتعين عليه التأخير مدة يسيرة لأن ذلك ليس بمحمود للمسافر.
وقال خالد الأصفهاني من رأى أنه يدخل قالبا في خف فإنه ينكح امرأة، وإن عرف لون الخف فتعبير المرأة بلونها، ومن رأى أن خفيه سرقا أصابه هم لأنهما من الزينة والوقاية.
ومن رأى أنه أصاب خفا ولم يلبسه فإنه يصيب مالا من أعجمي والحكماء والصير ما من هذا المعنى غير أنها محمودة لأهل الأسفار وسكان البادية لا الحضر، واللفافة تقدم تعبيرها.
وقال بعض المعبرين رؤيا الخف الأبيض أنسب من الأصفر.
وأما النعال فهي عديدة وتعبيرها على أوجه قال الكرماني أما النعل التي هي للسفر فلبسها سفر والتي للحضر امرأة.
ومن رأى أنه لبس خفين محدوتين فمشى بهما في طريق قاصدا فإنه يسافر، وإن انقطع شيء منهما أو ضعف فإنه يقيم في سفره بطيب نفس منه.
ومن رأى أنه لبس نعلين وليس يمشي بهما فإنه يطأ امرأة أو جارية، وإن كان النعلان جديدين فيؤولان ببكر.
ومن رأى أنه أعطى نعلا فأحرزها في ثوب أو وعاء فإنه يحرز امرأة أو جارية، وإن كانت مقطعة فإنها ثيب.
ومن رأى أنه يمشي في نعل فاختلعت احداهما عن رجله ومشى بنعل واحد فإن ذلك فراق أخ أو أخت أو شريك على ظهر بسفر أو يموت أو يطلق زوجته أو يبيع خادمه أو يموت أحدهم، وربما دل على قرب أجله بعد انقضاء عام واحد.
ومن رأى أنه ضاع أو وقع في بئر أو غلب عليه فإن امرأة من أهله يقع بينه وبينها هجران ثم يعودان إلى حالهما الأول.
ومن رأى أن نعله سرق أو لبسه غيره فإنه يؤول بأن أحداً يغتال امرأته.
ومن رأى أن أحداً سل نعله ثم فقده ووجده بعده وشق ذلك عليه فإنه يلتمس مالا بمشقة ثم يناله.
ومن رأى أن نعله انتزع منه انتزاعا أو احترق أو انقطع فإنه يقيم عن سفره على كره، والمراد بالنعلين ما يلبس في الرجل من الزراميز والزرابيل والتواسيم ونحو ذلك، وقيل الزرموزة السوداء تؤول بامرأة محتشمة من الأغنياء.
ومن رأى زرموزة بيضاء فإنها تدل على امرأة جميلة، والحمراء امرأة معاشرة، والخضراء امرأة ستيرة، وأما المنقوشة فإنها تؤول بامرأة فيها من أنواع ما ذكر، وقيل إذا كانت الزرموزة من جلد البقر فإنها امرأة أعجمية، وإن كانت من جلد الغنم أو المعز فإنها امرأة عربية خصوصا ان كان نعلها من جلد الجمال.
ومن رأى أن زرموزته وقعت في مكان لا يستطيع الوصول إليها وهو يمشي حافيا فإنه يدل على حصول الغم والهم وقلة الحرمة، وربما دلت على موت امرأته، وإذا كان في الرؤية ما يدل على الخير فلا يضره الحفاء.
ومن رأى أنه وهبها لأحد فإنه يطلق امرأته ويتزوجها غيره، وربما يهب خادمه لأحد.
ومن رأى أن أحداً جذب زرموزته من يده حتى تقطعت وحصل له منها مضرة فإنه يؤول بموت امرأته.
ومن رأى أنه لبس فردة منها وهو يمشي بها فإنه يدل على عدم تمام سفره، وقيل رؤية الزرزة العتيقة خير من جدتها.
وقال ابو سعيد الواعظ من رأى أنه لبس نعلين فإنه يسافر في البر.
ومن رأى أنه يمشي بهما في مجلسه فإنه يطأ امرأة والنعل المشعر غير المحذو امرأة تنسب لذلك النوع والنعل المقطوع العقب امرأة عقيم، وقيل يتزوج امرأة بغير عقد صحيح، وربما كانت بغير ولي.
ومن رأى أن نعله مطبقه فانفرد الطبق ولم يسقط فإن امرأته تلد بنتا، وإن تعلق الطبق بالطبق فإن حياة البنت تطول مع أمها، وإن سقطت فإنها تموت.
ومن رأى أنه رقع نعله فإنه يظن بامرأته خللا ويحسن عشرتها، وإن رقعها غيره دل على أنه يفسد امرأته.
ومن رأى أنه دفع نعله للحذاء ليصلحها فإنه يعين امرأته على ارتكاب المعاصي، والنعل من الفضة يؤول بامرأة جديدة حسنة، ومن الرصاص امرأة ضعيفة، ومن النار إمرأة سليطة، ومن جلد الخيل إمرأة من العرب، ومن جلد السبع إمرأة من السلاطين الظلمة، وقيل خلع النعل أمن ونيل ولاية لقوله تعالى ( اخلع نعليك )، وقيل المشي في النعل المشعر سفر في طاعة الله تعالى.
ومن رأى شيئا مكتوبا على نعل فإنه يدل على أن امرأته تخلط في أمورها.
ومن رأى أن له نعلا مضفورا من قطن فإنه يؤول بإمرأة قارئة دينة مشهورة بالخير.
وقيل إن رجلاًأتى ابن سيرين: فقال رأيت كأني أمشي بنعلين فانقطع شسع أحدهما فتركتها ومضيت على حالتي فقال ألك أخ غائب قال نعم قال أخرجتما إلى أرض فتركته هناك ورجعت قال نعم فاسترجع ابن سيرين، وقال ما أرى أخاك الا وقد فارق الدنيا فورد نعيه عن قريب.
وقال جعفر الصادق ما لبس في الرجل من زرموزة أو سباط أو زيون أو حدوة أو تاسومة أو ما أشبه ذلك يؤول على سبعة أوجه إمرأة وخادم وجارية وقوة ومنفعة ومال وسفر.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يمشي في نعل أصفر فإنه يؤول بالبركة والسرور لما ورد في الحديث وهو صحيح: من انتعل في نعل أصفر لم يزل في بركة وسرور. وله دليل أيضاً قوله تعالى ( صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ).
وأما القبقاب وهو القفو ففيه أوجه فمن رأى أنه يلبس قبقابا جديدا فإنه يشتري غلاما.
ومن رأى أنه نزع قبقابه فإنه يقع بينه وبين من يستخدمه شر وهجران.
ومن رأى أن قباقابه احترق فإنه يؤول بموت غلامه أو بموت من يستخدمه.
ومن رأى أن حادثا حدث في قبقابه فإنه يؤول فيما ذكر.
ومن رأى أنه يمشي في قبقاب جديد وهو متمكن فيه فإن أموره تستقيم مع خدمه.
ومن رأى أنه نزع قبقابه ولم ير فيه تأثيرا أو رأى أنه يفعل شيئا حسنا حال نزعه فلا يضره ذلك.
وقال ابو سعيد الواعظ رؤيا القبقاب تؤول بامرأة منافقة فإن رأى قبقابا فإنه يؤول فيما ذكر فإن لبسه ملك امرأة مثل ذلك فإن لم يلبسه فلا يضره ذلك، وأما التواسيم وهي لبس أهل الحجاز وتفترق أنواعها منها ما هو بشراك ومنها ما هو بلا وجه، فمن رأى أن شراك تاسومته انقطع فإنه يتعوق عن سفر.
وقال الكرماني من رأى أن في رجله تاسومة سوداء فإنه يسافر في صلاح دينه، وإن كانت حمراء فيكون سفره بسبب الفرح والعشرة، وإن كانت صفراء فيحصل في سفره مشقة ومرض، وإن كانت خضراء فسفره يكون لمصلحة الآخرة، وإن كانت ملونة فيدل على النعمة والمال في سفره.
ومن رأى أنه تعوق عن السفر لعدم التاسومة فإنه يرزق جارية.
وقال جابر المغربي التاسومة تؤول بالمرأة فما رؤي فيها من زين أو شين يؤول فيها.
ومن رأى أنه وضع تاسومته على مكان مرتفع فإنه يدل على مجامعته امرأته.
ومن رأى أن أحداً أخذ تاسومته وخبأها في موضع فإنه يدل على فساد مع امرأته وحكمها في الحرق والقطع كما تقدم في النعال.
وأما الهوازن فمن رآها موضوعة قدامه فإنه حصول مال، وإن لبسها يؤول بالسفر.
ومن رأى أنه لف هوازن على رجليه وعزم على السفر وهو في جده من غير رفيق ولا زاد فإنه يدل على انقضاء أجله والله أعلم.
فصل في رؤيا السرادقات والستور
أما السرادقات فهي على أوجه عديدة.
فمن رأى أن سرادقا مضروبا فإنه يصيب سلطان.
وإن رأى ذلك سلطان فإنه صلاح له ي ملكه.
ومن رأى أن سرادقه طوى فإن سلطانه ينفذ عنه أو عمره ينفذ.
ومن رأى أن سرادقه نشر ليضرب له فإنه يؤول بحصول سلطان فيه تأخر.
وقال أبو سعيد الوعظ السرادق في التأويل سلطان، فإذا رأى الرجل كأن سرادقا ضرب فوقه فإنه يظفر بخصم ذي سلطان.
وقال جعفر الصادق السرادق يؤول على خمسة أوجه سلطنة ورياسة وولاية ووزارة ورئاسة جيش.
ومن رأى أن سرادق الملك وقع فإنه زوال ملكه واحتراقه يدل على موته، وأما حمله في الهواء فهو عز ونعمة لملك غيره في ذلك المكان الذي هو فيه.
ومن رأى أن ملكا أخرج من سرادقه غصبا فإنه يدل على زوال ملكه ومملكته.
وأما الخيمة، فمن رأى أنه ينصب خيمة أو تنصب له وقعد فيها فإن كان من ذوي الشوكة فإنه ينال ولاية ومالا، وإن كان تاجرا فإنه يحصل له من سفره مال وجاه، وإن كان من غير ما ذكر فإنه يؤول بالحزن والغم، وإن كانت عنيفة مقطعة فحصول مضرة وخسران، وإن عرف مالكها فإنه يؤول له.
وقال أبو سعيد الواعظ الخيمة للسلطان زيادة ولاية وللتاجر سفر، وربما دلت على اصابة جارية حسناء عذراء لقوله تعالى ( حور مقصرات في الخيام ).
ومن رأى خيمة فيها نار وهي محتاطة بها ولم يصيبها منها سوء فإنه يؤول برجل مذنب يتوب عن ذنبه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وقيل رؤيا الفسطاط تدل على زيارة قبور الشهداء والدعاء لهم، وربما خرج من الدنيا شهيدا، وربما رزق زيارة البيت المقدس.
ومن رأى فسطاطا مضروبا في مفازة من الأرض أو في بقيع أو في روضة فإنه يؤول بقبر شهيد يظهر هناك.
وأما الصيوان فإنه ملك دون سلطان. وقال جابر المغربي إذا كان الصيوان من قطن أو صوف أو كان لونه أبيض أو أخضر فإنه يدل على خدمة ملك صالح، ومن رأى ذلك فتعبيره ضده.
وأما الستور فإنها تؤول بملك مشهور عالي الهمة صالح في الدين ينفذ السلطان وجميع العساكر ما أمر به ويكون من هذا النوع في حق الأمراء والنواب، فمن رأى أنه ضرب له ستر فإنه ينال رفعة وعزا، وإن كان من الأمراء نال مرتبة عالية لأن الستور لا تضرب إلا للسلاطين والنواب والأمراء المقدمين على الألوف خاصة، وأما دون ذلك فلا يضرب لهم ستر، وقيل رؤيا الستر في القفر تؤول بالسفر للرائي إذا لم يعرف صاحبه فإن كان عرفه كان عائدا عليه، وأما الاشارات وهي التي تعلق بها القناديل لتعرف وطاق كل اضربها على عدد القناديل فإنها تؤول بالعز والجاه وعلو المرتبة.
فمن رأى أن له اشارة تضيء فإنه جيد إلى الغاية ولا خير في طفئها.
ومن رأى أن شارة أحد معروف حدث فيها حادث فإنه يؤول في عزه.
ومن رأى أن له اشارة معروفة وقد زادت فإنه خير ونعمة ونقصها مذموم وكذلك النقص في حبالها وآلاتها وتعلقاتها.
ومن رأى شارة مضروبة في مكان وهي منسوبة له فإن كان أهلا للولاية فإنه يتولى ذلك فإن لم يكن أهلا لذلك فهو شهرة حسنة.
وأما سلائب الخادم فإنها تؤول بالخدام والنسوة والنوافع.
فمن رأى أنه حدث في ذلك ما يزين أو يشين فهو يؤول فيهن.
ومن رأى أنه حمل شيئا من هذا النوع على جمال فإنه ينوي السفر والله أعلم.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات
تأليف خليل بن شاهين الظاهري
منتدى قوت القلوب . البوابة
فمن رأى أنه عريان وهو يستحي من الناس ويطلب منهم ما يتغطى به فإنه يفتضح منهم وينشر سره، وإن لم يستح منهم ولم يطلب منهم ما يتغطى به فإنه يرزق الحج.
ومن رأى أنه عريان وعورته مستورة وهو في نفسه غير مفسد فإنه يؤول بالعفو والمغفرة والظفر، وإن لم يكن أهلا لذلك فغير محمود.
وقال جابر المغربي العرى محنة وافتضاح خصوصا إذا كانت جميع عورته مكشوفة وللنساء أبلغ من ذلك، ولكن إذا عرف الرائي بالصلاح فلا يخاف عليه بسبب ذلك، وربما يكون مغفرة له، وقيل رؤيا العرى في المحفل افتضاح.
وقيل من رأى أنه نزع ثيابه فعرى بدنه فإنه يظهر له عدو مكايد غير مجاهر بالعداوة بل يظهر المودة لقوله تعالى ( يا بني آدم لا يفتننكم ) الآية.
وقال الكرماني من رأى أنه عريان فقد تجرد لأمر قد أمعن فيه فإن كان ذلك الأمر يدل على الدين فإنه يبلغ في الخير والعبادة مبلغا حسنا، وإن كان ذلك الأمر يدل على دنيا وطلب المعصية فإنه يبلغ من ذلك بقدر همته له وعقباه مذمة.
ومن رأى أنه عريان في سوق أو وسط ملأ من الناس ورأى عورته بارزة ظاهرة بعينه والناس ينظرون إليه وهو يستحي من الناس فإنه يظهر فيه عيب كان يستره عنهم ولا يريد كشفه، وربما دل على انتهاك ستره، وإن رأى أنه تجرد في مسجد فإنه يتجرد من ذنوبه، وربما دل التجرد في المسجد على إظهار ما عنده من دين كالأذان والصلاة والقراءة والامامة وما يشبه ذلك.
ومن رأى أنه عريان وله بعض ما يستره بين الناس فإنه يؤول برجل كان غنيا وقد ذهب ماله وبقي ما يستره فليحافظ عليه ويسلك طريق التقوى.
ومن رأى أن عريان وليس عليه شيء ولا أحد ينظر عورته وهو لا يظن بنفسه في كشف العورة فإنه ان كان مريضا شفي، وإن كان مهموما ذهب همه، وإن كان مديونا قضي دينه، وإن كان غنيا ذهب ماله أو بيعت داره أو يفارق زوجته، وربما دل على التوبة، وربما يتعرى من الدنيا ويتغطى بالآخرة، وربما يصاب في ماله ويقال عنه ما يكره وتجرد الرجل الصالح خير ومنفعة وخروج هم وللعاصي هم وغم وهتك ستره وافتضاحه.
ومن رأى أنه يجري وهو عريان فإنه يتهم بتهمة يكون فيها بريئا لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى ) الآية.
ومن رأى أنه عريان وكان ملكا أو صاحب وظيفة فإنه يعزل عن ذلك خصوصا إذا سلبت منه غضبا، وإن رأى ما يسره مع ذلك العرى فإنه أخف من العزل، وربما كان نقصا في أبهته.
وإذا رأت المرأة أنها عريانة فإنه لا خير فيه لها، وإن كان لها زوج فإنه يطلقها.
وإن رأت ذلك في السوق أو وسط ملأ من الناس ورأت مع ذلك كشف الرأس فإنه يؤول لها بمصيبة عظيمة إما في زوجها أو من يعز عليها أو في نفسها وتشتهر في مالها ويذهب الحياء عنها ولا خير في رؤية ذلك للنسوة جملة كافة سواء كانت صبية أو عجوزا.
فصل في رؤيا أصناف الفراء
أما السمور فإنه مال ورزق من جهة الأكابر لأنه من ملبوسهم، وأما هو في الحيوان فيأتي في فصله، وأما الوشق فإنه مال من جهة رجل ظالم غاشم، وربما كان يكره لبياضه وضخامته.
وأما العرص أو المصيص فإنه يؤول بمنفعة من جهة إمرأة غنية ويكون فيه نتيجة.
وأما الكباشية فهو نظيره الا أنه من إمرأة غير غنية، وربما كان من جهة حل.
وأما فرو الثعلب فإنه يؤول بتزويج إمرأة فاسقة خداعة إذا لبسه، وإذا لم يلبسه فهو مال من قبل إمرأة تنسب لذلك.
وأما فرو الفنك فإنه حصول مال من جهة امرأة محتشمة، وإن كان عزبا ورأى أنه لبس ذلك فإنه يتزوج بمثلها.
وأما فرو الحوصل فإنه يؤول بحصول مال من جهة أقوام أصيلين، وربما كانوا نسوة ولا بأس برؤيا ذلك في الصيف والشتاء لكونه يحصل من حواصل الطيور المائية، ولا خير في رؤيا فرو القطاط ونحوها من الحيوان خارجا عما ذكرناه.
ومن رأى أن فروته احترقت أو تمزقت فإنه يؤول بهم وغم ونقصان مال.
وقال أبو سعيد الواعظ الفرو ظهور قوة وفرو السباع والسمور والثعالب ليس بمحمود لكونها منسوبة إلى الظلمة، وربما دلت على السؤدد وعلى كل حال هي مال سواء حمدت أو لم تحمد ولبس الفرو مقلوبا اظهار مال مشهور.
وقيل من رأى أنه يلبس الفرو مطلقا في أيام الشتاء فإنه يؤول بالخير والمنفعة وفي أيام الصيف نظيره ولكن غم وتعب.
ومن رأى أنه نزع فروة في أيام الشتاء فلا خير فيه، ونزعها في أيام الصيف عند غالبهم ليس فيه مضرة للرائي.
فصل في رؤيا ما يلبس في الأرجل من أنواع متفرقة.
أما الخف فقال دانيال رؤيا الخف في أيام الشتاء خير وبركة وفي الصيف غم وحزن وللمعبرين في تأويل الخف خلاف.
وقال ابن سيرين من رأى أن في رجليه خفا وهو لابس سلاحا فإن عدوه يتنكر منه، وإن لم يكن معه سلاح فإنه يصيبه غم وحزن خصوصا ان كان الخف ضيقا، وإن كان الخف من أدم فإنه يخطب امرأة ويحصل لها منه بقدر ما يراه من حسن ذلك الخف.
ومن رأى أنه يلبس خفا مقلوبا فإنه يدل على زوال الهم والحزن.
وقال الكرماني من رأى أنه يلبس خفا وكان ممن يلبس ذلك في اليقظة فإنه هم وخوف يصيبه أو كيد أو سجن أو موت لعامين، وقيل ذلك لمن ليس له عادة بلبسه، وأما المعتاد لذلك فإنه نجاة من خوف له وأمن لقوله تعالى ( وآمنهم من خوف ) فاستدلوا بذلك من الفظ لا من سبب نزول الآية، وربما كان وقاية من المكاره، وربما كان سفرا في البحر.
ومن رأى أن عليه خفين متخرقين قد ظهرت منهما رجلاه فإنه يصيب فرجا ومالا وغبطة.
ومن رأى أن أحد خفيه انتزع أو تخرق أو غلب عليه فإنه يذهب نصف ماله، وإن ذهبت خفاه معا ذهب ماله كله.
وقيل من رأى أنه يلبس خفين فإنه يتزوج امرأتين.
ومن رأى أنه ابتاع خفافا كثيرة من جلد الغم أو وهبت له او حازها على أي وجه كان فإنه يدل على حصول مال ونعمة بمقدار ذلك، ولبس الخف الساذج إذا كان جديدا حسنا فإنه يؤول بتزويج بكر.
ومن رأى أن خفيه تمزقا حتى لم يبق مما يلبسه تحت قدمه شيء فإنه يدل على موت زوجته، وقال آخرون لا يضر ذلك لما يحصل للأرجل من الفرج.
ومن رأى أنه قلع خفه على العادة فإنه يؤول بالسرور وحصول المراد، وإن كان في سجن فإنه يخرج منه وخرق الخف موت امرأة، وقيل ذهاب الأخفاف إذا لم توجد فإنها تؤول بالخلاص من الهم والضيق.
ومن رأى أنه يدخل قالبا في خف فإنه ينكح امرأة.
وقال جابر المغربي من رأى أن أخفافه وقعت في بئر أو نحوه فإنه يطلق امرأته، وإن باع خفه لغريب أجنبي فإنه يدل على موته زوجته، وإن سرق خف زوجها فإنه يدل على وقوعه في البلاء.
ومن رأى أن السباع والذئاب وثبت على خفه ومزقته فإنه يدل على أن الشبان يقصدون امرأته.
وقال جعفر الصادق رؤيا الخف إذ كان لينا والرجل تكون فيه مستريحة تؤول على سبعة أوجه امرأة وجارية وخادم وقوة وعيش وظفر ومنفعة.
وقال أبو سعيد الواعظ أما لبس الخفين فهو سفر في متجر، وضيقهما يدل على ضيق ودين، وإحكامهما وضيقهما يدل على بعد الفرج، فأما ما دل على الهم فما كان أحكم فهو أبعد عن الفرج ولكن يرتجى قربه لأن الأمر إذا ضاق كان عقباه الفرج، والجديد من الأخفاف وقاية في المال، وإذا كان لبس الخف كمال الملبوس لذوي المناصب فإنه تمام في الجاه وسعة في العيش.
ومن رأى أن تحت قدميه تخرق من خفه فإنه يدل على التزويج بثيب.
ومن رأى أنه لبس خفا منعلا فإنه يصيبه هم من قبل امرأته، وربما كان خصومة بينهما.
ومن رأى أن في أسفل خفيه رقعة فإنه يتزوج امرأة ومعها ابنة.
ومن رأى أنه يلبس خفا أحمر فإن كان نوى السفر فيتعين عليه التأخير مدة يسيرة لأن ذلك ليس بمحمود للمسافر.
وقال خالد الأصفهاني من رأى أنه يدخل قالبا في خف فإنه ينكح امرأة، وإن عرف لون الخف فتعبير المرأة بلونها، ومن رأى أن خفيه سرقا أصابه هم لأنهما من الزينة والوقاية.
ومن رأى أنه أصاب خفا ولم يلبسه فإنه يصيب مالا من أعجمي والحكماء والصير ما من هذا المعنى غير أنها محمودة لأهل الأسفار وسكان البادية لا الحضر، واللفافة تقدم تعبيرها.
وقال بعض المعبرين رؤيا الخف الأبيض أنسب من الأصفر.
وأما النعال فهي عديدة وتعبيرها على أوجه قال الكرماني أما النعل التي هي للسفر فلبسها سفر والتي للحضر امرأة.
ومن رأى أنه لبس خفين محدوتين فمشى بهما في طريق قاصدا فإنه يسافر، وإن انقطع شيء منهما أو ضعف فإنه يقيم في سفره بطيب نفس منه.
ومن رأى أنه لبس نعلين وليس يمشي بهما فإنه يطأ امرأة أو جارية، وإن كان النعلان جديدين فيؤولان ببكر.
ومن رأى أنه أعطى نعلا فأحرزها في ثوب أو وعاء فإنه يحرز امرأة أو جارية، وإن كانت مقطعة فإنها ثيب.
ومن رأى أنه يمشي في نعل فاختلعت احداهما عن رجله ومشى بنعل واحد فإن ذلك فراق أخ أو أخت أو شريك على ظهر بسفر أو يموت أو يطلق زوجته أو يبيع خادمه أو يموت أحدهم، وربما دل على قرب أجله بعد انقضاء عام واحد.
ومن رأى أنه ضاع أو وقع في بئر أو غلب عليه فإن امرأة من أهله يقع بينه وبينها هجران ثم يعودان إلى حالهما الأول.
ومن رأى أن نعله سرق أو لبسه غيره فإنه يؤول بأن أحداً يغتال امرأته.
ومن رأى أن أحداً سل نعله ثم فقده ووجده بعده وشق ذلك عليه فإنه يلتمس مالا بمشقة ثم يناله.
ومن رأى أن نعله انتزع منه انتزاعا أو احترق أو انقطع فإنه يقيم عن سفره على كره، والمراد بالنعلين ما يلبس في الرجل من الزراميز والزرابيل والتواسيم ونحو ذلك، وقيل الزرموزة السوداء تؤول بامرأة محتشمة من الأغنياء.
ومن رأى زرموزة بيضاء فإنها تدل على امرأة جميلة، والحمراء امرأة معاشرة، والخضراء امرأة ستيرة، وأما المنقوشة فإنها تؤول بامرأة فيها من أنواع ما ذكر، وقيل إذا كانت الزرموزة من جلد البقر فإنها امرأة أعجمية، وإن كانت من جلد الغنم أو المعز فإنها امرأة عربية خصوصا ان كان نعلها من جلد الجمال.
ومن رأى أن زرموزته وقعت في مكان لا يستطيع الوصول إليها وهو يمشي حافيا فإنه يدل على حصول الغم والهم وقلة الحرمة، وربما دلت على موت امرأته، وإذا كان في الرؤية ما يدل على الخير فلا يضره الحفاء.
ومن رأى أنه وهبها لأحد فإنه يطلق امرأته ويتزوجها غيره، وربما يهب خادمه لأحد.
ومن رأى أن أحداً جذب زرموزته من يده حتى تقطعت وحصل له منها مضرة فإنه يؤول بموت امرأته.
ومن رأى أنه لبس فردة منها وهو يمشي بها فإنه يدل على عدم تمام سفره، وقيل رؤية الزرزة العتيقة خير من جدتها.
وقال ابو سعيد الواعظ من رأى أنه لبس نعلين فإنه يسافر في البر.
ومن رأى أنه يمشي بهما في مجلسه فإنه يطأ امرأة والنعل المشعر غير المحذو امرأة تنسب لذلك النوع والنعل المقطوع العقب امرأة عقيم، وقيل يتزوج امرأة بغير عقد صحيح، وربما كانت بغير ولي.
ومن رأى أن نعله مطبقه فانفرد الطبق ولم يسقط فإن امرأته تلد بنتا، وإن تعلق الطبق بالطبق فإن حياة البنت تطول مع أمها، وإن سقطت فإنها تموت.
ومن رأى أنه رقع نعله فإنه يظن بامرأته خللا ويحسن عشرتها، وإن رقعها غيره دل على أنه يفسد امرأته.
ومن رأى أنه دفع نعله للحذاء ليصلحها فإنه يعين امرأته على ارتكاب المعاصي، والنعل من الفضة يؤول بامرأة جديدة حسنة، ومن الرصاص امرأة ضعيفة، ومن النار إمرأة سليطة، ومن جلد الخيل إمرأة من العرب، ومن جلد السبع إمرأة من السلاطين الظلمة، وقيل خلع النعل أمن ونيل ولاية لقوله تعالى ( اخلع نعليك )، وقيل المشي في النعل المشعر سفر في طاعة الله تعالى.
ومن رأى شيئا مكتوبا على نعل فإنه يدل على أن امرأته تخلط في أمورها.
ومن رأى أن له نعلا مضفورا من قطن فإنه يؤول بإمرأة قارئة دينة مشهورة بالخير.
وقيل إن رجلاًأتى ابن سيرين: فقال رأيت كأني أمشي بنعلين فانقطع شسع أحدهما فتركتها ومضيت على حالتي فقال ألك أخ غائب قال نعم قال أخرجتما إلى أرض فتركته هناك ورجعت قال نعم فاسترجع ابن سيرين، وقال ما أرى أخاك الا وقد فارق الدنيا فورد نعيه عن قريب.
وقال جعفر الصادق ما لبس في الرجل من زرموزة أو سباط أو زيون أو حدوة أو تاسومة أو ما أشبه ذلك يؤول على سبعة أوجه إمرأة وخادم وجارية وقوة ومنفعة ومال وسفر.
وقال بعض المعبرين من رأى أنه يمشي في نعل أصفر فإنه يؤول بالبركة والسرور لما ورد في الحديث وهو صحيح: من انتعل في نعل أصفر لم يزل في بركة وسرور. وله دليل أيضاً قوله تعالى ( صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ).
وأما القبقاب وهو القفو ففيه أوجه فمن رأى أنه يلبس قبقابا جديدا فإنه يشتري غلاما.
ومن رأى أنه نزع قبقابه فإنه يقع بينه وبين من يستخدمه شر وهجران.
ومن رأى أن قباقابه احترق فإنه يؤول بموت غلامه أو بموت من يستخدمه.
ومن رأى أن حادثا حدث في قبقابه فإنه يؤول فيما ذكر.
ومن رأى أنه يمشي في قبقاب جديد وهو متمكن فيه فإن أموره تستقيم مع خدمه.
ومن رأى أنه نزع قبقابه ولم ير فيه تأثيرا أو رأى أنه يفعل شيئا حسنا حال نزعه فلا يضره ذلك.
وقال ابو سعيد الواعظ رؤيا القبقاب تؤول بامرأة منافقة فإن رأى قبقابا فإنه يؤول فيما ذكر فإن لبسه ملك امرأة مثل ذلك فإن لم يلبسه فلا يضره ذلك، وأما التواسيم وهي لبس أهل الحجاز وتفترق أنواعها منها ما هو بشراك ومنها ما هو بلا وجه، فمن رأى أن شراك تاسومته انقطع فإنه يتعوق عن سفر.
وقال الكرماني من رأى أن في رجله تاسومة سوداء فإنه يسافر في صلاح دينه، وإن كانت حمراء فيكون سفره بسبب الفرح والعشرة، وإن كانت صفراء فيحصل في سفره مشقة ومرض، وإن كانت خضراء فسفره يكون لمصلحة الآخرة، وإن كانت ملونة فيدل على النعمة والمال في سفره.
ومن رأى أنه تعوق عن السفر لعدم التاسومة فإنه يرزق جارية.
وقال جابر المغربي التاسومة تؤول بالمرأة فما رؤي فيها من زين أو شين يؤول فيها.
ومن رأى أنه وضع تاسومته على مكان مرتفع فإنه يدل على مجامعته امرأته.
ومن رأى أن أحداً أخذ تاسومته وخبأها في موضع فإنه يدل على فساد مع امرأته وحكمها في الحرق والقطع كما تقدم في النعال.
وأما الهوازن فمن رآها موضوعة قدامه فإنه حصول مال، وإن لبسها يؤول بالسفر.
ومن رأى أنه لف هوازن على رجليه وعزم على السفر وهو في جده من غير رفيق ولا زاد فإنه يدل على انقضاء أجله والله أعلم.
فصل في رؤيا السرادقات والستور
أما السرادقات فهي على أوجه عديدة.
فمن رأى أن سرادقا مضروبا فإنه يصيب سلطان.
وإن رأى ذلك سلطان فإنه صلاح له ي ملكه.
ومن رأى أن سرادقه طوى فإن سلطانه ينفذ عنه أو عمره ينفذ.
ومن رأى أن سرادقه نشر ليضرب له فإنه يؤول بحصول سلطان فيه تأخر.
وقال أبو سعيد الوعظ السرادق في التأويل سلطان، فإذا رأى الرجل كأن سرادقا ضرب فوقه فإنه يظفر بخصم ذي سلطان.
وقال جعفر الصادق السرادق يؤول على خمسة أوجه سلطنة ورياسة وولاية ووزارة ورئاسة جيش.
ومن رأى أن سرادق الملك وقع فإنه زوال ملكه واحتراقه يدل على موته، وأما حمله في الهواء فهو عز ونعمة لملك غيره في ذلك المكان الذي هو فيه.
ومن رأى أن ملكا أخرج من سرادقه غصبا فإنه يدل على زوال ملكه ومملكته.
وأما الخيمة، فمن رأى أنه ينصب خيمة أو تنصب له وقعد فيها فإن كان من ذوي الشوكة فإنه ينال ولاية ومالا، وإن كان تاجرا فإنه يحصل له من سفره مال وجاه، وإن كان من غير ما ذكر فإنه يؤول بالحزن والغم، وإن كانت عنيفة مقطعة فحصول مضرة وخسران، وإن عرف مالكها فإنه يؤول له.
وقال أبو سعيد الواعظ الخيمة للسلطان زيادة ولاية وللتاجر سفر، وربما دلت على اصابة جارية حسناء عذراء لقوله تعالى ( حور مقصرات في الخيام ).
ومن رأى خيمة فيها نار وهي محتاطة بها ولم يصيبها منها سوء فإنه يؤول برجل مذنب يتوب عن ذنبه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وقيل رؤيا الفسطاط تدل على زيارة قبور الشهداء والدعاء لهم، وربما خرج من الدنيا شهيدا، وربما رزق زيارة البيت المقدس.
ومن رأى فسطاطا مضروبا في مفازة من الأرض أو في بقيع أو في روضة فإنه يؤول بقبر شهيد يظهر هناك.
وأما الصيوان فإنه ملك دون سلطان. وقال جابر المغربي إذا كان الصيوان من قطن أو صوف أو كان لونه أبيض أو أخضر فإنه يدل على خدمة ملك صالح، ومن رأى ذلك فتعبيره ضده.
وأما الستور فإنها تؤول بملك مشهور عالي الهمة صالح في الدين ينفذ السلطان وجميع العساكر ما أمر به ويكون من هذا النوع في حق الأمراء والنواب، فمن رأى أنه ضرب له ستر فإنه ينال رفعة وعزا، وإن كان من الأمراء نال مرتبة عالية لأن الستور لا تضرب إلا للسلاطين والنواب والأمراء المقدمين على الألوف خاصة، وأما دون ذلك فلا يضرب لهم ستر، وقيل رؤيا الستر في القفر تؤول بالسفر للرائي إذا لم يعرف صاحبه فإن كان عرفه كان عائدا عليه، وأما الاشارات وهي التي تعلق بها القناديل لتعرف وطاق كل اضربها على عدد القناديل فإنها تؤول بالعز والجاه وعلو المرتبة.
فمن رأى أن له اشارة تضيء فإنه جيد إلى الغاية ولا خير في طفئها.
ومن رأى أن شارة أحد معروف حدث فيها حادث فإنه يؤول في عزه.
ومن رأى أن له اشارة معروفة وقد زادت فإنه خير ونعمة ونقصها مذموم وكذلك النقص في حبالها وآلاتها وتعلقاتها.
ومن رأى شارة مضروبة في مكان وهي منسوبة له فإن كان أهلا للولاية فإنه يتولى ذلك فإن لم يكن أهلا لذلك فهو شهرة حسنة.
وأما سلائب الخادم فإنها تؤول بالخدام والنسوة والنوافع.
فمن رأى أنه حدث في ذلك ما يزين أو يشين فهو يؤول فيهن.
ومن رأى أنه حمل شيئا من هذا النوع على جمال فإنه ينوي السفر والله أعلم.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات
تأليف خليل بن شاهين الظاهري
منتدى قوت القلوب . البوابة