بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم حكايات توتة الملتوتة حدوتة مملكة البحر ● [ مهران فى مملكة البحر ] ●
بعد حمد الله . والصلاة والسلام على رسول الله . نكمل حدوتة مملكة البحر، فنقول: إنه بعد أن ابحر مهران تصحبه أمه ليلة محاق القمر عند منتصف الليل وهو الموعد الذى كان قد حدده له أبوه . وبينما هو فى منتصف البحيرة ، ظهر البريق المعتاد ، فعلم أنه أبوه ، وبالفعل ظهر ابوه راكبا على ظهر سمكة ضخمة من أسماك المحراث ، وبعد ان أخبره مهران بما حدث من تلف الثمار طلب منه التوجه الى الجزيرة بالركوب على سمكة المحراث هو وأمه ، وأخبره بما يفعل عند دخول المغارة ثم إنصرف كل منهما الى وجهته ، فغاص نعمان فى الماء وأبحرت سمكة المحراث حاملة على ظهرها مهران وأمه الممسكة به ، ثم ألقت بهما على الشاطىء وغادرت ، ليجدوا التمساح فى إنتظارهما . ففزع مهران عند مشاهدته للتمساح ونظر حوله فلم يجد له ما يحميه من فتك التمساح به او بأمه ، فجزب مهران امه وإنطلق يجرى ولكن التمساح رقد على رمال الشاطىء يستمتع بالحمام الرملى تحت هذه الشمس المعتدلة ، وهو ينظر اليهما نظرة إطمئنان . مما أذهب رعب مهران وشجعه على مواصلة السير تصحبه أمه الى حيث المغارة ، وما إن دخل الى المغارة حتى بحث عن العلامات الموجودة على الأشجار ليسترشد بها للوصول الى شجرة شقائق النعمان حتى لا يتوه مرة اخرى داخل المغارة خاصة وإن أمه معه. قضى مهران ثلاثة ايام داخل المغارة يتغذى هو وأمه على ثمار أشجارها ويشرب من ماء ينابيعها ، حتى وصل الى شجرة شقائق النعمان ، فقطف من ثمارها ، ونام تحت أغصانها وأمه الى جواره حتى اشرقت شمس الصباح وإنتشر شعاعها النافذ من فتحات سقف المغارة فإستيقظ مهران وأيقظ امه ، ثم أكمل طريقه بسلام للخروج من المغارة ، ولم يمضى وقت طويل حتى وجد مهران نفسه عند باب المغارة فتتعجب من سرعة خروجه من المغارة ، ثم جلس والى جواره امه خارج المغارة وأخذا يأكلان من ثمار الشجرة ، حتى التهما جميع الثمار ، فشعرا بالسخونة والقشعريرة تعم جسم كل منهما ، فتوجه مهران على الفور الى كهفه القديم حيث إستلقى هو وامه على الأغصان وراحا فى نوم عميق، قضى مهران يومه وليلته نائما داخل الكهف ، وفى الصباح توجه الى الشاطىء تصحبه امه ، فلم يجد التمساح ، فجلس على الشاطىء تحيط به البطاريق يداعبها وتداعبه ، وأمه جالسة مبتسمة ومتعجبة ، لم يمضى وقت طويل حتى حضر الحوت الأزرق يشق ماء المحيط ، وما ان إقترب من الشاطىء ، حتى قفز مهران وأمه الى الماء ، يسبحان كما تسبح الأسماك ، حتى وصلا الى فم الحوت فدخلا فيه ، وعلى الفور غاص بهما الحوت الى الأعماق ، متجها الى مملكة البحر. لم يشعر مهران او أمه بالوقت ، حيث غاب الوقت بالنسبة لهما وسط هذا الظلام الدامس داخل فم الحوت ، وما إن وصل الحوت الى المملكة حتى فتح فمه ليخرج مهران وامه مسرعين الى نعمان الواقف منتظرآ لهما متلهفآ للقائهما ، وبعد ان تم اللقاء ، توجه الجميع الى القصر للقاء الملك المتلهف للقاء مهران للتأكد من أنه الفتى المطلوب ، وليرى العلامة المميزة لكونه الشخص المطلوب. ووصل مهران الى القصر وسط الحفاوة والترحاب من الجميع ، وإستقبله الملك إستقبال الملوك والأمراء ، وما أن وصل مهران حتى تلقاه الحلاق فحلق رأسه بسرعة امام الملك ، الذى تهلل وجهه عند ظهور علامة نجم البحر وسط رأس مهران ، فهتف من سعادته " عاش الأمير ، زوج إبنتى وولى عهدى " ، كل ذلك ومهران فى زهول مما يحدث له ، وأمه وأبوه لا تسعهما الفرحة. أخذ الملك بيد مهران وأتجه به الى قاعة البلورة لا يتبعه إلا الوزير فقط ، وطلب من الوزير إحضار نجم البحر الذى تم احتباس مرجان فيه ليوضع على رأس مهران فيخرج مرجان منه ، ولكن الوزير عاد مزعورآ ، فقد إختفى نجم البحر الذى تم احتباس مرجان فيه.
● [ وإلى لقاء إن شاء الله لنستكمل الحدوتة ] ●
حدوتة مملكة البحر تأليف: فتحى السيد عبد الحميد الوكيل ( ابو إسلام ) منتدى توتة وحدوتة - البوابة