بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم حكايات توتة الملتوتة حدوتة مملكة البحر ● [ الإستعداد لإقامة دائمة ] ●
بعد حمد الله . والصلاة والسلام على رسول الله . نكمل حدوتة مملكة البحر، فنقول: إنه بعد وصول مهران الى الجزيرة ، وإنتظاره لقاء والده دون جدوى ، قرر ان يعيش حياته كما هى ، وان يسعى لتوفير سبل الإقامة الدائمة له ، الى أن يجد ابيه أو يجعل الله له مخرجآ من هذا الحال. فما إن أصبح حتى أجمع أمره على أن يبحث أولآ عن مكان مناسب يتوفر فيه الأمان ، للإقامة الدائمة بدلأ من هذه الفلوكة ، خاصة وان الشتاء على الأبواب ، ثم عليه توفير مصدر دائم للنيران للتدفئة ، وليشوى بها ما يصطاده من الأسماك و الأرانب المنتشرة فى الغابة ، فإن جوز الهند الذى القت به القرود اليه لايكفى وحده كطعام لإقامة دائمة قد تطول. إستعان بالله وبدأ فى تنفيذ ما هداه تفكيره اليه ، فأخرج بلطة ابيه والسكين من صندوق الفلوكة وإتجه الى الغابة للبحث عن مكان المبيت وإحضار بعض الحطب ، وبحمد الله عثر على كهف آمن ومناسب لإقامته ، فأخذ يقطع من هذه الفروع المتدلية من الأشجار كألخيوط ، والتى تستخدمها القرود فى الإنتقال من شجرة الى أخرى ، ثم فرشها داخل حيز من الكهف فى عدة طبقات حتى اصبح لديه فراش مريح ومرتفع عن الأرض شىء ما ، ثم ذهب الى الفلوكة فأحضر الوسادة والغطاء ، وبذلك اعد المبيت ، وبقى ان يؤمنه من الزواحف ، فإن الغابة ليس بها حيوانات مفترسة ، ولكن الزواحف من أفاعى وغيرها منتشرة فيها خاصة فى المساء. قام بجمع كمية من الحطب ، وضع معظمها داخل الكهف وترك جزء منها عند مدخل الكهف وأخذ الباقى وإتجه به قريبآ من الفلوكة حيث الشاطىء والشمس المشرقة ، وعلى الفور فصل كمية من الحطب الرفيع عن الباقى ، وأخذ يفتتها بالسكين وبالدق عليها حتى حولها بعون الله وفضله الى مايشبه القش ، ثم بدأ يمارس هوايته القديمة ، فأخرج عدسته ووجهها الى الشمس وسلطها على القش فلم تمضى إلا دقائق قليلة حتى إشتعلت النار وتوهج القش ، فعمه السرور وحمد الله على نعمته ، ثم بدأ يقرب الحطب بحرص الى القش المتوهج ، حتى اصبح لديه نار متوهجة ، أخذ جزوة منها واتجه بها بحرص الى حيث الحطب الموجود عند مدخل الكهف ، فألقاها عليه فإشتعلت بها نارآ اخذت تتوهج شىء فشىء ، وبذلك ضمن بحول الله مصدر دائم للنار بعيدآ عن أمطار الشتاء القادمة ، إضافة الى إبعاد الزواحف عن الكهف. زود النار بكمية كافية من الحطب ، ثم إتجه الى الشاطىء حيث الفلوكة والنار القديمة ، فأخرج شبكة الصيد من صندوق الفلوكة ، ثم نشرها فى البحر فخرج له من رزق الله الكثير ، حمد الله ثم أخذ يشوى السمك ، ويأكل منه وقد إستهواه طعمه اللذيذ وكأنه لم يأكل سمك مشوى من قبل ، والبطاريق قد أقبلت وأحاطت به فأخذ يلقى لها بما زاد عن حاجته من أسماك الصيد ، وهو بضحك وبقول لها " ليكون بيننا عيش و ملح " وهى ترفرف بأجنحتها القصيرة فقد تعودت على مهران وتعود عليها.
● [ وإلى لقاء إن شاء الله لنستكمل الحدوتة ] ●
حدوتة مملكة البحر تأليف: فتحى السيد عبد الحميد الوكيل ( ابو إسلام ) منتدى توتة وحدوتة - البوابة