بّسم الله الرّحمن الرّحيم مكتبة الثقافة الأدبية أخبار الحمقى والمغفلين
● [ الباب الرابع والعشرون ] ● في ذكر المغفلين على الاطلاق
عن ابي العيناء قال قال لي الجاحظ كان لنا جار مغفل جدا وكان طويل اللحية فقالت له امرأته من حمقك طالت لحيتك فقال من عير عير قال وقد رأى على بابه قذرا فقال هذا الذي قذر خلفنا ان كان صادقا فليقتذر في وجوهنا حتى نعلم وولد له ولد فقيل له ما تسميه فقال عمر بن عبد العزيز وهنؤوه به فقال إنما هو من الله ومنكم وعن أحمد بن عمر البرمكي قال قال أبو المنذر مرت بي آية وهي قوله تعالى لاأملك إلا نفسي وأخي فلم يرض موسى ان ادعى ملك نفسه حتى ادعي ملك أخيه رحم الله موسى مان كان إلا قدريا صرفا أسأل الله ان لا يؤاخذه عن اسماعيل بن زياد قال نشزت على الأعمش امرأته وكان يأتيه رجل يقال له أبو البلاد فصيح يتكلم بالعربية يطلب منه الحديث فقال له يا أبا البلاد ان امرأتي قد نشزت علي وغمتني فادخل عليها وأخبرها بمكاني من الناس وموضعي عندهم فدخل عليها فقال ان الله قد أحسن قسمك هذا شيخنا وسيدنا وعنه نأخذ ديننا وحلالنا وحرامنا لا يغرك عموشة عينيه ولا خموشة ساقيه فغضب الأعمش وقال أعمى الله قلبك قد أخبرتها بعيوبى كلها أخرج من بيتي فأخرجه عن محمد بن سلام قال قال الشعبي كان شاب يجلس إلى الأحنف فأعجبه ما رأى من صمته إلى أن قال له ذات يوم أود أن تكون على شرف هذا المسجد وان لك مائة ألف درهم فقال له يا ابن أخي والله ان مائة الألف لمحروص عليها ولكني قد كبرت وما أقدر على القيام على هذه الشرفة وقام الفتى فلما ولى قال الأحنف وكأين ترى من صامت لك معجب زيادته أو نقصه في التكلم لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم عن نافع قال كان ابن عمر يمازح جارة له فيقول خلقني خالق الكرام وخلقك خالق اللئام فتغضب وتصيح وتبكي ويضحك ابن عمر عن محمد بن الحسن بن زياد عن بعض ولد أبي الشوارب وكان أحمق ان أباه أمره بتقيير حب فقيره من خارج فقال له أبوه ما هذا الفعل قال إذا شئت أن تقلبه فاقلبه وحكى أن هذا المذكور قد احتلم ليلة في وقت بارد وكره أن ينغمس في الماء البارد وطلب شيئا يسخن فيه الماء فلم يجده فنزع ثوبه وعبر النهر سباحة حتى استعار شيئا يسخن فيه الماء ورجع سباحة ثم سخن فيه واغتسل عن أبي العيناء أنه قال رأيت يوما في الوراقين مناديا مغفلا في يده مصحف مخلق الاداة فقلت له ناد عليه بالبراءة من العيب وأنا أعني به الاداءة فأقبل ينادي بالبراءة مما فيه فأوقعوا به عن البحتري قال قال لي السراج منذ أربعين سنة لم أوتر خلافا لمن يوجبها قلت أنظر إلى تغفيل هذا الرجل كيف ترك واجبا عند قوم وسنه عنه الاكثرين وما يضر من أوجبها من تركه إياها عن معمر أنه قال دخلت مسجد حمص فإذا أنا بقوم لهم رواد فظننت فيهم الخير فجلست اليهم فاذا هم ينتقصون علي بن أبي طالب ويقعون فيه فقمت من عندهم فاذا شيخ يصلي ظننت فيه الخير فجلست اليه فلما أحس بي وسلم قلت يا عبد الله ما ترى هؤلاء القوم ينتقصون عليا ويشتموه وجعلت أحدثه بمناقبه وأنه زوج بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو الحسنين وابن عم الرسول فقال يا عبد الله ما لقي الناس من الناس ولو أن أحدا نجا من الناس لنجا منهم أبو محمد رحمه الله هو ذا يشتم وحده قلت ومن أبو محمد قال الحجاج ابن يوسف وجعل يبكي فقمت عنه وقلت لا يحل لي أن أبيت في هذه البلدة فخرجت من يومي قال وفي هذا المعنى قال ابن الماجشون كان لي صديق مدني فقدته مدة ثم رأيته فسألته عن حاله فقال كنت بالكوفة فقلت كيف أقمت بها وهم يسبون أبا بكر وعمر فقال يا أخي قد رأيت منهم أعجب من ذا قلت وما هو قال يفضلون الكباشي على معبد في الغناء فسمع المهدي بذلك فضحك حتى استلقى وعن علي بن مهدي قال مر طبيب بأبي واسع فشكا اليه ريحا في بطنه فقال له خذ الصعتر فقال يا غلام دواة وقرطاس وقال قلت ماذا أصلحك الله قلت كف صعتر ومكوك شعير فقال لم لم تذكر الشعير أولا قال ما علمت أنك حمار إلا الساعة وعن ابن خلف قال كان رجل يعرف بالمسكي يدعي البصر بالبراذين فنظر يوما إلى برذون واقف قد بلغ رأس اللجام فقال العجب كيف لا يزرعه القيء أنا لو أدخلت أصبعي في حلقي لما بقي في جوفي شىء قال قلت الآن علمت أنك بصير بالبراذين قال وسأل أبو نواس أحد الوراقين الذين كانوا يكتبون في حانوت أبي داود أي أسن أنت أم أخوك قال إذا جاء رمضان استوينا قال وسرقت منه دراهم فقيل له نرجو أن تكون في ميزانك فقال من الميزان سرقت وقيل لسورة الواسطى وأراد سفرا احسن الله صحابتك قال ما احتاج الموضع اقرب من ذلك عن ابي حصين قال عاد رجل عليلا فعزاهم فيه فقالوا له انه لم يمت فقال يموت إن شاء الله وعن ابي عاصم قال قال رجل لابي حنيفة متى يحرم الطعام على الصائم قال اذا طلع الفجر قال وإذا طلع الفجر نصف الليل قال قم يا أعرج عن أبي بكر بن مروان قال كان يجلس الى ابي حنيفة رجل يطيل الصمت فأعجب ذلك ابو حنيفة وأراد ان يبسطه فقال له يا فتى مالك لا تخوض فيما نخوض فيه فقال الفتى يحرم على الصائم الطعام فقال ابو حنيفة أنت رجل أعرف بنفسك وعن طاهر الزهري قال كان رجل يجلس الى أبي يوسف فيطيل الصمت فقال له ابو يوسف الا تتكلم قال بلى متى يفطر الصائم قال إذا غابت الشمس قال لم تغب الى نصف الليل فضحك ابو يوسف وقال أصبت في صمتك وأخطأت انا في استدعائي لنطقك ثم قال عجبت لازراء العيي بنفسه وصمعت الذي كان بالصمت أعلما وفي الصمت ستر للعيي وإنما صحيفة لب المرء ان يتكلما عن ابي الحسن المدني قال سرق لأبي الجهم بن عطية حمار فقال لا والله يا رب ما أخذ حماري غيرك وانت تعرف موضعه فاردده علي عن مسعود قال وجه عمرو بن سلمة ابن قتيبة أخاه ليشتري لأمه كفنا فقال للبائع لا تنتخبه فانها رحمها الله كانت رديئة اللبس قال الدارقطني عن ابي الحسين بن عبد الرحيم الخياط قال كنت جالسا عند أحمد بن الحسين فجاءته امرأة برقعة فيها مسألة فقال لي اقرأها علي يا أبا الحسين فقرأتها فاذا فيها رجل قال لامرأته أنت طالق إن ثم وقف عند إن فقال لها فما حال وقف إن قالت لست أعرف عند إن فقال لي أعد القراءة فاعدت عليه كما قرأت أول مرة فقال لها فثم وقف عند إن هذا ولم يتم قالت لا والله ما أعرف وقف عند إن قال وكان في المسجد جماعة فقال لهم أنظروا فقرؤا كلهم كما قرات ثم تنبه بعضهم لذلك فقال إنما هو رجل قال لامرأته أنت طالق ان ثم وقف عند إن وعن المرزبان قال قال ابو عثمان البصري كان أخوة ثلاثة أبو قطيفة والطبلي وابو كلير وهم ولد غيات بن أسيد فأما احدهم فكان يحج عن حمزة بن عبد المطلب ويقول استشهد قبل ان يحج والآخر يضحي عن ابي بكر وعمر يقول غلطا في ترك الاضحية والآخر يفطر عن عائشة أيام التشريق ويقول غلطت في صوم أيام العيد فمن صام عن أبيه فأنا أفطر عن امي عائشة قال ابو عثمان وذكر لأبي شعيب البلال عبد الله بن حازم وحميد الطوسي ويحيى الحرمي وما كانوا فيه من كثرة القتل والضرب والعذاب فقال ويحهم كيف يجسرون على ذاك الأسد يعني الله تعالى عما قال قال ابو عثمان وسمع بعض الحمقى مؤذنا يؤذن يقول أشهد ان لا إله إلا الله فقال الأحمق أشهدها مع كل شاهد وأحجدها مع كل جاحد وعن علي بن المحسن التنوخي عن أبيه قال تقدم إلى في سنة ثمان وخمسين وثلثمائة وانا أتقلد القضاء بالاهواز في مجلس حكم رجلان ادعى أحدهما على الآخر دعوى فسألته عنها فأنكرها فطالبت المدعي ببينة فعدمها وطلب استحلاف الخصم فقلت له اتحلف فقال ليس له على شيء كيف حلف ولو كان له على شيء لحلفت له وأكرمته وعن ثمامة بن أشرس قال شهدت رجلا وقد خصما له الى بعض الولاة فقال أصلحك الله انا رافضي ناصبي وخصمي جهمي مشبه مجسم قدري يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على علي بن أبي سفيان ويلعن معاوية بن ابي طالب فقال له الوالي ما ادري مم اتعجب من علمك بالانساب ام من معرفتك الألقاب قال أصلحك الله ما خرجت من الكتاب حتى تعلمت هذا كله وعن محمد بن المبرد عن الحسن بن رجاء أن الرشيد لما غضب على ثمامة دفعة إلى سلام الأبرش وأمره أن يضيق عليه وأن يدخله بيتا ويطين عليه ويترك فيه ثقبا ففعل دون ذلك وكان يدس اليه الطعام فجلس سلام عشية وهو يقرأ في المصحب فقرأ ويل يومئذ للمكذبون فقال ثمامة إنما هو المكذبين وجعل يشرح ويقول المكذبون هم الرسل والمكذبين هم الكفار فقال قد قيل لي انك زنديق ولم أقبل ثم ضيق عليه أشد الضيق قال ثم رضي الرشيد عن ثمامة فجالسه فقال أخبروني عن أسوأ الناس حالا فقال كل واحد شيئا قال ثمامة وبلغ القول إلي فقلت يا أمير المؤمنين عاقل يجري عليه حكم جاهل فتبينت الغضب في وجهه فقلت يا أمير المؤمنين ما أحسبني وقعت بحيث أردت قال لا والله فانشرح فحدثته بحديث سلام فضحك حتى استلقى وقال صدقت والله لقد كنت أسوأ الناس حالا عن المرزبان قال أخبرني بعض أصحابنا قال قال رجل لرجل في يوم بارد أصب عليك جرة ماء وأعطيك درهما فتلكأ فقال آخر إفعل ذلك علي والدرهم بيني وبينه وعن ابن المرزبان قال أخبرني بعض الأدباء قال قال رجل من العراق لرجل من الشام في كلام جرى بينهما حلق الله لحيتك قال بمكة إن شاء الله كذلك قال بعض الأدباء قال سئل خطيب أي أفضل معاوية أم عيسى بن مريم فقال لا إله إلا الله أتقيس كاتب الوحي بنبي النصارى. قال تقدم رجل إلى بعض الفقهاء فقال له الرجل إذا خرجت منه الريح تجوز صلاته قال لا قال قد فعلت أنا وجاز وعن ابن المرزبان قال دعا رجل من الأشراف بمكة فقال اللهم ان كنت ما تعرفني فأنا فلان بن فلان وأني مررت بعبدك فلان وهو يقول شيئا فيه فحش فرفسته فانبطح يفحص برجليه ميتا اللهم قد أقررت لك الآن فاغفر لي كما تريد وخرج رجل إلى السوق يشتري حمارا فلقيه صديق له فسأله فقال إلى السوق لأشتري حمارا فقال قل إن شاء الله فقال ليس هاهنا موضع إن شاء الله الدراهم في كمي والحمار في السوق فبينما هو يطلب الحمار سرقت منه الدراهم فرجع خائبا فلقيه صديقه فقال له ما صنعت فقال سرقت الدراهم إن شاء الله فقال له صديقه ليس ها هنا موضع إن شاء الله قال وركب أحمقان في قارب فتحركت الريح فقال أحدهما غرقنا والله وقال الآخر لا إن شاء الله قال لا تستثن حتى تسلم قال وأخبروني بعض أصحابنا قال تزوج رجل امرأة صغيرة فقيل له في ذلك فقال إنما المرأة شر وكلما أقللت من الشر كان خيرا عن أبي علي البصري قال أخبرت أن رجلا ورث مالا جزيلا فعمل فيه ما اشتهى فقال أريد أن تفتحوا علي صناعة لا يعود علي منهما شيء فأتلف بها هذا المال فقال له احد جلسائه اشتر التمر من الموصل واحمله إلى البصرة وقال آخر له اشتر من ابر الخياطة التي ثلاثة بدرهم فاذا جمعت عشرة أرطال أسبكها نقدا تبيعها بدرهمين وقال آخر اشتر ما شئت واخرج إلى الاعراب فبعه منهم وخذ سفاتجهم إلى الاكراد وبع من الاكراد وخذ سفاتجهم إلى الاعراب فكان يفعل ذلك حتى فني ماله عن الحارثي قال قال رجل لامرأته وقد غضب عليها يا هذه أنا الذي إذا رأيت المرأة تأتي بقبيح أهينها وأهين من يهينها قال الحارئي وكان يلزم القاضي أبا الحسن الهاشمي رجل بالبصرة من أهلها يقال له أبو فضالة وكان ربما سأل القاضي عن مولده فيقول ولدت في سنة خمس وسبعين ومائتين فلما أراه يكثر في طول هذه المدة فاذا الكبر يكون عنده بقدم المولد إلى فوق قال كنا نتماشى في ليلة مقمرة فرأى سنورا أبيض أسود الذنب فقال لي يا أحمد ما ترى هذه السبيكة التي في طرفها المصباح ترى ممن سقطت وجاء ليأخذها فوثبت عليه ونهشت يده فأفلتها عن الهذيل انه قال كان عندنا بالمدينة لحام فجاءته عجوز فقالت أعطيني بدرهم لحما وطيبه لي واخبرني باسمك حتى أدعو لك فاعطاها شر لحم وقال اسمي من تمد فلما أفطرت العجوز جعلت تمد اللحم فلا تقدر عليه فجعلت تقول لعن الله من تمد فتلعن نفسها وحكى ان قصابا كان ينادي على اللحم سري تعالوا على اربعة عن محمد الداري قال كان عندنا رجل بدارا وكان فيه غفلة فخرج من دارا ومعه عشرة احمر فركب واحدا وعدها فاذا هي تسعة فنزل وعدها فاذا هي عشرة فلا زال كذلك مرارا فقال انا أمشي واربح حمارا خير من ان اركب ويذهب مني حمار فرأيته يمشي حتى كاد يتلف إلى أن بلغ قريته قال وطلقت امرأة أبي الهذيل فقالوا له امض خلف القابلة فجاءها فقال امض الى بيتنا حتى تقبلي امرأتي واحرصي أن يكون غلاما ولك علي دينار عن أبي العيناء قال كان عندنا بالصبرة رجل يكني ابا حفص ويلقب ببلاغة قال كان يمر بالقوم فيقول انتم لاصبحكم الله الا بالخير ويمر بآخرين ويقول انت لا مساكم الله الا بالكرامة وكان لا يمر آخر كلامه حتى يسبح عن ابي سعيد الحربي قال كان ابراهيم بن الخصيب احمق وكان له حمار وكان بالعشي اذا علق الناس المخالي أخذ مخلاة حماره فقرأ عليها قل هو الله أحد وعلقها عليه فارغة وقال لعن الله من يرى ان مكوك شعير خير من قل هو الله أحد فما زال حتى نفق الحمار فقال والله ما ظننت ان قل هو الله أحد تقتل الحمير هو والله للناس اقتل لا قرأتها ما عشت عن أبي اسحاق الجوني قال كان لنا جار نحاس يقال له عباس قد أتى عليه خمس وثمانون سنة قال فسألته إمرأة عن مسألة فقالت له زوجي طلقني ثلاثا فقال أرضي أبوك وأمك قالت لا قال فأذن يجوز العود حتى يرضى أبوك وأمك قالت قد سألت أبا اسحاق فقال لي قد طلقت فقال وما يدري أبا اسحاق انا أبصر منه واعلم منه وأكبر منه انا القيت على أبا اسحاق مسألة فلم يخرج منها عن المروزي قال اشترى أبو عبدالحميد سمكة فنام الى ان تستوي فجيء بالسمكة فأكلتها امرأته مع نساء ثم مسحت شفتيه وأطراف اصابعه منها أكلتها فدعا بالغداء وقال هاتوا السمكة فقالت له امرأته يا مخبل ألست قد أكلتها ونمت ولم تغسل يديك فشم يده فوجد ريح السمك فغسل يده وقال ما رأيت سمكة امرأ من هذه قد جعت فهيئوا لي الغداء. عن يحيى بن معين قال اشترى غندر سمكا فقال لاهله أصلحوه ونام فأكل عياله السمك ولطخوا يده به فلما انتبه قال قدموا السمك قالوا قد أكلت قال صدقتم ولكني ما شبعت وقيل لغندر إن الناس يعظمون امر السلامة التي فيك فحدثنا منها بشيء صحيح قال صمت يوما فأكلت ثلاث مرات ناسيا أكلت ثم ذكرت اني صائم ثم نسيت ثم ثنيت ثم ثلثت فاتممت صومي وقال سمعت ابي يقول قال المأمون اختر لي إسما أسمي به جاريتي هذه قال سمها مسجد دمشق فانه أحسن شيء عن أبي بكر بن زياد قال مات جار لمكي فلم يتبع جنازته فقال له ويحك لم لم تتبع جنازته فقال أنتم مجانين اذكر بنفسي عن سفيان قال كان رجل يقول لعمرو بن دينار أنا ابصر بالنجوم فقال له عمرو اتعرف الهقعة والقنعة والوقعة قال نعم قال الآن لا تعلم من النجوم شيئا. دخل على حاتم العقيلي شيخ من اهل الري فقال أنت الذي تروي أن النبي صلى الله عليه و سلم امر بقراءة فاتحة الكتاب خلف الامام قال قد صح الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك فقال له كذبت إن فاتحة الكتاب لم تكن في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما نزلت في عهد عمر بن الخطاب قال المدائني سمع اسماء بن خارجة نادبة فقال فمن للمنابر والخافقات والجرد بعد امام العرب ومن للطعان غداة الهياج ومن يمنع البيض عند الهرب ومن للعفاة وفك العتاة ومن يفرج الكرب عند الكرب فقال اسماء انها لتندب رجلا شريفا فمن هو فقيل له إنه فلان البقال ابن وردان الحائك فقال هذه أعظم من المصيبتين عن المدائني لقي رجل رجلا ومعه كلبان فقال هب لي أحدهما فقال أيهما تريد فان الأسود احب الي من الأبيض قال فهب لي الأبيض قال الأبيض أحب إلي من كليهما قال طارق ودخل رجل على بلال فكساه ثوبين فقال كساني الامير ثوبين فاتزرت بالآخر وارتديت بالآخر قال طارق ووقع بين جار لنا وجار له يكنى أبا عيسى كلام فقال اللهم خذ مني لأبي عيسى فقالوا تدعو على نفسك قال فخذ لأبي عيسى مني قال ابن الفرج حدثني أبي قال رأيت انسانا يدغدغ نفسه فقلت له لم تفعل هذا قال اعتممت فأردت أن اضحك قليلا قال ابن خلف وقيل لهبيرة لما ماتت امرأته اندبها اذكرها بشيء قال يا فلانة رحمك الله لقد كان بابك مفتوحا ومتاعك مبذولا عن عبدالرحمن بن داود قال لقد تاجر تاجرا فقال له ما اسمك ولا تطول فقال أبو عبد منزل القطر عليكم من السماء تنزيلا الذي يمسك السماء ان تقع على الارض إلا باذنه فقال مرحبا بك يا ثلث القرآن وذكر ابن حبيب ان أخا لعثمان بن سعيد سقط في البئر فقال أخوه أنت في البئر قال أما تراني قال لا تذهب حتى أجيئك بمن يخرجك قال ابن خلف قال محمد أخذ شراعة العسس فأمر به الى السجن فقال أصلحك الله علي يمين أن لا أبيت عن أهلي وقال اخبرني بعض اصحابنا قال أراد ناجية الخروج الى بغداد فوضع سلما وجعل يصعد وينزل فقيل له ما تصنع قال أتعلم السفر قال ودخل الماء الى كعبه فصاح الغرق فقيل له في ذلك فقال أردت أن آخذ بالوثيقة وعنه دخل على أبي يعقوب وهو يجود بنفسه فقيل له قل لا إله إلا الله فقال أمثلي يروع بالنائبات ويخشى حوادث صرف الزمن أذلني الله ذل الحمار وأدخلني حر أمي إذن وعنه حدثني عبدالرحمن بن محمد قال اشترى رجل جوزا وجعل يقلبه فأخذ جوزة في يده فقال ما أرى في جوفها شيئا ثم قال أستغفر الله لا أكون اغتبتها وعنه ذكر عن حباب بن العلاء قال كنت بالمدينة فحضرت قاضيا بها فإذا رجل قد أقبل يقود حمارا ومعه رجل آخر فأخبر ان حماره سرق وانه وجده مع هذا فسأله القاضي فقال الحمار لي وهو في يدي فقال للمدعى ألك بينة قال نعم فقال احضرهم فقام وركب الحمار ومضى عليه فأقبلت على الذي كان الحمار في يده فقلت له كيف أعطيته الحمار بعد ما رأيت من دعواه فقال استعاره مني قال ابن خلف وأخبرني أبوصالح البصري قال ولد لرجل ابن في غيبته فكتبت إليه امرأته تبشره بالمولود فكتب اليها بلغني انك ولدت ابنا فاحسن الله جزاءك وأعان على مكافأتك وقد سميته محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم قال وأخبرني بعض اهل الأدب قال أراد رجل أن يختن ابنه فقال للحجام ارفق به فانه ما اختتن قط قال عثمان بن عمر نزل الموت بزوج امرأة فقيل لها لو دخلت على زوجك ودعتيه قالت أخاف ان يعرفني ملك الموت كان لابراهيم وكيل يقال له خليل فقدم من ضيعته فقال له متى قدمت قال غدا يا سيدي قال فانت إذن في الطريق قال سمعت ابا بكر بن محمد يقول قلت لأبي العبر لقد اسرع اليك الشيب قال وكيف لا يسرع الى الشيب وأنا أبكر كل يوم الى من لو كان أمره إلي أن يسرح مع النعاج ويلقط مع الدجاج هذا ابن حمدان يملك الف الف درهم قصدته يوما فبينا أنا عنده عطس فقلت له يرحمك الله فقال لي يعرفك الله. قال الحاكم سمعت ابا الحسن بن عمر يقول بعت دارا لي فكنت كلما أذنت بباب المسجد أنسى انني بعتها فأصلي وأرجع اليها وأفتح الباب وأدخل فيصحن بي النساء يا رجل اتق الله فينا فاقول اعذرني فانني ولدت في هذه الدار وأنسى كل يوم الى أن اتى على ذلك مدة قال كان عبدان الاسدي الشاعر احمق فيقال انه كان يأتي ابن بشر فيقول له أخمسمائة اليوم احب اليك ام الف في القابل فيقول الف في قابل فاذا اتاه قابلا قال له الف احب اليك ام الفان في القابل فلم يزل كذلك حتى مات وعن أبي الحسن الدامغاني حاجب معز الدولة قال كنت في دهليز معز الدولة فصاح صائح نصيحة فاستدعيته وقلت ما نصيحتك قال لا اذكرها إلا للامير فدخلت فعرفته فقال هاته فأحضرته بين يديه فقال ما عندك قال أنا رجل صياد بناحية المدائن وكنت أصيد فعلقت شبكتي بأسفل جرف فاجتهدت في تخليصها فتعذر ذلك علي حتى نزلت وغصت في الماء فاذا هي معلقة بعروة حديد فحفرت فإذا قمقم مملوء مالا فرددته مكانه وناديت لأعرف الامير قال الدمغاني فانحدرت معه في الوقت الى المدائن العتيقة وقصدنا الجرف فوجدنا القمقم وقلعناه وسعيت بنفسي في تتبع الموضع فتقدمت الى الصياد استقصاء الحفر فوجدنا سبعة قماقم أخر مملوءة مالا فحملنا الجميع الى معز الدولة فسر به فأمر للصياد بعشرة آلاف درهم فامتنع من قبولها وقال الذي أريده غيرها قال ما هو قال تجعل لي صيد تلك الناحية وتمنع كل احد غيري من الصيد فضحك الامير وعجب من جهله وحمقه وأمر له بما سأل عن المدائني عن عمرو بن الحسن قال خرج اهل بيت من اليمن من منازلهم حتى صاروا الى شعب من الجبل فاختفوا فيه وقالوا نهرب من شهر رمضان لا يدخل علينا قال ابو علي الداراني كان الطالقاني من اصحاب ابي حنيفة وكان شديد الغفلة فقال يوما لابن عقيل كيف مذهبكم في المرة هل يجوز ان يزوجها ابنها قال له ابن عقيل في ذلك تفصيل ان كانت بكرا جاز وإن كانت ثيبا لا يجوز فقال ما سمعت هذا التفصيل قط قال وكان الطالقاني يسأل فيقال له ما تقول في فأرة ميتة مشت على شيء هل ينجس فيقول لا حدثني بعض اصدقائنا قال كان بواسط رجل من المعدلين الى جانب داره اصطبل فقال له اهله إنا نغسل الثياب في السطح فيطير بعضها الى الاصطبل فلا يردونه علينا فقال وانتم اذا طار لهم شيء فلا تردوه قالوا أي شيء يطير من ارض الاسطبل الى سطحنا قال أي شيء طار مثل لجام ومقود وفرس وغيره قيل إن رجلا من السندية وهي على ستة فراسخ من بغداد جاز بدجاج ليبيعه قريبا من دجلة ببغداد فأفلتت دجاجة فطلبها فلم تقع بيده فقال لها اذهبي الى القرية حتى ابيع الباقي ثم جاء وباع البواقي ورجع الى القرية وجعل يتفقد الدجاجة فلم يرها فقال لزوجته اين الدجاجة الرقطاء فقالت لا أدري فقال تركتها من بغداد لترجع اليكم فما جاءت قال ابن ناصر كتب بعض الادباء الحمام التي فقيل له إن الحمام مذكر قال هو حمام النساء قال دعي بعض المغفلين الى دعوة فاشتغل الناس بالاكل وجعل هو ينظر الى الستور المغلقة وكانت الحيطان كلها قد سترت فقيل له ما لك لا تأكل فقال والله لقد طال تعجبي من هذه الستور الطوال كيف دخلت من هذا الباب القصير عن ابراهيم بن دينار قال كان رجل يقول إنه فقيه يكنى أبا الغوث وفيه تغفيل فقلت له ما تقول فيمن نذر صوم عاشوراء فاتفق عاشوراء في رمضان هل يجزئه عنها قال الخرقي فقد نص على انه يجزئه فقلت ما تقول فيمن طلق امراته ثم وقفها هل يفتقر في هذا الوقف الى حكم حاكم قال أما مذهب أبى حنيفة فيفتقر الى حكم حاكم وأما مذهبنا مذهب الشافعي فيصح الوقف دخل بعض المغفلين على مريض يعوده فلما خرج التفت الى أهله وقال لا تفعلوا بنا كما فعلتم في فلان مات وما أعلمتمونا إذا مات هذا فأعلمونا حتى نصلي عليه عن الصقلاطي ان رجلا كان عندهم بالجانب الغربي له غلام فبعثه الى قرية ليأتيه منها بغنم فبعثوا معه من الحملان عشرة وكتبوا معه بعددها رقعة فجاء الغلام بتسعة فقال له سيده كم سلموا اليك قال عشرة قال هذه تسعة قال عدها فجعل يعدها يقول واحد اثنين ثلاثة الى أن قال تسعة فقال الغلام والله ما أدري ما تقول وما هي إلا عشرة فقال ويحك إني أعدها قال ما هي إلا عشرة وإلا فتدخل الى الدار عشرة من الرجال وتمسك كل واحد حملا قال افعل فأدخلوا عشرة ومسك كل رجل حملا وبقي واحد فقال له السيد هذا ما معه شيء فقال هذا مدير كان يدخل ويأخذ في الاول حكي أن رجلا أراد السفر إلى عكبرى فصادف زورقا مصعدا فاكترى فيه بدرهم فلما ساروا قليلا قالوا ليت لنا مدادا نكتريه فقال أنا فأعطوه الدرهم وقام بمدهم قال دخلت عجوز على قوم تعزيهم بميت فرأت في الدار عليلا فرجعت وقالت أنا والله يشق علي المشي وأحسن الله عزاءكم في هذا العليل أيضا قال البزاز دخلنا الى أبي حامد وهو عليل فقلنا كيف تجدك فقال أنا بخير لولا هذا الجار دخل علي أمس وقد اشتدت بي العلة فقال يا أبا حامد علمت أن ذبجويه مات فقلت رحمه الله قال دخلت على المؤمل بن الحسن اليوم وهو في النزع فقال يا أبا حامد ابن كم أنت قلت في السادسة والثمانين قال أنت أذن أكبر من أبيك يوم مات عن أبي الفضل أحمد الهمذاني قال جاءت امرأة الى القاضي وذكرت أن زوجها طلقها فقال القاضي لك بينة فقالت نعم جار لنا قال فأحضرته فقال القاضي اسمعت طلاق هذه المرأة فقال يا سيدي خرجت الى السوق فاشتريت لحما وخبزا ودبسا وزعفرانا فقال له القاضي ما سألتك عن هذا هل سمعت طلاق هذه المرأة قال ثم تركته في البيت وعدت فاشتريت حطبا وخلا فقال دع هذا عنك فقال ما أحسن الحديث من أوله ثم قال جلت في الدار جولة فسمعت زعقاتهم وسمعت الطلاق الثلاث فما ادري أهي طلقته أم هو طلقها قال حدثني جماعة من اهل سابور فيهم كتاب وتجار وغير ذلك انه كان عندهم في سنة نيف واربعين وثلاثمائة شاب من كتاب البلد وهو ابن أبي الطيب القلانسي الكاتب فخرج الى بعض شأنه في الرستاق فأخذه الاكراد وعذبوه فطلبوا منه ان يشتري نفسه منهم فلم يفعل فكتب الى اهله اهدوا لي اربعة دراهم أفيون واعلموا انه هو داوء أشربه فيلحقني سكتة فلا يشك الاكراد أني ميت فيحملوني اليكم فإذا جعلت عندكم فادخلوني الحمام واضربوني ليحمى بدني وشكوني بالأبار فاني افيق وكان الفتى متخلفا وقد سمع انه من شرب الافيون اسكت فاذا دخل الحمام وضرب كما ذكر برأ ولم يدر مقدار شربه من ذلك فشرب اربعة دراهم فلم يشك الاكراد في موته فلفوه وأنفذوه الى أهله فلما حصل عندهم أدخلوه الحمام وضربوه وشكوه فما تحرك وأقام في الحمام أياما فرآه الأطباء فقالوا هذا قد تلف كم شرب من الافيون قالوا أربعة دراهم فقالوا هذا لو شوي في جهنم ما عاش انما يجوز أن يفعل هذا بمن شرب أربعة دوانيق أو وزن درهم فاما هذا فقد مات فلم يقبل أهلوه وتركوه في الحمام حتى تغير فدفنوه وانعكست حيلته على نفسه ذكر ابو الحسين بن برهان عاد رجلا مريضا فقال له ماعلتك قال وجع الركبتين فقال والله لقد قال جرير بيتا ذهب مني صدره وبقي عجزه وهو قوله وليس لداء الركبتين طبيب فقال المريض لا بشرك الله بالخير ليتك ذكرت صدره ونسيت عجزه دخلت مرة على بعض أصدقائي وفيهم مريض العين ومعي بعض المغفلين فقال له المغفل كيف عينك قال تؤلمني فقال والله إن فلانا آلمته عينه أياما ثم ذهبت فاستحييت واستعجلت الخروج عن علي بن المحسن عن ابيه قال بلغنا أن رجلا أسرع في ماله فبقي منه خمسة آلاف دينار فقال اشتهي ان يفني بسرعة حتى أنظر ايش أعمل بعده فقال له بعض اصحابه تبتاع زجاجا بمائة دينار وتبقيه وتنفق خمسمائة دينار في أجور المغنيات في يوم واحد مع الفاكهة والطعام فاذا قارب الشراب ان يفنى اطلقت فأرتين بين الزجاج وأطلقت خلفهما سنورا فيتعادون في الزجاج فيتكسر وننهب نحن الباقي فقال هذا جيد فعمل ذلك وجعل يشرب فحين سكر أطلق الفأرتين والسنور وتكسر الزجاج وهو يضحك فقام الرفقاء وجمعوا الزجاج المكسر وباعوه قال الذي أشار عليه فمضيت اليه بعد فاذا هو قد باع قماش بيته وانفقه ونقض داره وباع سقوفها حتى لم يبق الا الدهليز وهو نائم فيه على قطن متغط بقطن فقلت ما هذا قال ما تراه فقلت بقيت في نفسك حسرة قال نعم أريد أرى المغنية فأعطيته ثيابا فلبسها فرحنا اليها فدخل عليها فأكرمته وسألته عن خبره فحدثها بالحال فقالت قم لئلا تجىء ستي فتراك وليس معك شيء فتحرد علي لم أدخلتك فاخرج حتى أكلمك من فوق فخرج وجلس ينتظر ان تخاطبه من الطاقة فسكبت عليه مرقة سكباج فصيرته فضيحة فبكى وقال يا فلان لا تبلغ من أمري هذا أشهد الله وأشهد أني تائب قلت ايش ينفعك التوبة الآن ورددته وأخذت ثيابي وبقيت ثلاث سنين لا أعرف له خبرا فبينا انا في باب الطاق يوما إذ رأيت غلاما خلف راكب فلما رآني قال فلان فعلمت أنه صاحبي وان حاله قد صلحت فقبلت فخذه فقال قد صنع الله وله الحمد البيت فتبعته فاذا بالدار الأولى قد رمها وجعل فيها أسبابا وأدخلني حجرة أعدها له وفيها فرش حسان وأربعة غلمان وجاء بفاكهة متوسطة وطعام نظيف إلا أنه قليل فأكلنا ومد ستارة فاذا بغناء طيب فلما طابت نفسه قال يا فلان تذكر أيامنا الأولى قلت نعم قال انا الآن في نعمة متوسطة وما وهب لي من العقل والعلم بأبناء الزمان احب إلي من تلك النعمة تذكر يوم عاملتني المغنية بما عاملتني به فقلت من اين لك هذا المال قال مات خادم لأبي وابن عم لي بمصر في يوم واحد فخلفا لي ثلاثين الف دينار فحملت ووصلت إلي وانا بين القطن كما رأيت فعمرت الدار واشتريت ما فيها بخمسة آلاف دينار وجعلت خمسة آلاف تحت الارض للحوادث واشتريت عقارا بعشرة آلاف وامري يمشي وانا في طلبك منذ سنة لترى رجوع حالي ومن دوام صلاح حالي ان لا أعاشرك أخرجوه يا غلمان قال فجروا برجلي وأخرجوني وكنت القاه بعد في الطريق فاذا رآني ضحك دخل ربيعة بن عقيل اليربوعي على معاوية فقال يا امير المؤمنين أعني على بناء داري فقال اين دارك قال بالبصرة وهي أكثر من فرسخين في فرسخين فقال له فدارك في البصرة أم البصرة في دارك. قال ابن سلام وهب المهدي لبعض ولد يعقوب بن داود وزيره جارية فلما كان بعد أيام سأله فقال يا أمير المؤمنين ما وضعت بيني وبين الارض مطية أوطأ منها حاشا السامع فالتفت المهدي الى يعقوب فقال له من ترى يعني انا أو أنت فقال يعقوب من كل شيء يتحفظ الاحمق إلا من نفسه دخل رجل على المهدي فانشده شعرا فقال فيه وجوار زفرات فقال المهدي اي شيء زفرات قال وما تعرفها يا أمير المؤمنين قال لا والله قال فأنت أمير المؤمنين وسيد المرسلين ما تعرفها أعرفها أنا كلا والله ذكر عن عبدالله بن ظبيان انه خطب فقال الناس أكثر الله فينا مثلك قال لقد كلفتم ربكم شططا حكى اسحاق بن ابراهيم قال حضرت جنازة لبعض القبط فقال رجل منهم من المتوفي فقلت الله فضربت حتى كدت أموت دخل ابو تمام على ابي طالب في صبيحة ليلة باردة فقال له البارحة نالني البرد وكان عندي لحاف فيه أربعة أمنان قطن فطويته طاقين فصار ثمانية أمنان قطن وتغطيت به. قال ابو سيار كان بيني وبين جار لي بئر فوقعت فيه فأرة فبقيت متحيرا لأجل الوضوء فقال لي جاري لا تضيق صدرك تعال استق من عندنا وتوضا ضاع لرجل ولد فجاؤا بالنوائح ولطموا عليه وبقوا على ذلك أياما فصعد ابوه يوما الغرفة فرآه جالسا في زواية من زواياها فقال يا بني أنت بالحياة أما ترى ما نحن فيه قال قد علمت ولكن ها هنا بيض قد قعدت مثل القرقة عليه ما يمكنني أن أبرح أريد فريخات أنا أحبهم فاطلع أبوه الى اهله فقال قد وجدت ابني حيا ولكن لا تقطعوا اللطم عليه ألطموا كما كنتم كان بعض المغفلين يأكل مع ابنه راسا وكان أبوه اكثر تغفلا منه فقال يا أبت إن خرج عليك الكعب فأعطني إياه لألعب به فقال أبوه سخنب عينك هو سمك مشوي حتى يكون فيه كعب قال بعضهم دخلت الكوفة فرأيت صبيا قائما عند شق حائط ومعه خبز وهو يكسر اللقمة ويتركها في شق الحائط ويأكلها فبينما أنا أنظر اليه إذ أقبل أبوه فرأى ما يفعل فقال إيش تصنع قال يا أبت هؤلاء قد طبخوا سكباجة ويأتي النسيم بريحها فآكل خبزى فلطمه أبوه وقال تتعود من صغرك أن لا تأكل خبزا إلا بأدام رأى بعض المغفلين صديقا له فقال طلبتك اليوم عشرين مرة وهذه الثالثة ورأى صديقا له فقال له أطلبك فاذا وجدتك تنسل مني كأنك دبق مرض بعض المغفلين فدخل عليه طبيب فسأله عن حاله فقال قد اشتهيت الثلج فقال الثلج يزيد في رطوبتك فينقص من قوتك فقال أنا أمصه وأرمي تفله. وقف شيخ بباب مسجد والمؤذن يقيم الصلاة فدخل فرأى المؤذن هيبته وشيبته فسأله أن يصلى بهم فامتنع فتقدم المؤذن وصلى بهم فلما فرغ أقبل على الشيخ فقال له ما منعك أن تصلي بنا فتكسب أجرا فقال أنا وحقك إذا كنت على غير طهارة لم أصل اماما حكى عبد الله النوفلي قال قال مدني إني أحب رسول الله صلى الله عليه و سلم حبا لم يحبه أحد قط فقيل وما بلغ من حبك له قال وددت أن عمه أبا طالب أسلم ويسر النبي بذلك وأموت كافرا بدله قال ذهب بصر عمرو بن هذاب فدخل عليه ابراهيم بن مجاشع فقام بين يديه فقال يا أبا أسيد لا تجزعن من ذهاب عينيك وإن كانتا كريمتان عليك فانك لو رأيت ثوابهما في ميزانك تمنيت أن يكون الله قد قطع يديك ورجليك ودق ظهرك وأدمى ظلفك قال فصاح به القوم وضحك بعضهم فقال عمرو معناه صحيح ونيته حسنة وإن كان قد أخطأ في اللفظ جاء بعض المغفلين إلى امه فقال لها معي قيراطان إلا حبة فاحفظيهما لي ثم عاد فأخذها فوزنها فقالوا له نصف دانق فجاء وخاصم أمه فدخل ابوه فقال لم تخاصمها فقال أعطيتها قيراطين إلا حبة فردت علي نصف دانق فقال أبوه ما تستحي من الله تخاصم أمك على نقصان حبتين قال أحمق لغلامه إذا مررنا بالطبيب فذكرني وجع ضرسي حتى أسأله عن الدواء فقال يا مو لاي إن كان ضرسك يوجعك فسوف تذكره كان بعض الحمقى إذا غضب يقول الله المستعين دخل أحمق على مريض فقال إذا رأيتم المريض على هذه الحال فاغسلوا أيديكم منه. دعا بعض الحمقا لبعض الولاة فقال كتب الله سعادتك وضاعف عليك العدو قيل لكثير إن الناس محدثون إنك الدجال فقال والله لئن قلتم هذا أني لأجدن في عيني ضعفا منذ أيام وقال ضرط ابو النجم في ليلة ضرطتين فخاف أن تكون امرأته قد سمعته فقال أسمعت شيئا قالت لا ما سمعت منهما شيئا فقال لعنك الله فمن أعلمك أنهما اثنتان قال بعضهم رأيت رجلا محموما مصدعا يأكل التمر ويجمع النوى فقلت ويحك أنت بهذه الحال وتأكل التمر فقال يا مولاي عندي شاة ترضع وما لها نوى فأنا آكل هذا التمر مع كراهيتي له لأطعمها النوى فقلت أطعمها التمر والنوى قال أو يجوز ذلك قلت نعم قال والله لقد فرجت عني لا إله إلا الله ما أحسن العلم أجريت خيل فطلع منها فرس سابق فجعل رجل يثب من الفرح ويكبر فقال له رجل الى جانبه أهذا الفرس لك قال لا ولكن اللحام لي رأى قبيصة بن المهلب جرادا يطير فقال لمن حوله لا يهولنكم ما ترون فان علامة ذلك موتي دخل بعض المغفلين على رجل يعزيه باخ له فقال أعظم الله أجرك ورحم أخاك وأعانه على ما يرد عليه من مسألة ياجوج وماجوج فضحك من حضر وقالوا له ويحك وياجوج وماجوج يسائلان الناس فقال لعن الله ابليس أردت ان اقول هاروت وماروت ماتت امرأة فاشترى لها زوجها كفنا قصيرا فقالت له الغاسلة الكفن قصير فقال البسيها خفها. وعظ بعض القصاص فقال اذا كان يوم القيامة خرج من النار رأس عظيم من صفته كذا وكذا وفي المجلس رجل يميد من الخوف فقال له ما الذي بك بك اتنكر قدرة الله قال لا بل أني رجل مزين فلو كلفت حلق هذه الرأس كيف كنت أعمل، سمع بعض المغفلين ان صوم يوم عاشوراء يعدل صوم سنة فصام الى الظهر وأكل وقال يكفيني ستة أشهر اعترض الاسد قافلة فرآه رجل منهم فخر الى الارض فركبه الاسد فشد القوم بأجمعهم على الاسد واستنقذوه فقالوا له ما حالك قال لا بأس علي ولكن خرى الاسد في سراويلي دخل بعض المغفلين حماما وقد بخر فظن غبارا فقال للقيم كم قلت لك لا تغبر يوم ادخل الحمام مات لابي العطوف ابن فقال للحفار أضجعه على جنبه الايسر فانه أهضم للأكل وحضر رجل مع قوم في جنازة رجل فنظر الى اخ الميت فقال هذا الميت أم اخوه قال المأمون لمحمد بن العباس ما حال غلتنا بالأهواز وسعرها قال أما متاع امير المؤمنين فقائم على سوقه وأما متاع ام جعفر فمسترخ فقال أغرب لعنك الله اشترى لقمان بن محمد فروا فقال أرى شعره قصيرا أترى ينبت قال أبو العيناء كنت بحمص فمات لجار لي بنت فقيل له كم لها قال ما أدري ولكنها ولدت أيام البراغيت قال الاصمعي قلت لرجل اين كنت قال ذهبت في جنازة ابن فلان قلت فأي ولده كان قال كانوا اثنين فمات الاوسط. قال ثمامة جاءني رجل فقال رأيت البارحة امير المؤمنين يسارك وانت تنظر الي فبالله اي شيء قال لك في امري، حكي ان بعض المغفلين مسك كلبا وعضه فقال هذا غضني منذ أيام وأنا اريد ان أخالف قول القائل شاتمني عبد بني مسمع قصنت عنه النفس والعرضا ولم اجبه لاحتقاري له ومن يعض الكلب إن عضا قيل لمغفل قد سرق حمارك فقال الحمد لله الذي ما كنت عليه نظر رجل في الجب فرأى وجهه فعاد الى امه فقال في الجب لص فجاءت الام فاطلعت فقالت اي والله ومعه فاجرة ذكر رجل بين يدي رجل فقال إنه رجل سوء قيل له من أين علمت قال افسد بعض أهلي قيل ومن أفسد قال أمي صانها الله سئل بعضهم عن مولده فقال ولدت رأس الهلال للنصف من رمضان بعد العيد بثلاثة ايام احسبوا الآن كيف شئتم كتب بعضهم الى ابيه كتابي اليك يوم الجمعة عشية الاربعاء لاربعين ليلة خلت من جمادى الاوسط وأعلمك اني مرضت مرضة لو كان غيري كان قد مات فقال ابوه امك طالق ثلات لو مت لما كلمتك ابدا دعا بعض المغفلين فقال اللهم ارزقني خمسة آلاف درهم حتى اتصدق منها بالفي درهم وان لم تصدقني فادفع الي ثلاثة آلاف درهم واحبس الباقي فان تصدقت والا فتصدق بها على من شئت خرج بعض المغفلين من منزله ومعه صبي عليه قميص احمر فحمله على عاتقه ثم نسيه فجعل يقول لكل من رآه رأيت صبيا عليه قميص احمر فقال له انسان لعله الذي على عاتقك فرفع راسه ولطم الصبي وقال يا خبيث الم اقل لك اذا كنت معي لا تفارقني نظر بعض المغفلين الى منارة الجامع فقال ما كان أطول هؤلاء الذين عمروا هذه فقال آخر اسكت ما اجهلك ترى انه في الدنيا احد طول هذه وإنما بنوها على الارض ثم رفعوها قال ورأيت رجلا طويل اللحية على حمار يضربه فقلت ارفق به فقال اذا لم يقدر يمشي فلم صار حمارا تفاخر مصري ويمني فقال المصري هلكت والله اليمن اذ لم يكن منها رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا يدخل الجنة اهلها فقال اليمني فابن المهلب وأولاده يحاربون عليها حتى يدخلوها بالسيف كان بعض المغفلين يقول اللهم اغفر لي من ذنوبي ما تعلم وما لا تعلم قدم رجل من الحمقى فسأله رجل متى قدمت قال غدا قال لو قدمت اليوم سألتك عن انسان فمتى تخرج قال امس قال لو ادركتك كتبت معك كتابا كان بعض الادباء ابن احمق وكان مع ذلك كثير الكلام فقال له ابوه ذات يوم يا بني لو اختصرت كلامك اذ كنت لست تأتي بالصواب قال نعم فأتاه يوما فقال من اين اقبلت يا بني قال من سوق قال لا تختصرها هنا زد الالف واللام قال من سوقال قال قدم الالف واللام قال من الف لام سوق قال وما عليك لو قلت السوق فوالله ما أردت في قختصارك الا تطويلا وقال هذا الولد يوما لابيه يا ابت اقطع لي جباعة قال وما جباعة في الثياب قال ألست قلت لي اختصر كلامك يعني جبة ودراعة.
● [ لهذا الفصل بقية يتم متابعة ] ●
أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي منتدى بنات بنوتات ـ البوابة