بّسم الله الرّحمن الرّحيم
مكتبة الثقافة الأدبية
أخبار الحمقى والمغفلين
● [ تابع الباب الرابع والعشرون ] ●
في ذكر المغفلين على الاطلاق
اشترى بعض المغفلين نصف دار فقال يوما قد عزمت على بيع نصف الدار الذي لي واشترى بثمنه النصف الآخر حتى تصير الدار كلها لي، كتب بعض المغفلين الى رجل يعزيه بابنته بلغني مصيبتك وما هي بمصيبة وقد جاء بالخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من توفيت له بنت كان له من الأجر ذهب والله عني ومن توفيت له ابنتان كان له من الأجر مثل الذي ذهب عني مرتين وبعد فقد ماتت عائشة بنت النبي صلى الله عليه و سلم فمن ابنتك البظراء حتى لا تموت كان محمد بن ابي سعيد سليم الجانب وقد سمع من ابي الحسين الطيوري يسأل بعض من يعرف الأدب أن يعلمه شيئا من العربية فقال اذا دخلت على احد فقل انعم الله صباحك فربما كان يدخل على احد آخر النهار فيقول انعم الله صباحك فيضحك حكى أقضى القضاة الماوردي قال كنت جالسا في مجلس مقبلا على تدريس اصحابي فدخل علينا شيخ قد ناهز الثمانين او جاوزها فقال لي قد قصدتك في مسألة اخترتك لها فقلت وما هي وظننته يسأل عن حادثة حدثت له فقال ايها الشيخ اخبرني عن نجم إبليس ونجم آدم ما هما فان هذين لا يسأل عنهما لعظم شأنهما الا علماء الدين قال فعجبت منه وعجب من في المجلس من سؤاله وبدر جماعة بالانكار عليه والاستخفاف به فكففتهم عنه وقلت هذا لا يقنع مما ظهر من حاله الا بجواب مثله فأقبلت عليه وقلت يا هذا ان نجوم الناس لا تعرف الا بمعرفة موالدهم فإن ظفرت بمن يعرف ذلك فاسأله فقال جزاك الله خيرا وانصرف مسرورا فلما كان بعد ايام عاد وقال ما وجدت الى وقتي هذا من يعرف مولد هذين قيل للفضل بن عبد الله مالك لا تتزوج قال اني دفع لي ابي جارية ولأخي فقيل ويحك دفع اليك والى اخيك جارية واحدة قال وايش تتعجب من هذا هو ذا جارنا فلان له جاريتان قال ابو العنبس اجتزت في بعض الطريق لحاجة فاذا امرأة عرضت لي فقالت هل لك ان ازوجك جارية فيجيئك منها ابن قلت نعم قالت وتدخله الكتاب فينصرف فيلعب فيصعد الى السطح فيقع فيموت وصرخت ويلاه ولطمت ففزعت وقلت هذه مجنونة وهربت من بين يديها فرأيت سيخا على باب فقال مالك يا حبيبي فقصصت عليه القصة فلما انتهيت الى موضع لطمها استعظم ذلك وقال لابد للنساء من البكاء اذا مات لهن ميت فإذا هو احمق منها وأجهل قال رجل آخر رأيت البارحة أباك في المنام وثيابه وسخة فقال قد كفنته امس في أربعة أثواب جدد وما ينبغي ان تكون قد إتسخت ثيابه وقيل لبعض أهل الموصل كم بينكم وبين موضع كذا قال ثلاثة أميال ذاهب وميلين جاي قال ثمامة لحاجبه عجل الفراغ مما أمرتك به فقد قصر النهار فقال أي والله يا سيدي والليل ايضا قد قصر دعا بعض المغفلين فقال اللهم اغفر لامي وأختي وامرأتي فقيل له لم تركت ذكر أبيك قال لأنه مات وأنا صبي لم ادركه.
قال عبدالله بن محمد قلت لرجل مرة كم في هذا الشهر من يوم فنظر الي وقال لست انا والله من هذا البلد قال ابو العباس سألت رجلا طويل اللحية فقلت ايش اليوم فقال والله ما ادري فاني لست من هذا البلد انا من دير العاقول انكسرت خشبة في سقف بعضهم فمضى يشتري عوضها فقيل كم تريد طولها فقال سبعة في ثمانية قال بعضهم ولد لي غلام الليلة فسميته باسم خالته اصيب بعضهم بمصيبة فقيل له عظم الله اجرك فقال سمع الله لمن حمده قال الجاحظ دخلت الكوفة فبينا أطوف في طرقاتها رأيت شيخا ذا هيبة جالسا على باب داره ومن جانب الدار صياح فقلت له يا عم ما هذا الصياح فقال هذا رجل افتصد فبلغ موضع شاذروانة فمات يريد شريانه.
قال الحجاج بن هرون لصديق يحبه أنا والله لك مائق يريد وامق شهد رجل عند وال فقال سمعت بأذني وأشار الى عينيه ورأيت بعيني وأشار الى أذنيه بأنه جاء الى رجل فتلبب بعنقه وأشار الى صدره وما زال يضرب خاصرته وأشار الى فكه فقال له الوالي أحسبك قد قرأت كتاب خلق الانسان قال نعم قرأته على الاصمعي قيل لبعض المغفلين سأل عنك فلان فقال يسأل الله عنه وملائكته دخل بعض المغفلين الى بعض القضاة فجلس بين يديه فقال أعدمني الله القاضي مات فلان والذي ما خلفوا بعدي سواهم وهو ذا يظلموني إخوتي نسيباتي تسعة وهم واحد وكل يوم يجعلون عمامتي في عنق القاضى يجرونه الي فقال القاضي ليس الممتحن غيري وقال ابو العنبس صحبني رجل في سفينة فقلت له ممن الرجل فقال من أولاد الشام ممن كان جدي من أصدقاء المنصور علي بن أبي سالم شاعر الانبار الانبار وكان من الذين بايعوا تحت الشجرة مع ابي سالم بن يسار في وقعة الفاروق اياها قتل الحجاج بن يونس بالنهروان على شاطيء الفرات مع ابي السرايا قال ابو العنبس فلم ادر على اي شيء احسده على معرفته بالانساب ام على بصره بأيام الناس ام حفظه للسير عزى رجل رجلا بابنه فقال له في الجواب رزقنا الله مكافأتك قال الحسن بن يسار قلت لبعضهم ان فلانا ليس يعدك شيئا فقال والله لو كنت انا أنا وأنا ابن من انا منه لكنت انا انا وأنا ابن من أنا منه فكيف وأنا أنا وأنا ابن من انا منه سمع بعض الحمقى قوما يتذاكرون الموت وأهواله فقال لو لم يكن في الموت الا أنك لا تقدر ان تتنفس لكفى قال ثمامة لخادمه اذهب الى السوق وأحمل كذا وكذا فقال يا سيدي انا ناقة وليس في ركبتي دماغ فقال ثمامة ولا في رأسك ورئي اعمى يمشي في الطريق ويقول يا منشىء السحاب بلا مثال دخل رجل على المعتضد فقال يا أمير المؤمنين إن فلانا العامل ظلمني قال ومن فلان قال والله لا أدري اسمه ولكن في خده الايمن خال او ثؤلول او أثر لطمة او اثر حرق نار او اثر مسمار او في خده الايسر وكان له مرة غلام يقال له جرير او نجم الا ان في اسمه طاء او لام فضحك المعتضد وقال كأنه موسوس قال سلني عما شئت حتى اجيبك قال كم اصبع لك قال ثلاثة أرجل فأمر باخراجه فقال ما أقول لبنتي اذا دخلت وقد فتحت حجرها لاطرح فيه ألجوز يوم العيد فأمر المعتضد ان يحمل معه الى منزله طعام وجائزة دخل بعضهم الى المستراح فأراد ان يحل لباسه فحل أزراره وخرى في لباسه حكى أن جماعة من أهل حمص تذاكروا في حديث الاعضاء ومنافعها فقالوا الاذن للشم والفم للأكل واللسان للكلام فما فائدة الاذنين فلم يتوجه لهم في ذلك شيء فأجمعوا على قصد بعض القضاة ليسألوه فمضوا فوجدوه في شغل فجلسوا على باب داره وإذا هناك خياط فتل خيوطا ووضعها على أذنه فقالوا قد أتانا الله بما جئنا نسأل القاضى عنه وإنما خلقت للخيوط وانصرفوا مسرورين مما استفادوه قال الجاحظ مررت بحمص فمر عنز يتبعه جمل فقال رجل لرجل معه هذا الجمل من هذا العنز فقال له لا ولكنه يتيم في جحرها.
عرض هشام بن عبد الملك الجند فأتها رجل حمصي بفرس كلما قدمه نفر فقال هشام ما هذا قال الحمصي يا سيدي هو جيد لكنه شبهك ببيطار كان يعالجه فنفر اجتاز اهل حمص بشيخ لهم لم يكن فيهم أعقل منه ولا أكمل مع ابنين له معروفين عندهم بالعقل والكمال فأوفدهم الى الرشيد لمظلمة كانت بهم فلما وردوا الباب وأذن لهم دخل الشيخ فقال السلام عليك يا ابا موسى فعلم انه أحمق وأمره بالجلوس ثم قال أحسبك قد طلبت العلم وجالست العلماء قال نعم يا أبا موسى قال من جالست من العلماء قال أبي قال وما كان يقول في عذاب القبر قال كان يكرهه فضحك الرشيد ومن حضر ثم قال يا شيخ من حفر البحار فيما سمعت فسكت الشيخ فقال احد ولديه قد حفرها موسى حين طرق له قال فاين طينها فقال الولد الثاني الجبال ففرح الشيخ بحسن جواب ولديه وقال والله ما علمتهما ما هو إلا إلهام من الله تعالى وله الحمد وفد على الرشيد ثلاثة من حمص فدخل أحدهم فرأى غلاما على رأسه فظنه جارية فقال السلام عليك يا أبا الجارية فصفع واخرج فدخل الثاني فقال السلام عليك يا أبا الغلام فصفع وأخرج فدخل الثالث فقال السلام عليك يا امير المؤمنين فقال له كيف صحبت هذين الأحمقين قال يا أمير المؤمنين لا تتعجب منهم فانهم لما رأوك بهذا الزي ورأوا لحيتك طويلة قدروا أنك ابو فلان فقال الرشيد اخرجوه قبح الله بلدة هؤلاء خيارهم قال بعضهم رأيت رجلا الحى قائما في حلقة قاص يقص مقتل عثمان بن عفان فلما فرغ قال الالحى أعيذك بالله ما أحسن ما تروي كلام منصور ابن عمار.
قال الجاحظ مررت بمنجد في قنطرة بردان طويل اللحية وامرأة تطالبه بشيء لها عنده وهو يقول رحمك الله متاعك جاءني يحتاج الى حشو كثيرة وأنت من العجلة تمشين على أربع قال أبو حاتم سأل رجل ابا عبيدة عن اسم رجل فقال ما أعرف اسمه فقال له بعض اصحابه انا اعرف الناس به اسمه خراش او خداش او رياش او شيء آخر خرج عبادة ذات يوم يريد السوق فنظر في بعض طرقه الى شيخ طويل اللحية كلما أراد ان يتكلم بادرته لحيته فمرة يدسها في جيبه ومرة يجعلها تحت ركبته فقال له عبادة يا شيخ لم تترك لحيتك هكذا قال فتريد أن انتفها حتى تكون مثل لحيتك قال عبادة فان الله يقول قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها وقال صلى الله عليه و سلم أحفو الشارب واعفوا اللحى ومعنى عفو اللحى ان يزال أثرها فقال الشيخ صدق الله ورسوله سأجعلها كما أمر الله ورسوله فحلق لحيته وجلس في دكانه فكان كل من رآه وسأله عن خبره قرأ عليه الآية وروى له الحديث قيل لمريض كيف نجدك فقال أنا علة قيل وما معنى علة قال أليس يقال للصحيح ليس به علة قالوا نعم قال أنا كما قال أنا علة قيل لرجل عندك مال وليس لك إلا والدة عجوز ان مت ورثت مالك وأفسدته فقال إنها لا ترثني قيل وكيف قال أبي طلقها قبل أن يموت.
قال أبو الاسود لابنه يا بني ان ابن عمك يريد ان يتزوج ويجب ان تكون انت الخاطب فتحفظ خطبة فبقي الغلام يومين وليلتين يدرس خطبة فلما كان في الثالث قال أبوه ما فعلت قال قد حفظتها قال وما هي قال اسمع الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوكل عليه ونشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح فقال له أبوه امسك لا تقم الصلاة فاني على غير وضوء أسلم رجل ولده الى الكتاب فلما كان بعد حين قال له والده تعلمت شيئا من الحساب قال نعم قال فخد خمسين وخمسين كم تعد قال أربعين قال يا مشئوم ثلاث خمسينات ما يحصل معك منها خمسين ثم حبسه عن الكتاب وقال لا أفلحت مرض صديق لحامد بن العباس فأراد ان ينفذ ابنه اليه ليعوده فأوصاه وقال يا بني اذا دخلت فاجلس في أرفع المواضع وقل للمريض ما تشكو فاذا قال كذا وكذا فقل له سليم إن شاء الله وقل من يجيئك من الاطباء فاذا قال فلان فقل ميمون وقل ما غداؤك فاذا قال كذا وكذا فقل طعام محمود فذهب فدخل على العليل وكان بين يده منارة فجلس عليها لارتفاعها فوقعت على صدر العليل فأوجعته ثم قال المريض ما تشكو فقال أشكو علة الموت فقال سليم إن شاء الله فمن يجيئك من الاطباء قال ملك الموت قال مبارك ميمون فما غداؤك قال سم الموت قال طعام طيب محمود تقدم رجل الى معلم ابنه فسأله ان لا يعلمه سوى النحو والفقه فعلمه مسألتين من النوعين ضرب زيد عمرا ارتفع زيد بفعله وانتصب عمرو بوقوع الفعل عليه والأخرى من الفقه رجل مات وخلف ابويه فلامه الثلث ولابيه الباقي فقال له أفهمت قال نعم فلما انصرف الى البيت قال له ابوه ما تقول في ضرب عبدالله زيدا قال أقول ارتفع بفعله وما بقي للأب كان لبعض التجار المياسير ابن ابله فقضي ان صار الاب الى حانوته يوما فوجد اللصوص قد اخذوا صندوقا كان فيه صامت كثير واسباب جميلة فجلس الرجل والناس يعزونه ويدعون له بالخلف فينما هم كذلك إذ أقبل ابنه فلما قرب من حانوت ابيه ورأى الناس سأل عن الخبر فقالوا دخل اللصوص حانوت أبيك وأخذوا الصندوق الذي كان فيه ما كان فضحك وقهقه وقال لا بأس ما فاتنا شيء فظن الناس انه خباه او يعرف خبره فأسرعوا الى ابيه فبشروه بان ابنه قال كذا فقال له أبوه ما الخبر واي شيء عندك في هذا الامر قال مفتاح الصندوق عندي فلا يقدرون ان يفتحوه فقال ابوه عجبت والله ان يكون عندك فرح قال بعضهم دخلت على نصر الرصيفي في منزله فاذا ابنه يصايحه في شيء وقد ارتفعت أصواتهما فقلت ما هذا فقال هذا يزعم ان علي بن أبي طالب هاشمي فقلت انا بل علوي فاحكم بيننا فقلت انا هو علوي الا ترى الى اسمه علي فقال لي ابصق في وجهه فقلت كلا كما يستحق ذلك كان بسجستان شيخ يتعاطى النحو وكان له ابن فقال لابنه إذا أردت ان تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك وفكر فيه بجهدك حتى تقومه ثم اخرج الكلمة مقومة فبينما هما جالسان في بعض الايام في الشتاء والنار تتقد وقعت شرارة في جبة خز كانت على الاب وهو غافل والابن يراه فسكت ساعة يفكر ثم قال يا ابت اريد ان اقول شيئا فتأذن لي فيه قال ابوه إن حقا فتكلم قال أراه حقا فقال قل قال إني أرى شيئا أحمر قال وما هو قال شرارة وقعت في جبتك فنظر الأب الى جبته وقد احترق منها قطعة فقال للابن لم لم تعلمني سريعا قال فكرت فيه كما أمرتني ثم قومت الكلام وتلكمت فيه فحلف ابوه بالطلاق ان لا يتكلم بالنحو ابدا دق رجل باب دار نحوي فقال من ذا فقال انا الذي ابو عمرو الجصاص عقد طاق باب هذه الدار فقال النحوي ما ترى لك في صلة الذي شيئا فانصرف راشدا جاءت امرأة الى جارة لها تستعير منها إزارا لتمضي في حاجة وترده من ساعتها فقالت قد غزلت من إزاري عشرة أساتير فاصبري حتى اتم غزله واسلمه الى الحائك ويفرغ منه واعطيك إياه ولا تمري بمسمار فانه جديد وقالت امرأة لأخرى اليوم مشيت الى قبر أحمد فدخل في رجلي مسمار فقالت لها وكان الخف الجديد في رجلك قالت لا قالت لها فاحمدي الله قال بعضهم مررت بسوق وقد اجتمع فيه قوم على رجل يضربونه فقلت ما ذنب هذا قالوا شتم معاوية بن ابي سفيان صديق النبي صلى الله عليه و سلم ومن صلى معه أربعين سنة على طهر واحد وكان من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم باحسان وسمى خال المؤمنين لانه كان أخا حواء من امها وأبيها قال بعضهم مررت على قوم قد اجتمعوا على رجل يضربونه فتقدمت الى شيخ كان يجيد قتله فقلت يا شيخ ما قصة هذا قال لا تكونن منهم هذا رافضي يقول نصف القرآن مخلوق ونصفه لا وليس في القوم خير من النبي صلى الله عليه و سلم وبعده الخضر فبادرني الضحك فرددته مخافة الضرب وقلت يا شيخ زده فانك مأجور قال ومررت بقوم قد اجتمعوا على رجل يضربونه فقلت لرجل يجيد ضربه ما حال هذا قال والله ما أدري ما حاله ولكنني رأيتهم يضربونه فضربته معهم لله عز و جل وطلبا للثواب قال بعضهم رأيت رجلا يبيع الرمان في الاسواق ويطعمه أهل سوقه ويسألونه عن مسائل تقع لهم في الفقه وهو يكنى ابا جعفر فجاءته امرأة فقالت يا أبا جعفر مريم بنت عمران كانت نبية قال لا يا غافلة قالت وايش كانت قال من الملائكة قال الجاحظ دخلت واسط فبكرت يوم الجمعة الى الجامع فقعدت فرأيت على رجل لحية لم ار أكبر منها وإذا هو يقول لآخر إلزم السنة حتى تدخل الجنة فقال له الآخر وما السنة قال حب ابو بكر بن عفان وعثمان الفاروق وعمر الصديق وعلي بن ابي سفيان ومعاوية بن ابي شيبان قال ومن معاوية بن ابي شيبان قال رجل صالح من حملة العرش وكاتب النبي صلى الله عليه و سلم وختنه على ابنته عائشة قال بعضهم مررت على قوم اجتمعوا على رجل يضربونه فقلت لشيخ منهم ما ذنب هذا قال يسب أصحاب الكهف فقلت ومن اصحاب الكهف قال لست مؤمنا قلت بلى ولكني احب الفائدة قال ابو بكر وعمر ومعاوية بن ابي سفيان ومعاوية هذا رجل من جملة سرادق العرش فقلت له يعجبني معرفتك بالانساب والمذاهب فقال نعم خذ العلم عن اهله فقال واحد منهم لآخر ابو بكر افضل ام عمر قال لا بل عمر قال وكيف علمت قال لأنه لما مات ابو بكر جاء عمر الى جنازته ولما مات عمر لم يجيء ابو بكر لجنازته مرض بعض المغفلين فأتي بطبيب فقال الطبيب إذا كان غدا فاحفظوا البول حتى أجيء وأنظره فلما خرج الطبيب من عنده بقي لا يبول الى الغد فلما جاء الطبيب قال له المريض يا عبدالله قد كادت مثانتي تنشق من إحباسي البول فلماذا تأخرت فقال إنما أمرتك أن تحفظ البول في إناء فلما كان الغد جاء الطبيب فاذا هو قد أخذ برنية خضراء فقال الطبيب ما هذا أخطأت ألم يكن في الدنيا شيء من الزجاج كنت تأخذ في قارورة أو في قدح فلما كان من الغد اخذ البول في قدح من الخشب فعرضه عليه فقال له أنت في حرج الا نظرت الى هذا الماء فاصدقني في أمري هل يخاف علي من هذه العلة قال أما إذ حلفتني فلا بد أن اقول انا خائف أن تموت من هذا العقل لا من هذه العلة دخل بعض الحمقى من الاطباء على عليل فشكا اليه العليل ما يجد فقال خذ مثل رأس الفأرة كلنجبين وصب عليه مقدار محجمة ماء واضربه حتى يصير مثل المخاط واشربه فقال العليل قم لعنك الله فقد قذرت الى كل دواء في الارض كان طبيب أحمق قد أعطى رجلا من جيرانه شربة فأقامته قياما حتى مات منه فجاء الطبيب يتعرف خبره فوجده قد مات فقال لا إله الا الله من شربة ما كان أقواها لو عاش ما كان يحتاج الى ان يشرب الدواء سنة أخرى سرقت ثياب رجل من الحمام فخرج عريانا وعلى باب الحمام طبيب احمق فقال له ما قصتك فقال سرقت ثيابي قال بادر وافتصد تخف عنك حرارة الغم أصيب بعضهم بامه فقعد يبكي ويقول يا امي أماتني الله قبلك أمي زانية ان لم تدخل الجنة لا دخلتها امرأة ابدا مات ولد لرجل فقيل له ادع فلانا يغسله فقال لا أريد لان بيني وبينه عداوة فيعنف يابني في الغسل حتى يقتله إجتمع رجلان في طريق الحج فقال أحدهما للآخر كم قد حججت قال مع هذه التي نحن فيها واحده ماتت جارية لرجل فلما دفنها قال لقد كنت تقومين بحقوقي فلأكافئنك اشهدوا على أنها حرة وقفت سائلة على باب قوم فقال لها رجل إذهبي يازانية فقالت إذا لم تعطني فلم تسبني قال والله ما أردت بهذا الا الخير أردت أن تؤخري وآثم حكي أن بعض المغفلين إشترى بقطعة شيرجا في غضارة فامتلأت الغضارة فقال البقال قد بقي لك من الشيرج في أي شيء تأخذه فقلب الغضارة وقال في هذه وأشار الى كعبها فطرح البقال الباقي في ذلك الكعب فأخذه الرجل ومضى فلقيه رجل فقال بكم إشتريت هذا الشيرج فقال بقطعة فقال هذا القدر فقط فقلبها وقال هذا ايضا كان لرجل على رجل اربعة دراهم فجاء يوما يقتضيه فقال غدا أعطيك فقال لا أذهب حتى تحلف لي أنك تعطنيها غدا فحلف له إنك إن جئت لا تذهب إلا وهي معك وأشهد عليه بذلك ومضى فجاء من الغد فقال له ماعندي شيء وإنما حلفت إنك لا ترجع إلا وهي معك أعني لحيتك فأشهد عليه بهذا القول وذهب سريعا الى الحجام وحلق لحيته وجاء إليه وما برح حتى أخذ دراهمه وقال قوم لغلام املأ بيت الماء فنقل ماء كثيرا وأبطأ عليهم فقالوا هذا الابطاء فصعدوا اليه فاذا به يقلب الماء في بيت الماء فقال كلفتموني أن أملأ هذا وما أظنه يمتلىء في شهر حكى لي بعض أصدقائنا قال كان عندنا رجل أتهم بسرقة فأخذ وجرت له قصة فجاءني بعد أيام فقال لي عندك الخبر مضيت الى المنجم فاعطيته قطعة فحسب لي وقال والله إنك بريء مما اتهمت به وإنك ما سرقت شيئا رأى بعضهم جنازة قد اقبلت فقال ربي وربك الله لا إله إلا الله فقال آخر أخطأت إذا رأيت جنازة فقل اللهم ألبسنا العافية فتشاجرا في ذلك فاحتكما الى آخر فقال إذا رايتم جنازة فقولوا سبحان الله من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته قال منجم لرجل من أهل طرسوس ما نجمك قال التيس فضحك الحاضرون وقالوا ليس في النجوم والكواكب تيس قال بلى قد قيل لي وأنا صبي منذ عشرين سنة نجمك الجدي فلا شك انه قد صار تيسا منذ ذلك الوقت كان بعض الكتاب غلام فأمسى السيد عند بعض اصدقائه فقال للغلام اذهب الى البيت هات شمعة فقال يا سيدي أنا لا أجسر أذهب وحدي في هذا الوقت فأحب أن تقوم معي حتى أحمل الشمعة وأجيء معك وقال رجل لغلام هات نارا واشعلها قال يا مولاي لأي شيء تريد النار قال أريد أتخذ عصيدة فقال يا مولاي لقمني حتى أجيء بالعجلة لكم رجل رجلا فصاح أدميتني فلم ير دما فقال اين الدم فقال أنا أرعف من داخل وقع رجلان على قافلة فيها ستون رجلا فأخذوا ما لهم وثيابهم فقيل لبعضهم كيف غلبكم رجلان وأنتم ستون فقال أحاط بنا واحد وسلبنا الآخر كيف نعمل.
كلم رجل رجلا بشي يغضبه فقال اتقول لي هذا وأنا رجل من الانصار قال له النصارى واليهود عندنا في الحق سواء عن ابن الرومي قال قال طبيب لتلميذه اذا دخلت الى مريض فانظر الى أثر ما عنده من طعام أو شراب فانهه عما لا يصلح من ذلك فدخل الغلام يوما على مريض فنظر الى حداجة جمل في الدار فقال للمريض انا والله لا أصف لك دواء قال ولم قال لأنك قد أكلت جملا قال لا والله ما أكلت جملا قط فقال هذه الحداجة من أين عن ابراهيم بن القعقاع انتبه قوم ليلة في رمضان وقت السحور فقالوا لأحدهم أنظر هل تسمع أذانا فأبطأ عنهم ساعة ثم رجع فقال اشربوا فاني لم أسمع أذانا إلا من مكان بعيد كتب رجل من آل أبي رافع على خاتمه انا فلان ابن فلان رحم الله من قال آمين مرض رجل مرة فلما اشتد به المرض امر بجمع العيدان والطنابير والمزامير الى بيته فأنكروا عليه ذلك فقال انما فعلت ذلك لأني سمعت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه شيء من آلات الملاهي والفجور فان كان ملك الموت من الملائكة دفعته عني بهذه الاشياء غصب رجل رجلا شيئا وتصدق به فقيل له في ذلك فقال أخذي إياه سيئة وصدقتي به عشر حسنات فمضت واحدة وبقيت لي تسعة.
سئلت امرأة عن حرفة زوجها فقالت متولي اخراج المساكين من المسجد الجامع وقد أرجعت له المقصورة قيل لبعضهم كل قال ما بي أكل لأني أكلت قليل أرز فأكثرت منه جاء قوم الى رجل من الوجوه يسألونه كفنا لجارية له ماتت فقال ما عندي شيء فتعودون قالوا فنملحها الى ان يتيسر عندك شيء سئل بعض المشايخ المغفلين اتذكر ان حج الناس في رمضان ففكر ساعة ثم قال بلى أظن مرتين أو ثلاثة قيل لمغفل كيف دملك سكن وجعه قال والله ما أرى اسألوا امي قال بعض الناس لمملوكه أخرج وانظر هل السماء مصحية او مغيمة فخرج ثم عاد فقال والله ما تركني المطر أنظر هل هي مغيمة أم لا قال بعضهم لآخر وكان أحمق المستشار مؤتمن وأني أريد ان اغسل ثيابي غدا افترى تطلع الشمس ام لا جاء رجل الى ابي حكيم الفقيه وانا حاضر ومع الرجل ابنته ليزوجها من رجل فقال له الشيخ أبكر ابنتك أم ثيب فقال والله يا سيدي ما هي لا بكر ولا ثيب ولكنها وسطة فقال الشيخ فأيش هي عوان بين ذلك فضحك الجماعة وذلك الوالد لا يدري عن إبي محمد بن معروف قال كان يلزمني فتى نصراني حسن الخط مليح الشعر إلا أنه كان سوداويا فحكم لنفسه انه يموت في اليوم الفلاني فجاء ذلك اليوم وهو صحيح فخاصم امرأته وترقى الشر بينهما الى أن أخذ عمود الهاون ودق به رأسها فماتت فجزع جزعا شديدا فقال قد علمت أنه يوم قطع علي ولا بد أن أموت فيه والساعة يجيء أصحاب الشرطة فيأخذوني فيقتلوني فأنا أقتل نفسي عزيزا أحب إلي فأخذ سكينا فشق بها بطنه فأدركته حلاوة الحياة فلم يتمكن من تخريقها فسقطت السكين فقال هذا ليس بشيء فصعد الى السطح فرمى نفسه الى الارض فلم يمت واندقت عظامه فجاء صاحب الشرطة فأخذوه فلما كان آخر الليل مات عن أبي الحسن علي بن نظيف المتكلم قال كان يحضر معنا ببغداد شيخ فحدثنا أنه دخل على بعض من كان يعرفه بالتشيع قال فوجدته وبين يديه سنور وهو يمسحها ويحك بين عينيها ورأسها وعيناها تدمعان كما جرت عادة السنانير وهو يبكي بكاءا شديدا فقلت له لم تبكي فقال ويحك ما ترى هذه السنور تبكي كلما مسحتها هذه امي لا شك وإنما تبكي حسرة من رؤيتها الي قال فأخذ يخاطبها بخطاب من عنده ظانا أنها تفهم عنه وجعلت السنور تصيح قليلا قليلا فقلت له فهي تفهم عنك ما تخاطبها به قال نعم فقلت له أتفهم أنت عنها خطابها قال لا قلت فأنت إذن الممسوخ وهي الانسان قال الجاحظ مررت يوما بقطان في الكرخ في دكانه وعليه لحية طويلة وقميص جديد غليظ وكان يوما صائفا شديد الحر فتعجبت منه فقال لي ما وقوفك أعزك الله قلت أتعجب من صبرك على هذا القميص الجديد في هذا الحر الشديد قال صدقت أعزك الله عندي غزل كثير وعزمي أن اسلم منه الى الحائك قميصا خلقا أتخفف به طول هذه الصيفية فقلت الصواب ما رأيت وقال دخلت يوما على بعض اخواني من التجار أعوده وكان طويل اللحية فقلت له ما أكلت فقال شووا لي خاسر وأكلت يعني خاثرة وقال أخبرت عن الاصمعي قال عرض الرشيد خيل مصر فما مر به فرس إلا وعليه سمة نتاج الفخر الجنيدي فقال ويلكم من هذا الجنيدي الذي له كل هذه النتاج وامر باشخاصه فكتب الى عامل مصر فاشخصه فلما دخل عليه نظر اليه من أول الدار فاذا عليه لحية قد أخذت لسرته طولا ولآباطه عرضا وإذا هو مستعجل في مشيه ينظر الى أعطافه فلما رآه قال أحمق ورب الكعبة فلما دنا منه قال يا جنيدي من أين لك هذه الخيل قال من رزق الله وأفضاله فلما رآه هالكا قال ما أحسن لحيتك يا جنيدي قال أقبلها يا أمير المؤمنين خلعة لك والخيل معك فبك فداهما الله فان قدرك عندي أعظم القدور وكرامتك عندي عزيزة جدا فصاح به أغرب عليك لعنة الله ثم قال أخرجوه فقد أسمعني كل مكروه لعن الله هذا وخيله معه قال ابن قتيبة حدث جار لأبي حية النميري قال كان لأبي حية سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق وكان يسميه لعاب المنية قال فأشرفت عليه ليلة وقد انتضاه وهو واقف على باب بيت في داره وقد سمع حسا وهو يقول أيها المغتر بنا والمجتريء علينا بئس والله ما اخترت لنفسك خير قليل وسيف صقيل لعاب المنية الذي سمعت به مشهورة ضربته لا تخاف نبوته اخرج بالعفو عنك لا أدخل بالعقوبة عليك إني والله أن ادع قيسا تملأ القضاء خيلا ورجلا يا سبحان الله ما أكثرها وأطيبها ثم فتح الباب فاذا كلب قد خرج فقال الحمد لله الذي مسخك كلبا وكفاني حربا قال الفضل ابن مرزوق أتدرون لأي شيء كثر مالي قالوا لا قال لاني سميت نفسي بيني وبين الله محمد وإذا كان اسمي عند الله محمدا فما أبالي ما قال الناس عن المزرودي قال اشترى احمد الجوهري كساء أبيضا طبريا بأربعمائة درهم وهو عند الناس فيما تراه عيونهم قوهي يساوي مائة درهم قال إذا علم الله أنه طبري فما علي من الناس قال الجاحظ كان أبو خزيمة يكنى أبا جاريتين فقلت له يوما كيف اكتنيت بهذه الكنية وانت فقير لا تملك جاريتين أفتبيعهما الساعة بدينار وتكنى اي كنية شئت قال لا والله ولا بالدنيا وما فيها وقال عن ثمامة بن أشرس قال كان رجل يقوم كل يوم فيأتي دالية لقوم فلا يزال يمشي مع رجال الدالية على ذلك الجزع ذاهبا وجائيا في شدة البرد والحر حتى إذا أمسى نزل الى النهر فتوضأ وصلى وقال اللهم اجعل لي من هذا فرجا ومخرجا ثم انصرف الى البيت فكان كذلك حتى مات قال وحدثني يزيد مولى إسحاق بن عيسى قال كنا في منزل صاحب لنا إذ خرج واحد منا ليقيل في البيت الآخر فلم يلبث ساعة حتى سمعناه يصيح أواه فنزلنا باجمعنا اليه فزعين وقلنا ما لك ما لك وإذا هو على شقه الايسر وهو قابض بيده على خصيته فقلنا له لم صحت قال إذا غمزت خصيتي اشتكيتها وإذا اشتكيتها صحت فقلنا لا تغمزها قال نعم إن شاء الله جزاكم الله خيرا قال حدثني ثمامة قال مررت يوما وإذا شيخ اصفر كأنه جرادة وزنجي يحجمه قد مص دمه حتى كاد يستفرغه فقلت يا شيخ لم تحتجم قال لمكان هذا الصفار الذي بي كان لرجل من أصدقائنا غلام فاعطاه قطعا ليشتري بها شيئا وكان فيها قطعة رديئة فقال له يا سيدي هذه ما يأخذها الرجل فقال اجتهد ان تصرفها كيف اتفق فلما اشترى وجاء قال وقد صرفتها قال كيف فعلت قال تركته يرن الذهب وتغفلته فرميتها في ميزانه حكى لي بعض إخواننا أن رجلا أتى مفسر المنامات فقال رأيت كأن معي رجلين ونحن نمضي الى فلان في حاجة فقال له أتعرف الرجلين قال أعرف احدهما ومنزله في باب البصرة فأريد أسأل صاحبي عن ذلك الرجل الآخر سمع رجل في زماننا قوما يتكلمون في القرآن ويقول بعضهم ليس بقديم فقال ما أبله هؤلاء قد تكلم الله بالقرآن منذ خمسمائة سنة فكيف لا يكون قديما اشترى رجل في زماننا من بقال رطلين دبسا فاعطاه طاسا ليجعله فيها فغرف بالطاسة من التغار وترك صنجة الرطلين فلما رآها ترجح صب من الدبس ثم أعادها الى الميزان فرجحت فجعل يصب ثم يعيدها وهي ترجح فقال لصاحبها ما أرى يبقى لك شيء فقال له صاحبها هذه الطاسة فيها ثلاثة أرطال فان أردت ان تستوي الميزان فاكسر من جانب الطاسة والا ما تستوي قرأت بخط بعض المغفلين وقد نظر في كتاب ثم كتب عليه نظرت في هذا الكتاب والاقوات رخيصة والكارة السميد تساوي دينارا ودانقا والخشكار بثمانية عشر قيراطا فالله تعالى يديم ذلك وكتب آخر على كتاب نظر فيه فلان ابن فلان وأنا من ولد داود ابن عيسى ابن موسى وموسى هو أخو السفاح.
حدثني بعض إخواني انه كان بتكريت وأن رجلا اشترى من خباز مائتين وعشرين رطلا من الخبز بدينار ثم كان يأخذ كل يوم شيئا الى أن تحاسبا يوما فقال قد أخذت مائة وعشرين رطلا وبقي لك مائة وعشرين فقال له اندر هذه بهذه واعطني الدينار فجعل الرجل يستغيث ويقول كيف افعل بهذا فيقول أليس لك عندي مائة وعشرين ولي عندك مائة وعشرين فيقول بلى فيقول انذر هذه بهذه واعطني الدينار فاجتمع الناس عليهم على ذلك الى أن رفعت قصتهم الى الأمير رجع بعض القريشيين الى امرأته وكانت قريشية وقد حلقت شعرها وكانت أحسن النساء شعرا فقال ما خطبك فقالت أردت أن غلق الباب فلمحني رجل وراسي مكشوف فحلقته وما كنت لأدع شعرا رآه من ليس لي بمحرم ومثل هذا بلغني عن بعض القصاص انه قال لأصحابه احلقوا اللحى التي تنبت في مواقف الشيطان حدثني بعض العلماء ان رجلا مغفلا نظر في المصحف فقال قد وجدت فيه غلطتين فأصلحوها قالوا وماهي كل بناء وعواص هذا غلط إنما يجب أن يكون كل بناء وجصاص والأخرى والتين والزيتون إنما هي والجبن والزيتون حدثني بعض الاصدقاء ان رجلا وقف بباب داره يوم الجمعة والمطر يأتي سيلا فقال لرجل من المارين يا أخي هوذا الذي يجيء مطر فقال له أما ترى فقال أردت أن اقلد غيري في انقطاعي عن الجمعة ولا أعمل بعلمي وروى أبو بكر الصولي عن إسحاق قال كنا عند المعتصم فعرضت عليه جارية فقال كيف ترونها فقال واحد من الحاضرين امرأتي طالق إن كان الله عزوجل خلق مثلها وقال الآخر امرأتي طالق إن كنت رأيت مثلها وقال الثالث امرأتي طالق وسكت فقال المعتصم إن كان ماذا فقال إذا كان لا شيء فضحك المعتصم حتى استلقى وقال ويحك ما حملك على هذا قال يا سيدي هذان الاحمقان طلقا لعلة وأنا طلقت بلا علة قيل لبعض البله وكان يتحرى من الغيبة ما تقول في إبليس فقال أسمع الكلام عليه كثيرا والله أعلم بسريرته حكى لي بعض الاخوان ان بعض المغفلين كان يقود حمارا فقال بعض الاذكياء لرفيق له يمكنني أن آخذ هذا الحمار ولا يعلم هذا المغفل قال كيف تعمل ومقوده بيده فتقدم فحل المقود وتركه في رأس نفسه وقال لرفيقه خذ الحمار واذهب فأخذه ومشى ذلك الرجل خلف المغفل والمقود في رأسه ساعة ثم وقف فجذبه فما مشى فالتفت فرآه فقال أين الحمار فقال أنا هو قال وكيف هذا قال كنت عاقا لوالدتي فمسخت حمارا ولي هذه المدة في خدمتك والآن قد رضيت عني امي فعدت آدميا فقال لا حول ولا قوة إلا بالله وكيف كنت استخدمك وأنت آدمي قال قد كان ذلك قال فاذهب في دعة الله فذهب ومضى المغفل الى بيته فقال لزوجته أعندك الخبر كان الامر كذا وكذا وكنا نستخدم آدميا ولا ندري فبماذا نكفر وبماذا نتوب فقالت تصدق بما يمكن قال فبقي أياما ثم قالت له إنما شغلك المكاراة فاذهب واشتر حمارا لتعمل عليه فخرج الى السوق فوجد حماره ينادي عليه فتقدم وجعل فمه في أذنه وقال يا مدبر عدت الى عقوق امك ماتت قريبة لأبي منصور بن الفرج وكان رئيسا فاجتمع الناس على اختلاف طبقاتهم لقضاء حقه وخرجت الجنازة وجعل النساء يلطمن ويقلن واستاه واستاه على ما جرت به العادة فانكر زوج المرأة هذا وقال لا ست إلا الله وصاح عليهن فضحك الناس وصار المقام هزلا بعد الحزن دخل على موسى بن عبدالملك يوما صاحب خزانة السلاح فقال له قد تقدم امير المؤمنين يعني المتوكل ليبتاع الف رمح طول كل رمح أربعة عشر ذراعا فقال هذا الطول فكم يكون العرض فضحك الناس ولم يفطن لما غلط فيه قال المبرد قرأ ابن رباح بحضرة المنتصر كتاب الصدقات فقال في كل ثلاثين بقرة تبيع فقال المنتصر ما التبيع فقال أحمد بن الخصيب البقرة وزوجها سمع احمد بن الخصيب مغنية تغني إن العيون التي في طرفها مرض قتلننا ثم لم يحيين قتلانا فقال هذا الشعر لأبي كان سهل بن بشر ممن ارتفع في الدولة الديلمية وكان رقيعا فشتم فراشا فرد عليه فقام يعدو خلفه فوقعت عمامته فأخذها سهل وما زال يعضها ويخرقها ويقول اشتفيت والله ثم عاد الى مكانه شهد رجل عند بعض القضاة على رجل فقال المشهود عليه أيها القاضي تقبل شهادته ومعه عشرون الف دينار ولم يحج الى بيت الله الحرام فقال بلى حججت قال فاسأله عن زمزم فقال حججت قبل أن تحفر زمزم فلم أرها.
قال ابو الحسن بن هلال الصابي أحضر إنسان بناء لمشاهدة حائط في داره قد عاب فاتفق ان امه تغسل الثياب فاخرج الى البناء ترابا من تراب ذلك الحائظ في طشت وقال ما يمكن انك اليوم تدخل فهذا من ترابه فانظر اليه واعرف ما يريد فقال انا أرجع اليك غدا فضحك منه وانصرف قال وكان في جوارنا فقيه يعرف بالكشفلي من الشافعيين تقدم في العلم حتى صار في رتبة ابي حامد الاسفراييني وقعد بعد موته مكانه قال فاهديت اليه عمامة عريضة قصيرة من خراسان فقلت له ايها الشيخ اقطعها والفقها ليمكنك التعمم بها فلما كان من الغد رأيتها على رأسه اقبح منظر فتاملتها وإذا به قد قطعها عرضا ولفقها فصار عرضها أربعة عشر شبرا وطولها نصف ما كان فتعجبت منه ولم أراجعه أخبرني عيسى اللحام قال جاءني رجل له منظر ليشتري مني إلية فاخرجت له إلية صغيرة فقال لي أتهزأ بي هذه إليه وأنا أريد إلية الضان فقلت له ليس للبقر إليه فقال حدث بهذا غيري ولا تستبلهني فطالعت له غيرها غيرها فاعجبته ورضي بها وقع جرف في بعض السنين فقال بعض المغفلين مات في هذه السنة من لم يمت قط هذا آخر ما انتهى الينا من أخبار الحمقى والمغفلين والحمد لله وحده.
تم كتاب أخبار الحمقى والمغفلين
لأبى الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي
والحمد لله رب العالمين
وصلّى الله على سيدنا محمد وآله
منتدى بنات بنوتات ـ البوابة
لأبى الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي