بّسم الله الرّحمن الرّحيم العجائب فى الغذاء والدواء فصل في النبات والفواكه وخواصها عجائب صنعة الله فى النبات والفواكه
إعلم وفقنا الله تعالى جميعاً إلى التفكر في عجائب صنعته وغرائب قدرته: أن عقول العقلاء وأفهام الأذكياء قاصرة متحيرة في أمر النباتات وعجائبها وخواصها وفوائدها ومضارها ومنافعها، وكيف لا وأنت تشاهد اختلاف أشكالها وتباين ألوانها وعجائب صورة أوراقها وروائح أزهارها. وكل لون من ألوانها ينقسم إلى أقسام، كالحمرة مثلاً : وردي وأرجواني وسوسني وشقائقي، وخمري وعنابي وعقيقي، ودموي ولكي وغير ذلك، مع اشتراك الكل في الحمرة. ثم عجائب روائحها ومخالفة بعضها بعضاً، واشتراك الكل في طيب الرائحة وعجائب أشكال ثمارها وحبوبها وأوراقها دليل على وحدانية الله سبحانه وتعالى، ولكل لون وريح وطعم وورق وثمر وزهر وحب وخاصية لا تشبه الأخرى، ولا يعلم حقيقة الحكمة فيها إلا الله تعالى، والذي يعرفه الإنسان من ذلك بالنسبة إلى ما لا يعرفه كقطرة من بحر. حكى المسعودي(1) أن آدم(2) عليه السلام لما أُهبط من الجنة خرج ومعه ثلاثون قضيباً مودعة أصناف الثمار: منها عشرة لها قشر، وهي: الجوز واللوز والفستق والبندق والشاهبلوط والصنوبر والرمان والنارنج واللوز والخشخاش(3). ومنها عشرة لا قشر لها، ولثمارها نوى، وهي: الرطب والزيتون والمشمش والخوخ والإجاص والعناب والغبيراء(4) والدراقن(5) والزعرور(6) والنبق(7). ومنها عشرة ليس لها قشر ولا نوى، وهي التفاح والكمثري والسفرجل والتين والعنب والأُترج والخرنوب والبطيخ والقثاء والخيار. الهامش : (1) أبو الحسن علي بن الحسين بن علي الشافعي البغدادي . جغرافي ومؤرخ وأديب عراقي . ولد في بغداد عام 921م ، وتوفي في القاهرة عام 956م . نشأ في بغداد ، وأحاط فيها بعلوم عصره ، ثم طوف في فارس والهند وسيلان ومدغشقر وربما الصين وبعض جزر الشرق الأقصى وجنوب غربي روسيا والبلقان وسوريا ، ثم استقر في مصر وتوفي بالفسطاط .َ وأشهر أعماله مروج الذهب ومعادن الجوهر من الكتب التاريخية ذات الطابع الموسوعي اذ لا يقتصر فيه المسعودي علي كتابة التاريخ فحسب بل يضمنه معلومات جغرافية واجتماعية ودينية ويبدأ المسعودي كتابه منذ بدا لخليفة فيتحدث عن الأمم القديمة والرسل حتى يبلغ مبعث النبي صلي الله وعلية وسلم فيتحدث عن رسالته وهجراته وغزواته ثم يتحدث عن الخلافة حتى عام 336 هـ / 947 م وهي السنة الثانية من خلافة المطيع لله العباسي ( 334 – 363 هـ / 945- 974م ). (2) آدم : أبو البشر ، أول إنسان خلقه الله تعالى ، ونفخ فيه من روحه ، َإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ الحجر : {29} (تاريخ الطبري ( 1 / 89 ) ، أخبار الزمان ( ص 71 ). (3) الخشخاش : Common Poppy : وتعرف عصارته باسم : الافيون " ويزرع كمحصول طبي في البلاد بما فيها مصر واساس تركيبه الكيميائي هو " المورفين " ومفعوله مسكن ومخدر وتجرمه الحكومات الا فيما يدخل في بعض الادوية التي تصرف بأملر الطبيب (الطب القديم ، ص ، 23 ). (4) الغبيراء : نبات عشبي يعرف علمياً باسم Almus rubra والجزء المستخدم منه الجذور. وقد اقترح الدكتور ديل استخدام مسحوق جذر هذا النبات لعلاج التهاب الردب وهذا النبات له تأثيرات ملينة على الجهاز الهضمي ويساعد في الإخراج. وقد صرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA باستخدام هذا النبات كملطف فعال للجهاز الهضمي ويمكن استخدامه كما يستخدم الشوفان. (5) الدراقن : وهو منشط ومساعد للهضم ومدر للبول ، وملين لطيف يفيد في حالات عسر الهضم وحصاه. (6) الزعرور : شجيرة الزعرور هي من الفصيلة الوردية، توجد في البرية والأحراج وفي المرتفعات الجبلية. شجرة الزعرور ذات أوراق خضراء وأزهارها عذقية تتحول إلى ثمرات بيضوية محمرة اللون أو سوداء أو صفراء وحسب نوعها.تستخدم ثمار الزعرور الطازجة كغذاء مثل ثمار النبق لشجرة السدر حيث تفيد الثمار الطازجة في علاج أضطرابات القلب العصبية من سبب أرتفاع ضغط الدم أو تلك المصاحبة لسن اليأس, لذا فهو يفيد في حالات تصلب الشرايين والذبحة الصدرية و يساعد على إبقاء الدم في معدلاته الطبيعية.تمتاز ثماره بحلاوة مذاقها ولها تاثير على اللسان, وللأستخدامات الطبية والعلاجية فأن لزهوره فوائد كثماره. (7) شجرة النبق : متوسطة الحجم يصل ارتفاعها الى ثمانية أمتار مستديمة الخضرة ، معمرة بطيئة النمو والساق غير معتدل ويحتوي على مركبات صابونية ويستعمله اهل السعودية في علاج الدوسنتاريا وفي لبنان لالتهابات الشعبيات الهوائية ومرضى السل ، وينمو نبات النبق في الجزيرة العربية ويسمى بها الكنار.
عن كتاب عجائب النباتات والفواكه والحيوانات تأليف سراج الدين ابن الوردي منتدى دليل الثقافة الغذائية . البوابة