بّسم الله الرّحمن الرّحيم مكتبة الثقافة الأدبية الإعجاز والإيجاز
● [ الباب الثامن ] ● في طرائف الفلاسفة والحكماء والزهاد والعلماء
● أرسطاطاليس ما زلت أشرب ولا أروى . فلما عرفت الله رويت من غير شرب . ومن كلامه : اعص الهوى وأطع من شئت . وكان يقول : الحكمة سلم العلوم فمن عدمها عدم القرب من باريه. ● أفلاطون من أيس من الشيء استغنى عنه وسئل عن العشق فقال : ذا لا يعرض إلا للفراغ . وقيل له لم لا تجمع الحكمة والمال فقال : لعز الكمال. ● سقراط استهينوا بالموت فإن مرارته في خوفه . ومن كلامه : في كل يوم حادث لم يكن وكان ما لا بد منه قد نزل وكان ما نزل لم يزل . ومن كلامه : كل شيء يستطاع قلبه إلا الطبيعة ويقدر على رده إلا القضا. ● جوامع كلم لقمان في أمور وأحوال مختلفة نظر بعضهم جارية حسناء خرجت بوم عيد في النظارة فقال هذه لم تخرج لترى ولكن لترى ونظر إلى صياد يكلم امرأة . فقال له يا صياد احذر أن تصاد ونظر إلى رجل سوء حسن الوجه . فقال أما البيت فحسن وأما الساكن فرديء . وقيل لبعضهم لم لا تطلب الولد ؟ فقال لحبي له . وقال بعضهم لما مات الاسكندر وجعل في تابوت ذهب : إن هذا قد كان يخبأ الذهب وقد خبأه الذهب الآن . وقال آخر : والناس يبكون ويجزعون : قد حركنا الآن بسكونه . وقال آخر : قد كان يعظنا في حياته وهو اليوم أوعظ منه أمس . وقال آخر : قد كان غالباً فصار مغلوباً وآكلاً فصار مأكولاً . وقال آخر : الصديق إنسان آخر إلا أنه أنت. ● يحيى بن عدي إن الطبيعة تمل الشيء الواحد إذا دام عليها ولذلك اتخذت ألوان الأطعمة واطلق التزوج بأربع نسوة ورسم التنزه والتحول من مكان إلى مكان والاستكثار من الأخوان والتفنن في الآداب والجمع بين الجد والهزل. ● القاضي أبو يوسف النور في السواد يعني سواد العين الذي يبصر به. ● أحمد بن داود لله در البرامكة عرفوا تقلب الدول فبادروا بالعرف قبل العوائق و كان يقول : الاستصلاح خير من الاجتياح . ويقول : من صدقت لهجته وضحت حجته . وكان يقول : خرق الإجماع خرق. ● مالك ابن دينار إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا فيها - يعني مجالس الذكر - وكان يقول : نعم حاجب الشهوات غض البصر . ومن كلامه : صم عن الدنيا تفطر بالآخرة. ● ابن السماك كل ما فاتك من الدنيا فهو غنيمة . وكان يقول : الذكر كالنخلة لا تزال منها بين رزق ورفق. ● الفضل بن عياض الدنيا حلم والآخرة يقظة والموت واسطة والموت في أضغاث أحلام. ● يحيى بن معاذ الفقر خوف الفقر والزهد إخفاء الزهد . وقال للعلوي لما زاره : إن زرتنا فبفضلك وإن زرناك فلفضلك فلك الفضل زائراً ومزوراً. ● الشبلي نور الحقيقة أحسن من نور الحديقة . ومن كلامه : الزهد قطع العلائق وهجر الخلائق . ونظر إلى مختضب فقال له : إن النور أحسن من الظلمة فلم سودت نورك. ● ابن شمعون الواعظ قال له السلطان المعظم محمود رحمه الله : عظني وأوجز . فقال : كما تحب أن يفعل الله بك فافعل برعيتك . وكان يقول : لم أسمع في المواعظ أبلغ وأوجز من قول من قال : إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما . وحكي عن ابن أبي تراب النسفي أنه كان يقول : ازهد في الدنيا يحبك الله وفيما في أيدي الناس يحبك الناس.
كتاب : الإعجاز والإيجاز تأليف : الثعالبي مجلة نافذة ثقافية الإلكترونية ـ البوابة