بّسم الله الرّحمن الرّحيم
مكتبة التاريخ
حوادث الدهور
{ احداث سنة اثنين وخمسين وثمانمائة }
سنة اثنين وخمسين وثمانمائة استهلت وجميع أرباب الدولة على حالهم في الماضية المحرم أوله الخميس فيه ورد الخبر بمقتله عظيمة في الصعيد بين إسماعيل الهواري وبين بني بكيران ولهيان وغيرهما وقتل فيها محمد أخو إسماعيل المذكور وغيره من أقاربه واتباعه ثم حصل له النصل عليهم وقتل منهم نحو خمسمائة وخلع على القاصد.
وفي يوم السبت ثالثه أمر بنفي قاضي حلب المجد سالم الحنبلي إلى قوص لأجل إنه كان له على القاضي المالكي بحلب دين وأراد أن يتقاضاه منه فطلب المديون أن يضع من الدين شيئا فامتنع.
وفي يوم الأحد رابعه كانت تقدمة الزيني الاستادار للسلطان وكانت عدة الخيول ستمائة فرس منها سنون مسرجة بسروج مغرفة وثلاثة بقماش ذهب برقبتين زركش وكنبوش زركش وثلاثون يسروج بلقاوي وفي ليلة الخميس خامس عشرة توفي الشيخ برهان الدين إبراهيم بن خطر العثماني.
وفي يوم الأربعاء حادي عشرية توفي الشيخ شهاب الدين الريشي صفر أوله الجمعة بمقتضى الرؤية في يوم الاثنين رابعه وصلت رؤوس الناس من العرب العاصين أرسل بها كاشف البهنساوية.
وفيه خرج تمرباص التمربغاوي رأس نوبة النوب لبلاد العيد وصحبته إسماعيل بن عمر الهواري ومائتا من مماليك السلطانية لقتال العرب الخارجين عن الطاعة من هوارة.
وفي يوم الجمعة ثامنه ورد الخبر بأنه حصل بين تنم من عبد الرزاق المؤيدي نائب حلب وبين أهلها تشويش وبعض قتال ورجم وعين يردبك التاجي لكشف هذا الخبر وتحريره.
وفي ليلة الثلاثاء ثاني عشرة توفي اقطوه الموساوي الظاهري وصلي عليه من الغد.
وفي يوم السبت سادس عشر وصل جلبان نائب دمشق إلى القاهرة فنزل بالميدان.
وفي ليلة الأحد سابع عشرة توفي الشيخ زين الدين عبد الرحمان السنديسي.
وفي يوم الثلاثاء سادس عشرية وصل الشريف اميان أمير المدينة النبوية وطلع إلى السلطان فنزل له من على الدكة ومشى إليه خطوات يسيرة وأكرمه وخلع عليه واركبه من الحوش السلطاني.
وفي العشر الأخير منه توفي اسنباص الظاهر الوردكاش وفرق إقطاعه.
وفيه ورد الخبر من تمرباص بان العرب بالوجه القبلي دخلوا تحت طاعة السلطان ولبسوا الخلع وأن العرب العاصين ومن تابعهم فروا وبرحوا عن البلاد وفي يوم الأربعاء رابعه كتب جوابه بان يقيم هو ومن معه حتى يرد عليه الإذن في الحضور.
وفي ليله الأحد ثامنه لقب سجن الرحبة وهرب بعض المحبوسين فمسك البعض وفاز البعض.
وفي يوم الأحد ثاني عشرية عزل السعد ابن الدبري نفسه عن قضاء الحنفية ثم أعيد في يوم الاثنين ثالث عشرية.
ربيع الآخر أوله الاثنين فيه رسم بنفي سنقر الظاهري جقمق الخازندار إلى طرابلس.
وفيه وصل تمرباص رأس نوبة النوب من بلاد الصعيد بطلب فخلع عليه وحضر صحبته إسماعيل بن عمر الهواري الأمير.
وفي يوم السبت سادسه أمر السلطان بإحضار الشمس الكاتب إلى الصالحية ليدعي عليه بأنه وقع في حق الإمام الشافعي وبغير ذلك فأحضر وادعي عليه عند القاضي ناصر الدين ابن المخلطة الملكي وثبت عنده ما نسبة إلى الغزائي فأمر بكشف رأسه وسجنه والذهاب به إلى السجن ماشيا.
وفي يوم الاثنين ثامنه لبس التشريف بالولاية ونزل إلى الصالحية على العادة وخلع على اينال العلائي الاتابكي فوقاني بطرز ذهب بنظر البيمارستان على العادة وأخرج الشمس الكاتب من السجن وأمر بنفيه إلى حلب.
وفي يوم الثلاثاء تاسعه لبس الشرف المناوي خلعة بتدريس الشافعي وتوجه إلى هناك فدرس ثم عاد.
وفيه أعيد الشمس الكاتب إلى السجن بسبب إنه ادعى إليه إنه وقع في حق النبي صلى الله عليه وسلم وفي يوم الأربعاء عاشره نل نقيب الجيش الناصري محمد ابن أبي الفرج إلى السجن وأخذ الكاتب فتوجه للمؤيدية ليسمع قاضي الحنفية ابن الكبري الدعوى عليه.
وخلع على الزيني الاستادار كاملية بسمور على عادته وعلى عبادته الله الكاشف بالوجه الشرقية فوقاني باستمراره. وفي يوم السبت ثالث عشرة رسم بتوجه الشمس الكاتب إلى منزله ويقيم عشرة أيام يهيئ فيها نفسه إلى التوجه للقدس لقيم به.
وفي يوم الأحد رابع عشرة رسم بتوجه الشهابي احمد الكاشف لدمشق ليقيم بها وورد الخبر بأنه حصل بين نائب القدس تمراز البكتمري المؤيد المصارع وناظروه الأميني عبد الرحمان ابن الدبري قتال عظيم بآلة الحرب بسبب أبي طبر فبرز الأمر بالكشف عن ذلك على يد السيفي كزل القردمي.
وفي يوم الثلاثاء سادس عشرة لبس الشيخ على المحتسب كاملية خضراء بسمو خلعة الاستمرار على وظيفة الحسبة ورسم بإقامة الشمس الكاتب بالقاهرة وأعيد إليه ما كان بيده.
وفي يوم الأربعاء سابع عشرة طلع شيخ الإسلام ابن حجر إلى مصر وهو لابس خلعة على عادته ومعه القضاة والفقهاء.
وفي يوم الخميس ثامن عشرة لبس دولات باي المحمودي المؤيدي الدوادار الثاني كاملية بسمور بنظر البيبرسية وفي يوم الجمعة تاسع عشرة حضر شهاب الدين احمد بن القاضي شمس الدين القاياني مشيخته وفه سافر احمد الكاشف إلى دمشق.
وفي يوم الأحد حادي عشرية توفي الصاحب كريم الدين عبد الكرم ابن كاتب المناخ معزولا.
وعين اسنبغا الكلبكي ثم تغير ذلك لعدم أهلية اسنبغا ووقع القرار بالتربص حتى يحر كزل المتوجه لكشف الخبر.
وفي يوم الجمعة سادس عشرية توفيت سورباص الجاركسية حظية السلطان ببولاق بعد أن قامت به أياما للنزهة لما طال مرضها. ودفنت من الغد.
وفي يوم الاثنين تاسع عشرية وصل جانم الدوادار المعروف خمسمائة من سفرة بدمشق إلى القاهرة.
جمادى الأولى أوله الأربعاء في يوم الخميس ثانيه ولي شيخ الإسلام ابن حجر تدريس الشافعية بالصالحية والنظر على أوقافها.
وفي يوم السبت رابعه عقد مجلس بين يدي السلطان وأدعى على البدر محمود بن عبيد الله الحنفي بان شخصا كان يقرأ في رباص الصالحين للنووي فيما يتعلق بالبعث وكيفياته فقال هل يصح هذا أو لا يصح وفوض أمره للحنبلي فشهد عليه أربعة منهم محجورة أحمد بن فرج بن ازدمر وتغري برمش الزردكاش فجدد إسلامه وحقن دمه.
وفيه تحولت خوند الكبرى مغل ابنة البارزي من القاعة الكبرى إلى البربرية واخبر السلطان إنه طلقها من نحو ثمانية أشهر وذكر أنها كانت السب لقتل سورباص بالسحرة وحاشاها من ذلك.
وفي يوم الأحد خامسه ولي الكمال ابن البارزي كاتب السر نظر جمادى الجمالية شريكا لسارة ابنة الواقف عوضا عن السفطي.
وفي يوم الخميس تاسعه ولي أبو عبد الله البيدمري المغربي قضاء المالكية بدمشق عوضا عن الشهاب التلمساني.
وفي يوم السبت حادي عشرة ورد الخبر بوفاة شاهين الدوادار السيفي طوغان نائب قلعة دمشق وعين العلائي علي بن عبد الله الزردكاش للحوطة على موجودة ووصل كزل القردمي المتوجه للكشف عما يتعلق بنائبه وناظره وعلى يده حضر مما وقع بينها.
وفي يوم السبت ثامن عشرة وصل الأمين عبد الرحمن ابن الدبري معزولا واستمر تمراز على نيابة القدس.
وفي يوم الخميس ثالث عشرية ولي الشمس الحموي الموقع نظر القدس عوضا عن لقاضي أمين الدين عبد الرحمن ابن الدبري وفي يوم الأربعاء ثامن عشرية الموافق لسادس مسري أحد شهور القبط وفي النيل ونزل المقام الفخري ابن السلطان ففتح السد بعد فعل المعتاد وللبرهان القراطي (السريع).
ذَا النّيلُ مَا يَبْرَحُ في سَعْده ● وَحَالَهُ الْمَاشيَ مَا خَالا
يَجرِي لَنَا مَاضٍ وَمُسْتَقْبلاً ● لاَ أوْقَفَ اللهُ لَهُ حَالاَ
يَجرِي لَنَا مَاضٍ وَمُسْتَقْبلاً ● لاَ أوْقَفَ اللهُ لَهُ حَالاَ